لماذا الاقتتال والفتن والدمار يا أبناء الولايات الغربية بالسودان ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى

لماذا الاقتتال والفتن والدمار يا أبناء الولايات الغربية بالسودان ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى


04-07-2021, 07:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617777453&rn=1


Post: #1
Title: لماذا الاقتتال والفتن والدمار يا أبناء الولايات الغربية بالسودان ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-07-2021, 07:37 AM
Parent: #0


بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا الاقتتال والفتن والدمار يا أبناء الولايات الغربية بالسودان ؟؟

الولايات الغربية بالسودان في الماضي القريب كانت تعيش قمة الأمن والسلام والاستقرار والهدوء بين ولايات السودان ،، وكانت مضرب الأمثال في ممارسة الوفاق والاتفاق بين مكوناتها وأفرادها وقبائلها وجنسياتها ،، وقد عرف أهل تلك الولايات الغربية بالسودان بالحكمة والحنكة في معالجة تلك القضايا والمشاكل العشائرية والقبلية في مناطق الغرب ،، وأبناء الغرب في الماضي القريب كانوا لا يستخدمون إطلاقاَ ( لغة السلاح ) في معالجة تلك الخلافات والقضايا البينية ،، بل كانت الأعراف السائدة في تلك المناطق والولايات الغربية هي المعايشة السلمية بقدر المستطاع بين مكونات المجتمعات في تلك الولايات ،، وفي الماضي القريب عاش أبناء تلك الولايات السودانية الغربية بمنتهى الوئام والوفاق والاتفاق والأمن والأمان والسلام بين كافة المكونات البشرية في تلك البقاع ،، وتلك الولايات الغربية بالسودان كانت تتصف دائماَ بالهدوء والاستقرار ،، والمعروف أنه منذ استقلال البلاد كانت تلك القلاقل وتلك الحروب الأهلية والاقتتال تنحصر فقط في تلك الولايات الجنوبية لدولة السودان ،، وهي تلك الولايات الجنوبية التي قد انفصلت فيما بعد عن الوطن الأم بكيد هؤلاء الكائدين في الخارج والداخل ،، أما تلك الولايات الغربية في السودان فكانت تمثل ( قلعة السلام ) في عرف الشعب السوداني ،، وكانت تمثل مضرب الأمثال في الهدوء والمعايشة السلمية بين مكوناتها وقبائلها وشعوبها وجنسياتها ،، وهي تلك الولايات الغربية التي كانت تمثل القاعدة والجذور الأساسية لدولة السودان الحديثة ،، وفي وقت من الأوقات فإن ذلك المواطن السوداني الذي يريد الاستقرار والهدوء كان يلجأ لتلك الولايات والمناطق الغربية بالسودان حتى يرتاح قليلاَ في ظلال الهدوء والاستقرار ،، وكان في مقدور أي مواطن من هؤلاء المواطنين القادمين من خارج تلك الولايات الغربية أن يتنقل ويتجول في تلك الولايات والمناطق الغربية الهانئة المستقرة بمنتهى الأمن والأمان والسلام بين الإخوة الأشقاء ،، حيث كان الفرد يحس في أعماق نفسه بأنه يتواجد في قلب دولة السودان النابض بالحيوية والسلم والسلام .. وهؤلاء أهل الغرب قد اشتهروا طوال الأزمان بالطيبة ودماثة الأخلاق ،، كانوا لا يعرفون إطلاقاَ ( لغة السلاح ) في معالجة تلك الخلافات والقضايا البينية ،، بل كانوا أهل حكمة ودراية في معالجة تلك المشاكل العشائرية والقبلية ،، وبتلك الحكمة والحنكة قد تمكنوا من قيادة البلاد لسنوات طويلة .

ثم فجأة تبدلت الأحوال في تلك الولايات الغربية بالسودان ,, وقد أصبحت لغة القتل والموت والدمار والسلب والنهب هي اللغة السائدة في الكثير من مناطق تلك الولايات ،، ومع الأسف الشديد فإن تلك الولايات السودانية الغربية حالياَ قد فقدت مكانتها المعهودة في قيادة الدولة السودانية ،، حيث قد أصبحت ( بؤرة الصداع ) للشعب السوداني ،، ولا يمر يوم على الشعب السوداني دون أن يتلقى تلك الأنباء المفجعة المحزنة التي تقطع الأكباد ،، حيث تلك الأنباء التي تتحدث دوماَ عن سفك دماء الأبرياء من الناس في الكثير من مناطق الولايات الغربية بالسودان ،، وأصبحت حالات النزاع والتنازع في مناطق الغرب من الأحداث الكئيبة السوداء المؤسفة التي تعيشها البلاد في الآونة الأخيرة ,, وعدم الاستقرار في بعض المناطق بالولايات الغربية يؤكد صحة المقولة التي تصف البعض من أبناء الغرب بالتخلف والبدائية ،، وتلك هي الحقيقة مهما يدعي وينفي البعض تلك المقولة ،، وبالمختصر المفيد فإن تلك الولايات الغربية بالسودان مع الأسف الشديد قد فقدت تلك المكانة التي كانت لها ذات يوم في قيادة البلاد بفضل الحكمة والرزانة والوقار .

ومن المظاهر المؤسفة أن ذلك المواطن السوداني رجل الأعمال أو ذلك المواطن السوداني صاحب الشركات الذي يرقب التجوال والتسوق والاستثمار في بعض تلك الولايات الغربية تتصدى له تلك الجماعات ( الملثمة ) التي تنتمي لجهة من الجهات ثم تنهب وتسلب ما لديه من الأموال والأغراض والممتلكات والسيارات ،، وذلك بمنتهى الاستهتار في غياب الأمن والسلطات في تلك المناطق الولائية ،، وهؤلاء اللصوص ( الملثمين ) يعرفون جيداَ بأن الأمن والسلطات في البلاد عاجزة كلياَ عن ملاحقتهم في أي وقت من الأوقات ،، وتلك الظاهرة الكئيبة السوداء الكالحة تؤكد للشعب السوداني أن مناطق عديدة في تلك الولايات الغربية تعيش حالياَ مراحل الفوضى والانفلات الأمني بكل القياسات ،، ومع الأسف الشديد فإن تلك الحقيقة الدامغة وتلك الصفة المشينة بدأت تسقط هيبة الغرب في أعين الشعب السوداني ،، وتلطخ صورة تلك الولايات الغربية بذلك الفوضى والقتال الغير المسئول ،، وهي تلك الولايات السودانية الغربية التي كانت تقود البلاد في يوم من الأيام بمنتهى الحكمة والعقلانية ،، ولكن كما يقال فإن دوام الحال من الحال .