أين الأحزاب ...الغائب الحاضر بقلم:د.زاهد زيد

أين الأحزاب ...الغائب الحاضر بقلم:د.زاهد زيد


04-05-2021, 01:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617624504&rn=1


Post: #1
Title: أين الأحزاب ...الغائب الحاضر بقلم:د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 04-05-2021, 01:08 PM
Parent: #0

01:08 PM April, 05 2021

سودانيز اون لاين
زاهد زيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




من المعلوم أنه لا توجد ديمقراطية بلا أحزاب ، طال زمن الفترة الانتقالية أو قصر فلابد من الانتخابات ، وحينها سندرك الحقيقة الصادمة ، وهي أن أحزابنا كانت أثناء الفترة الانتقالية حاضرة وبقوة أثناء تقسيم السلطة وأخذ نصيبها من كيكة الحكم ، ولم تستعد ليوم هو يومها ، وهو يوم الانتخابات وتكوين الحكومة المنتخبة .
وهذه الحقيقة الصادمة واضح للعيان الآن مقدماتها ، فالساحة السياسية تكاد تخلو تماما من أي نشاط حزبي واضح ، فلا نعرف لكل الأحزاب حتى الآن برنامجا مطروحا للناس .
ما عدا بياناتها حول ما يهمهم وهو نصيبهم من الوزارات والمناصب ، وتتعامل هذه الاحزاب للاسف بردود الأفعال ، فهي تنتظر وقوع الحدث لتنشر رأيها فيه ، ولا يأتي هذا البيان إلا مؤيدا أو شاجبا له . هذا مبلغ ما عندهم .
لا يستثنى من هذا أحزاب اليمين أو الوسط أو اليسار ، كلهم في هذا سواء .
الكل يعلم أن الاحزاب في العهد الإنقاذي المباد ، كانت منقسمة على نفسها وهذه كانت سياسة رسمها دهاقنتها ، ووقع فيها الكثيرون . خاصة الاحزاب الكبيرة .
فالأمة انقسم إلى عدة أحزاب أميبية ، وكذلك الاتحادي ، وحتى حزب الكيزات نفسه انقسم على نفسه . و الحزب الشيوعي أصابه ما أصابه من الانقسام .
كل ذلك ساهم في ضعفها ، بالاضافة لسياسة القمع والملاحقة من قبل أجهزة التظام الأمنية .
لكن في المقابل كان على الأحزاب هذه في هذه الفترة أن تعمل في اتجاهين ، الأول هو رأب الصدع الذي أصابهم ، وتوحيد صفوفهم ، ثم بناء هياكلهم التنظيمية وعقد اجتماعاتهم الفرعية لاتنخاب لجان قواعدهم ، تمهيدا لعقد مؤتمرهم العام لوضع برامجهم الحالية والمستقبلية .
ولكن بدلا من كل هذا النشاط اكتفت هذه الاحزاب بمغانم السلطة الحالية ولن يستيقظوا إلا بعد أن تدق الانتخابات على الأبواب .
تتعامل معظم الاحزاب مع السياسة بمبدأ الكسب السريع ، مستندة إلى إرثها القديم ، وينسون أنه في خلال الثلاثين سنة الماضية جرى الكثير من الماء تحت الأرجل ، وتغير المجتمع السوداني كثيرا ، ونشأ جيل جديد مسلح بمختلف أدوات الإعلام ، فليس من السهل قيادته كالقطيع .
وفي الظن أن ممارسة الأحزاب هذه هي نفسها التي أضاعت الفترة الديمقراطية الثانية والثالثة ، والخوف أن تضيع الديمقراطية الرابعة بسببهم أيضا .
لازلنا نعيش في الفترة الانتقالية ، ولايزال أمام الأحزاب الوقت الكافي للبدء في بناء نفسها ، وتوسيع قاعدتها ، والعمل بجدية لوضع برامجها .
وكل يوم يمر هو يوم لن يتكرر ، والفائز هو من اغتنم هذه الفرصة واستفاد منها ليجني ثمرتها في الانتخابات القادمة .
عالم اليوم هو عالم العلم والتخطيط ، ولا مجال للنجاح إلا بهما ، ومن لا يملك التخطيط العلمي السليم لن يتمكن من الاستمرار مستقبلا .
هذا الكلام يصدق على الكل أفرادا و حكومة وأحزابا .
وشيء مؤسف أن جميع من هم في الساحة الأن لا هم لهم إلا الكسب الآني السريع حتى الحركات المسلحة يصدق عليها هذا الكلام ، تركت أهلها الذين ادعت أنها حملت السلاح من أجلهم ، وانخرطت في ساقية السلطة .
للأسف الشديد لا أحد يهتم بقضايا المواطن البسيط ، وسقط خطاب المهمشين وتنمية الأطراف ليحل محله خطاب " الخرطوم دي بتاعت منو ؟ " شيء محزن أن يترك هؤلاء أهلهم في المعسكرات نهبا للضياع والضباع بعد أن ساهموا هم في تشريدهم ليهددوا من هو آمن في بيته ولم يمسهم بسوء .
قمة الجهل النتاج من الفراغ العقلي الذي فشل قادتهم في تعليمهم اياه وحشوا أدمغتهم بأن موعدكم الجنة التي هي في الخرطوم .
الخرطوم التي لولا تضحية أهلها بأبنائهم ما استطاعوا أن يغادروا الجبال قيد أنملة .
ورأينا كيف يغازلون بعضهم على حساب الآخرين ، بخطاب الكراهية والعنصرية فينسون من قتل أهلهم يوم أن كان يسمى ب"الجنجويد" . وجاء اليوم الجنجويدي نفسه ليمنيهم الأماني بالسكن في مروي ويصرف أنظارهم عن من سحلهم وقتلهم يوم أن كان جلوازا في جيش الإنقاذ .
لا نحرض على الفتنة ، ولا نتمنى غير أن يسود السلام ، لكنا لا نقبل أن تقتل الحقائق وتدفن معاناة الناس تحت ركام المصالح .
التكالب على السلطة لن يصلح البلد ، وزرع الفتن والضغائن لن يبنيها ، الناس الآن أشد وعيا من أن ينخدعوا بزعامات موروثة أو صنعها السلاح ، فصندوق الانتخابات هو الفيصل .
سترون كيف سينقلب الحال عندما تقترب الانتخابات ، وكيف سيهرع هؤلاء للشارع الذي نسوه يوما ليستجدوا الأصوات . وكيف سيهاجر زعماء السلاح للمعسكرات لينموا أهلها بالأماني ، وربما بالوعد بالسكن في حي الرياض أو المنشية بعد تشريد أهلها " العنصريين " .
إذا استمر الحال كما هو الآن فأبشروا أنتم في الأحزاب الغافلة والحركات النائمة في أحلام جنة الخرطوم الموعودة بالخسران المبين .