إرتقاء مستوى الخطاب الإعلامي وجدلية التواصل ..! بقلم:هيثم الفضل

إرتقاء مستوى الخطاب الإعلامي وجدلية التواصل ..! بقلم:هيثم الفضل


04-11-2021, 05:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1618115699&rn=0


Post: #1
Title: إرتقاء مستوى الخطاب الإعلامي وجدلية التواصل ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 04-11-2021, 05:34 AM

05:34 AM April, 10 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح -



بعض أصحاب الحجج و الرأي المخالف دونما إتكاء على منطق ، دائماً ما يرددون مقوله (أن الخطاب الأدبي والصحفي يجب أن يكون وسطياً حتى يكون في مستوى فهم العامة) ، وفي الحقيقة يفوت على أذهانهم دوماً أن الخطاب الأدبي والإعلامي وربما الصحفي في كثير من الأحيان يكون بالمعلوم لدى منتجه أنه موَّجه للنخبة أوفئة بعينها ، وذلك من منظور (خدمة أهل الإختصاص و الإهتمام بالموضوع ) ، فإن يكن الخطاب الأدبي وخصوصاً الواقع في إتجاهات النقد على عموم مشاربه ومناهجه المعروف غير مفهوم لدى العامة ، فهذا بالتأكيد لن يكون خطأ الناقد ، وفي هذا المجال لا يمكننا أن نأخذ عليه في الإتجاه السالب من يكتبه من مفردات ومصطلحات علميه إتفق عليها عامة النقاد في تناول أبواب شتى من الفنون ، بالقدر الذي جعلها (أي تلك المفردات أو المصطلحات) ، واقعة في نطاق التعريف العلمي للشق الذي يتحدث عنه الموضوع ، وكذلك لا يمكن أن يكون سالباً مقدرة الناقد أو الكاتب الصحفي أو حتى القاص والشاعر على الإجادة في إختيار اللغة و تشذيبها و تنميقها بإحترافية لمجرد أن فئة من المتلقين لا تتفهم مقامها من حيث المستوى والعُمق المعرفي اللغوي ، فهذه من وجهة نظري مشكلة تخص المتلقي ، وهو في ذلك له خيارين لا ثالث لهما أولهما أن يرتفع بمستوى لغته حتى يستطيع أن يتذوق و يقرأ ما كتب بلغة عاليه ، وثانيهما أن يختار فيما يطلع عليه ما كان متناسباً مع معارفه اللغويه ، وهناك منهج في مجال الكتابات الصحفية على وجه التحديد ، يدعو إلى عدم جواز نزول لغة الخطاب الصحفي إلى المستوى الأدنى لعامة المتلقين ، بل تجب الإجادة في هذا المجال بما يتيح مجالاً للرفع من مستوى الذوق العام وكذلك الحصيلة المعرفية لدى القاريء والمتعلقة بالتعامل مع اللغة الراقية و الكتابات الجادة الملتزمة بحذافير اللغة الصحيحة ، كما أن هناك منهجاً آخر دعا إلى ضرورة النزول إلى مستوى لغة العامه ليتم مخاطبة أكبر قدر من المستهدفين بالعمل الأدبي أو الصحفي أو حتى النقدي (من باب إيصال الرسالة واضحة للمستهدفين من المادة النقدية) ، غير أن هذا المنهج من شأنه أن يكرِّس لظاهرة تحجيم مستوى الإجادة و العلو باللغة ، و إعتبار من يتجه للمثابرة و التحصيل في سبيل تطوير و تصحيح لغته الأدبيه جانحاً أو خارجاً عن مستوى التأثير ( لمجرد أن عامة المتلقين لا يستطيعون الوثب لفهم لغة خطابه المتطوره ) ، و في هذا ظلم كبير لمن أرادوا التجويد والإختلاف ، و كذلك ظلم لحركة التجويد العامة والتي تعتبر واحدة من أركان تطور الفنون النصية بشتى أشكالها ، كما هو أيضاً ظلم في حق إستفادة المتلقي من المعارف اللغوية الموجودة في النصوص بما يشكل تطويراً لمقدراته التذوقية والإستيعابيه في إطلاعاته المستقبليه ، كما تجدر الإشاره إلى هذا المنحى في التجويد اللغوي للنص الإبداعي يسري أيضاً في كل النصوص والمخاطبات التي تُطرح باللغة العامية المحضة ، و التي لا تختلف عن الفصحى في مجال إمكانية إنتقاء المفردات والتعابير التي تفيد الإجاده فيها والعُلو بها من حيث القيمة اللفظية ومكوِّنات الجُمل والمعاني .

<إرتقاء مستوى الخطاب الأدبي و جدلية التواصل.docx>
<هيثم الفضل.jpg>