الحيطة العالية (١١) بقلم:شهاب طه

الحيطة العالية (١١) بقلم:شهاب طه


04-04-2021, 11:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617574432&rn=1


Post: #1
Title: الحيطة العالية (١١) بقلم:شهاب طه
Author: شهاب فتح الرحمن محمد طه
Date: 04-04-2021, 11:13 PM
Parent: #0

11:13 PM April, 04 2021

سودانيز اون لاين
شهاب فتح الرحمن محمد طه-
مكتبتى
رابط مختصر




يجب أن نخجل ونستحي من تشخيص مشكلات سوداننا بطريقة علمية وواقعية وعملية، بغرض إيجاد الحلول، لأن أي حراك في هذا الإتجاه يعتبر عنصرية، وحتى لا نتهم بالعنصرية يجب أن ننكر أن في سوداننا تخلف وجهل ونزاعات على أسس قبلية وبذلك نترك كل محاولات الإصلاح، وعليه يتوجب على الناس بأن تغض البصر عن تلك المشكلات وبل تزور التاريخ، على سبيل المثال يجب أن ننكر أن دارفور كانت سلطنة ذات سيادة ولها تاريخها وإرثها وحضارتها وأن الإنجليز هم من ضموها للسودان في العام ١٩١٦ وننكر ولا نذكر أن هناك سلطان كان إسمه على دينار، حتى إن كانت إعادة السيادة لدارفور يمكنها من حل مشكلاتها

دارفور الإنشداه شرقا والإنتهاك غربا .. لماذا؟ وما هو المغزى والغرض؟ لماذا الإنشغال بالشمال والوسط وبقية السودان وغض النظر عن الإنتهاك من جهة الحدود الغربية ومن قبل دول الجوار وما بعدها؟ أليس تلك قضية قومية تؤثر على كل سوداننا؟ ومن هو المناط بحفظ أمن دارفور وحدودها الغربية؟ كلها أسئلة قد لن يكون لها إجابة، بل يجب تحريمها وتجريمها طالما كنا حريصون على نكران الحقيقة من أجل تطبيب جراحات العنصرية، والمؤسف المحزن أن تلك الجراح تصيبنا وتظل مفتوحة في أشد الأمكان حساسية وألم وهو أمان وطننا وطمئنينة شعبنا وفي أعماق وجداننا دون أي مبرر منطقي وعقلاني يذكر .. وحتماً سنبقى في حالة إجتهاد دائم من أجل إخفاء الحقيقة وبالرغم من إيماننا بأن الإخفاء لن يغيرها ولن يزيلها .. دعونا نرجع بالتاريخ لعهد آخر سلاطين دارفور وهو السلطان على دينار والذي كان من أميز سلاطين أفريقيا في عصره وقد كانت حدود سلطنته محمية ومهابة وكان مثالاً يحتذى في الإدارة وقد عمل على ترسيخ السلم المجتمعي من خلال تثبيت زعماء القبائل على قبائلهم وتكوين مجلس الشورى ودار الإفتاء والقضاء ومجلس الوزراء والمستشارين والحكماء وغيره ولكن مجرد ذكر هذه الحقائق أمر مرفوض لأسباب غير معروفة ويعتبر بادرة عنصرية كونها إشارة لأن دارفور كانت دولة قائمة بذاتها، وكأن الإنتماء لدارفور عار، ولكن حقيقة الوضع تحتم وتؤكد أن العلاج يكمن في أن تسترد دارفور سيادتها وتسعى لحل كل مشكلاتها العرقية والقبلية والحدودية بكل صبر وتجلد وبعدها تختار تكملة مشوار الإستقلال أو العودة في إتحاد كونفدرالي وذلك هو الحل الأوحد والأمثل، ومن كان له مقترح غير ذلك فليتقدم به بعيداً عن الشعارات العاطفية الجياشة الجوفاء والتي في حقيقة أمرها ممتازة جداً ومقبولة لكثير من الناس كونها غير محدودة، مقابل الحلول الناجعة والتي هي بالطبع محدودة جداً

لماذا الحساسية المفرطة في تشخيص مشكلات سوداننا؟ ومنذا الذي سيتضرر من التشخيص الحقيقي وإيجاد الحلول؟ وما هي المشكلة في تفكيك السلطة المتراكمة في المركز وإعادة توزيعها لمكانها الطبيعي وإنتمائها الحقيقي حيث تكون في يد شعوب الرقعة الجغرافية صاحبة الحق؟ من هو المتضرر من إسترداد حقه؟ ولماذا؟ لماذا التشاؤم الساذج والضعة والإنكسار والخوف من أن السودان لو أصبح دويلات كونفدرالية أو مستقلة ستيتلعها قوة ما؟ وفي الحقيقة الكل يعرف أن الأمة التي لا تقبل الإستباحة لن تستباح ولو كانت دولتها بحجم قرية .. تفرقوا بمودة وإخاء لتلتقوا في قوة ونماء، وأفضل طريقة للتخلص من مآسينا هو أن نتعامل معها واحدة بعد الأخرى بكل شجاعة وموضوعية وهي قد تؤلمنا ولكن حتماً سنسيطر عليها ونجتثها تماماً

mailto:[email protected]@msn.com
٤ أبريل ٢٠٢١