القاطرة التي تتسارع الخطى دون سائق أو قائــد !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

القاطرة التي تتسارع الخطى دون سائق أو قائــد !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


04-06-2021, 05:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617684622&rn=1


Post: #1
Title: القاطرة التي تتسارع الخطى دون سائق أو قائــد !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-06-2021, 05:50 AM
Parent: #0

05:50 AM April, 05 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

القاطرة التي تتسارع الخطى دون سائق أو قائــد !!

توقفت القاطرة في محطة من محطات المسار ،، وكان الوقت وقت صلاة المغرب ،، فنزل من القاطرة معظم الركاب وقد استعدوا للصلاة جماعة ،، من الركاب من وجد الماء الكافي فتوضأ ،، ومن الركاب من لم يجد الماء الكافي فتيمم ،، ثم وقفوا جميعاَ في صفوف طويلة خلف الإمام ،، ثم أدوا الركعة الأولى بسلام واطمئنان ،، أما في الركعة الثانية ففجأة نادت ( صفارة ) القطار ,, وعندها فإن الجميع قد قطعوا الصلاة وهرولوا في عجالة نحو القطار ثم جلسوا وانتظروا في المقاعد والأماكن ،، ولم يتواجد في صفوف الصلاة إلا رجل واحد هو ذلك الإمام !!،، ومن العجيب أن ذلك الإمام قد أكمل الصلاة حتى النهاية بمنتهى الهدوء والاطمئنان ،، ثم جلس يسبح بعد الصلاة ،، فهل تدرون من هو ذلك الإمام ؟؟؟ ،، بالتأكيد كان ذلك الإمام هو ( سائق القطار ) !!! .. ونحن الشعب السوداني نماثل هؤلاء الركاب في سلوكياتنا وفي كافة تصرفاتنا الرعناء ،، حيث نجتهد في كافة أحكامنا وقراراتنا من منطلق التكهنات ،، وفي نفس الوقت نصدق سلوكيات وأقوال بعضنا البعض بمنتهى البلاهة دون ذلك التنقيب والتمحيص ،، ودون تلك الاعتبارات لمفهوم الاحتمالات ،، ودون ذلك التمهل العاقل الذي يتأنى حتى تؤكد الحقيقة في أرض الواقع ،، وبالمختصر المفيد فإن مقدرات العقول لدينا معطلة بطريقة تؤكد أن ( للويكة الناشفة ) آثارها في تصرفاتنا وسلوكياتنا في كل صغيرة وكبيرة مهما ندعي غير ذلك ،، فنحن شعب في إمكانه أن يجادل ويحاجج طوال الساعات تلو الساعات لمجرد مفاهيم وأفكار مغلوطة تعشش في الأذهان !.. ولا نضع في الاعتبارات إطلاقاَ أن تلك المفاهيم المعششة في الأذهان قد تكون خاطئة مائة في المائة ،، وذلك العيب يعد من أكبر عيوب الشعب السوداني ،، ذلك الشعب المتفلسف الذي لا يقر بالأخطاء في يوم من الأيام .

ثم نعود مرةَ أخرى لمسألة السائق وركاب القطار ،، حيث ذلك الشعب السوداني الذي يمثل ( ركاب القطار ) ،، وحيث ذلك السيد عبد الله حمدوك ووزراءه الذين يمثلون ( سائقي القطار ) ،، والسؤال الذي يطرح نفسه في أذهان الشعب السوداني الذي يكابد الويلات والأوجاع طوال تلك الفترة الكالحة المؤلمة الموجعة السوداء بعد الانتفاضة الأخيرة هو : ( هل السيد عبد الله حمدوك ووزراءه الأفاضل ضمن هؤلاء الركاب الذين يواجهون أشد ألوان الأزمات في البلاد ؟؟؟ ،، وهل يقفون مع الشعب السوداني في تلك الصفوف الطويلة المملة أمام الأفران ومحطات الوقود وخلافها ؟؟؟ ،، وهل يكابدون الأوجاع والويلات في وسائل المواصلات والاتصالات في البلاد ؟؟؟ ،، وهل يكتوون كالآخرين من غلاء الأسعار في البلاد في غياب تلك السلطات والرقابة والمحاسبة ؟؟؟ ،، وهل هؤلاء القادة والمسئولين في البلاد محرومون من أكل اللحوم والفواكه لعدم المقدرات الشرائية ؟؟؟،، وهل أطفالهم وصغارهم الرضع محرومون من شرب الألبان كما هو الحال مع أطفال الشعب السوداني المغلوب على أمره بأسباب الغلاء الفاحش ؟؟؟ ،، وهل يعاني السيد عبد الله حمدوك ووزراءه الأفاضل من تلك القطوعات الكهربائية المزعجة بالليل والنهار ؟؟؟ ،، وهي تلك القطوعات الكهربائية السخيفة المملة التي لا تحدث في أية بقعة من بقاع العالم ؟؟؟،، وهل هؤلاء السادة عبد الله حمدوك ووزراءه الأفاضل يحسون في لحظة من اللحظات بآلام وأوجاع الشعب السوداني ؟؟؟،، وهل وهل وهل ؟؟؟؟؟؟ ،، فإذا كانت الإجابات على تلك الأسئلة الحائرة العديدة هي : ( نعم ) ففي تلك الحالة فإن الشعب السوداني يعجل الأمور ويخطأ الأحكام ويظلم هؤلاء المسئولين ( سائقي القاطرة ) ظلماَ وجوراَ وإجحافاَ !! ،، أما إذا كانت الإجابات لتلك الأسئلة الحائرة هي : ( لا ) فإن تلك الحقيقة المؤلمة الموجعة تؤكد للشعب السوداني بأن تلك القاطرة جامحة وفالتة لا يقودها في المقدمة سائق من السائقين أو قائد من القواد ،، أو رئيس من الرؤساء ،، وبالمحصلة فإن تلك الصورة الكالحة تؤكد بأن السيد عبد الله حمدوك ووزراءه الأفاضل لا يتواجدون في مقدمة القطار ،، وفي تلك الحالة يجب على الشعب السوداني أن يقرر المصير فوراَ قبل فوات الأوان ،، حيث يجب عليه أن يهرب سريعاَ عن طريق نوافذ القطار !!!! ،، وذلك لأن العاقل الحصيف لا ينتظر إطلاقاً تلك العواقب الوخيمة حتى نهاية الكارثة والهاوية ،، والشعب السوداني اليوم ينطلق في قاطرة مسرعة نحو الهاوية وقد لا يتواجد في المقدمة ذلك السائق الملهم المنقذ !!!!!!!!!!!!!