حقيرتي في بقيرتي بقلم:عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات

حقيرتي في بقيرتي بقلم:عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات


04-05-2021, 10:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617656930&rn=0


Post: #1
Title: حقيرتي في بقيرتي بقلم:عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
Author: سيد عبد القادر قنات
Date: 04-05-2021, 10:08 PM

10:08 PM April, 05 2021

سودانيز اون لاين
سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر


اي مهنة او وظيفة يمتهنها الإنسان ، علينا أن نعتبرها إنسانية لإرتباطها بمصالح الإنسان.
مهنة الطب إضافة إلي كونها
إنسانية ،فإنها رسالة مقدسة يؤديها الطبيب والكوادر الطبية لإرتباطها بحياة الإنسان وجسده.
أطباء وطني غير،لأنهم يعملون في أسوأ بيئة ومناخ عمل يمكن أن يمارس فيه الطبيب رسالته ويقوم بواجبه ويؤدي خدمته من أجل المريض.
الطبيب ولادة الهنا وهو الحكيم كما تعارفت عليه مجتمعاتنا في الريف والقري ويشارك في كل إجتماعياتها وله مكانه خاصة بها.
حكومة الكيزان منذ أن جثمت على صدر هذا الشعب الابي، إتضح لها أن الأطباء هم خميرة عكننة لإستمرارية حكمها وسيطرتها علي المواطن و الوطن ولهذا عكفت منذ اول ايامها، علي كبتهم وتشتيتهم وإرهابهم،ولكن خاب فألها.
كانت المستشفيات ما قبل الكيزان، الملاذ الآمن لإستشفاء كل من قصدها، فقد كانت الحكومة تقوم بتوفير كل شئ وبيئة ومناخ العمل ممتازة،والخدمات الصحية مضرب المثل لدرجة ان ممثل الصحة العالمية في مقارنه، قال قولة مشهورة:
إن الأردن تحتاج لخمسين سنة لتصبح خدماتها الصحية مثل السودان_ (الكلام دا في ستينيات القرن الماضي )_
في عهد الإنقاذ تدهورت الخدمات الصحية، فأصبحت المستشفيات العامة طاردة للاطباء والمرضى،
ولكن الظروف الإقتصادية أجبرت المرضى لإختيارها علما بأنها تفقد كل شئ.
في الفترة الأخيرة إنتشرت حوادث الإعتداء على الاطباء
في المستشفيات العامة دون أي مسَوغات او مبررات، بل نقول إن هذه الظاهرة يمكن أن نطلق عليها:
حقيرتي في بقيرتي.
علينا أن نتساءل:مرضى كثر يذهبون إلى المستشفيات النظامية، ولكن لايمكن للمريض او مرافقيه ان يفتحوا خشومهم، لماذا؟
الكهرباء ظلت تقطع بالساعات والمواطن دافع حقها مقدما، ولكنه لايستطيع ان يذهب لمكاتب الإدارة المركزية ليفتح فمه!!
المواطن يذهب لمجمعات العلاقات البينية لإكمال معاملة، وقد ينتظر يوما او يومين قد تصل الإسبوع، ولكنه لا يستطيع أن يفتح فمه.
المواد التموينية لها اكثر من سعر جديد يوميا، والمواطن يشتري دون أن يهمس غاضبا.! خطوط المواصلات حدث ولاحرج في تسعيرتها،ولكن المواطن يتسابق عله ينال مقعد متهالك.
بالمختصر المفيد جميع المعاملات التي يقوم بها المواطن يوميا يجد فيها معاناة مبالغة ولكن لايهمس مغاضبا ولا يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان او مع اولاده في البيت أو ونسة مع الاصحاب.
من المثير للدهشة والإستغراب، ان الطبيب ينتظرك في المستشفى العام ليقوم بإسداء اعظم خدمة لمريضك،
وهو يقوم بهذا الواجب وفي أسوأ بيئة ومناخ عمل وانت تعلم ذاك سلفا، لأنه لايوجد اليوم بيت في السودان ليس فيه طبيبة او طبيب او منسوب للصحة!
نستغرب مثل هذه التصرفات ضد الطبيبات او الاطباء دون أي ذنب جنوه، ضرب وإساءات وشتائم وتحرش، وفوق ذلك الإعتداء على الممتلكات العامة في المستشفى!!
نقول إن كان المرافق لايعجبه الوضع في الوطن فهل يحق له تفريغ شحنة الغضب هذه في الأطباء وممتلكات المستشفى ؟؟
حقيرتي في بقيرتي،
إنت ايها المرافق عينك في الفيل، لكن تطعن في ظله؟؟؟
ماهو ذنب الطبيبة او الطبيب،
إنهم يقدمون لك الخدمة في ظروف انت تعلمها جيدا؟؟؟؟إنت كرجل وحسب قيمنا وتقاليدنا واخلاقنا ومثلنا كيف تشعر وانت ترفع يدك لتضرب إمرأة، وليست اي إمرأة؟ إنها ملاك رحمة ورسول إنسانية تقف لتخدمك وتقدم لك أقصى ماتملكه من إمكانيات لعلاج مريضك وشفائه بإذن الله،؟
من كان يعتقد ان المستشفيات ليس فيها مضاعفات قد تصل حد الموت، عليه أن يذهب لمكان آخر يتلقى فيه العلاج.
الطبيب هو وسيلة للعلاج وتوصيف أنواعه حسب العلة، ولكن ليس ملزم بشفاء المريض، لأن الشافي هو الله.
الأطباء يعملون كل مافي وسعهم من أجل تحسين بيئة ومناخ العمل في كل المرافق الصحية،ولكن في عهد الإنقاذ تغيرت عقلية المسئول إلى إعتبار المستشفيات مواقع إستثمارية، فكانت وقفات الأطباء وإحتجاحاتهم وإضراباتهم من أجل المريض، ألم يكن شعار إضراب اكتوبر ٢٠١٦م_من أجلك يا مواطن_، فكانت نتيجته المعتقلات والاشباح والسجون للاطباء.
الطبيب السوداني شاطر تب، وكفاءة لا يستهان بها، والآن عدد الأطباء خارج السودان مبالغ فيه، ويعملون في ظروف ممتازة جدا َجاذبة ومازالت المستشفيات في السعودية وقطر تفرش لهم الدروب بالرياحين والورود، في حين ان بني جلدتهم المرافقين في مستشفياتنا يتحرشون بهم ويوسعونهم ضربا، وليس ببعيد طبيب مستشفى مدني وإصابة العين التي افقدته النظر.
ممارسة المهنة في اي مستشفى في العالم هنالك مضاعفات وهنالك أخطاء قد تحدث ولكن لايمكن أن تصل لدرجة الإعتداء الجسدي واللفظي وتخريب المعدات.
على المواطن السوداني المرافق للمريض ان يرتقي للمسئولية ويفكر بعقله قبل عاطفته، يفكر بأخلاقه السودانية وقيمنا ومثلنا وتقاليدنا،
نحن الرقبة عديل كده بنعفيها وما بنشيل فيها دية في بعض مناطق السودان.
نختم فنقول،
المستشفيات هي للإستشفاء، والطبيب يقدم عصارة جهده وخبرته من أجل المريض، ومع كل ذلك قد تحدث مضاعفات او أخطاء طبية، ولكن ذلك لايبرر ما يقوم به المرافقين.،
تخيل ايها المرافق ان الطبيب/ة الذي امامك
هو بنتك او اختك او بنت اخوك أوجيرانكم او ناس حلتكم ،فبماذا تشعر وانت تقوم بهذا التهور وتلك الافعال امامهم؟ ؟؟


اللهم استر فقرنا بعافيتنا والبسنا ثوب الصحة والعافية يارب العالمين

اللهم آمييييين