فصل الدين عن الدولة اليوم، و ليس غداً.. بقلم :خليل محمد سليمان

فصل الدين عن الدولة اليوم، و ليس غداً.. بقلم :خليل محمد سليمان


03-31-2021, 12:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1617188632&rn=0


Post: #1
Title: فصل الدين عن الدولة اليوم، و ليس غداً.. بقلم :خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-31-2021, 12:03 PM

12:03 PM March, 31 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




نتيجة للصراع الأيديولوجي المفروض علينا، و اصبحت السياسة اهم ادواته لفرض الإرادة، و النفوذ بواسطة السلطة بين اليمين، و اليسار، كان لابد من شيطان ليكون مقابل للدين، و المثالية، فكانت كلمة العلمانية، التي لا يفهمها حتي السُذج الذين يعتبرون انفسهم من انصارها.

العلمانية ليست بدين، او ايديولوجيا بقدر انها منهج لإدارة الدولة يتراضى الجميع بمختلف اديانهم، و ثقافاتهم، و إنتماءاتهم ليديروا الحياة بينهم بشكل يحترم مبدأ التعايش، و المساواة في الحقوق، و الواجبات.

يجب شطب كلمة علمانية من قاموس السياسة السودانية لطالما مقصود بها إستغلال البسطاء، و إشعال الصراع، و إعتماد الشعبوية كوسيلة سهلة لبلوغ الغايات لأجل السلطة، و تحقيق المكاسب الضيقة.

إنها الدولة المدنية التي تقف بالتساوي بين جميع فئات المجتمع.

لو لم ننجز في الفترة الإنتقالية سوى ترسيخ مبدأ الدولة المدنية، و فصل الاديان عن السلطة فهذا لعمري إنجاز يستحق الشكر، و الثناء.

إحتكام الناس للقوانين المدنية التي يتراضون عليها ليست بالضرورة ان تبعدهم عن اديانهم، و معتقداتهم، فالثابت في كل دول العالم المدنية كانت الثقافة، و الطابع الديني واضح في روح الدولة، و نصوص الدساتير، و القوانين.

هناك خطأ شائع يُروج له بخبث، و منهج مقصود في ان الديمقراطية هي التي تُخاطب قضايا الدولة الكبرى مثل فصل الدين عن الدولة، و الشريعة، و...

ببساطة يمكن للديمقراطية ان تنتج تشوهات لا يمكن علاجها، فهتلر كأكبر ديكتاتور اسس لأبشع نظام شمولي علي وجه الارض جاءت به صناديق الإنتخابات و فاز حزبه بنسبة 33% كأغلبية كاسحة نال منافسيه فيها اقل من 18%.

هناك فرق بين التأسيس، و ممارسة الديمقراطية.

اكبر حضارة سادت العالم الآن لم تنتجها الديمقراطية، بل أُسست الدولة المدنية اولاً فكانت الديمقراطية جزء من الممارسة لتبادل السلطة بشكل سلمي لإدارة شئون الناس، و العمل علي رفاهيتهم بعيداً عن معتقداتهم، و اديانهم، و ثقافاتهم.

قبل ان تطأ قدماي البر الغربي حيث الكفر، و المجون، و الإنحلال، فهذه الصورة النمطية التي كانت المسيطر نتيجة الجهل، و عدم المعرفة.

تغيّرت هذه النظرة حيث وجدت الدين حاضراً بقوة في كل تفاصيل حياة الناس، فلا تخطئ العين مظاهر التدين، و توجد للمؤسسات الدينية مساحة في المجتمع تحسبها هي الغالبة علي كل شيئ.

الذي نجهله تندرج المؤسسات الدينية في الغرب ضمن مؤسسات العمل الطوعي التي توفر ما قيمته 30% من ميزانية اكبر إقتصاد في العالم هي الولايات المتحدة الامريكية.

اكثر شعوب الارض تديناً، في السلوك، و تطبيقاً لمبادئ دينهم هم الامريكان، و من يعيش في تلك البلاد يعرف ذلك تماماً.

المعلوم ان الحزب الجمهوري هو الاقرب للدين، فعندما رفع الرئيس السابق ترامب الإنجيل امام الكنيسة ليحشر الدين في المعترك السياسي بجهل، و غباء، إستنكر كل المجتمع الامريكي هذا المشهد مما دعى رئيس اركان الجيش بالإعتذار عن وجوده في المكان الخطأ.

سألت استاذة جامعية متدينة.. إلي من سيذهب صوتك في الإنتخابات؟

قالت لي : من حيث المبدأ انا جمهورية متدينة، و لكن سيذهب صوتي هذه المرة للحزب الديمقراطي لأنه الاقرب الي حياتي اليومية، و معاشي، و حياة اولادي في الصحة، و التعليم.

يجب ان لا تتعدى السلطة حياة الناس اليومية في معاشهم، و رفاهيتهم.

لو كانت العلمانية منهج للتعايش بين كل الاديان، و الثقافات في إدارة الدولة فهي إسلامية لقوله تعالى لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) صدق الله العظيم.

للحديث بقية..