أفرحونا بقلم:كمال الهِدي

07:09 PM March, 29 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات



. تابعنا بكل جوارحنا بالأمس مباراة منتخبنا ضد جنوب أفريقيا لكونها مباراة الفرصة الواحدة.

. وقد أفرحنا فتية المنتخب بتحقيق فوز ضمن لنا العودة لنهائيات أمم أفريقيا بعد هذا الغياب الطويل عن أهم محفل رياضي أفريقي.

. أجمل ما في فوز الأمس طريقة تسجيل الهدفين الجميلين لتيري والغربال.

. فرأسية تيري ليست من اللقطات المعتادة في ملاعبنا، حيث تفلت العشرات من الكرات العكسية من مهاجمينا دون أن يستفيدوا منها، لكن تيري لعبها هذه المرة بإتقان وبالصورة المثلى فكان الهدف الأول المبكر الذي منح زملاءه المزيد من الثقة.

. ثم سجل الغربال بطريقة أكثر من رائعة بعد تقدمه بثبات ومهارة من الجهة اليسار وتسديده في زاوية ضيقة ومن مكان صعب.

. بدا واضحاً منذ دقائق المباراة الأولى أن الكل قد عقدوا العزم على عدم إهدار فرصة التأهل للنهائيات، وهذا أحد الأشياء المُفرحة في انتصار الأمس، وهو ما يجب أن يتم البناء عليه حتى تكون مشاركتنا في الكاميرون فعالة ومُلفتة ومختلفة عن آخر مشاركة لنا في نهائيات غانا التي تلقى فيها منتخبنا ثلاث هزائم متتالية ليخرج من الأدوار الأولى.

. لكن ومن واقع مباراة الأمس وروح العزيمة واظهار بعض المهارات الجيدة لعدد من لاعبي منتخبنا يمكننا أن نؤمل في أداء أفضل هذه المرة.

. وبالطبع لنا يتأتى لنا ذلك بدون إعداد جيد ومتواصل، وما لم يركز الجهاز الفني جيداً مع الأخطاء المتكررة للاعب السوداني بغية العمل على تقليل هذه الأخطاء بأقصى درجة ممكنة.

. كما يتطلب الإعداد الجيد للمنتخب دعماً معنوياً مُقدراً سيكون مستحيلاً ما لم يرتق إعلامنا الرياضي لمستوى الحدث ويشعر جميع أفراده بمسئولياتهم تجاه هذا الوطن الذي غالباً ما نضعه ضمن آخر اهتماماتنا.

. (عبط) هذا لاعب الهلال وذاك نجم نجوم المريخ يجب أن يتوقف إن رغبنا في أن يستمر الأداء الجيد لمنتخبنا.

. وهذا أمر لن يفعله القائمون على أمر صحفنا الرياضية من تلقاء أنفسهم، لأن غالبية هؤلاء اعتادوا على الاستثمار في تعصب وسذاجة بعض جماهير الكرة.

. ولابد من تدخل الجهات المعنية إن كان المسئول السوداني مهموماً حقيقة بمصلحة الوطن.

. وهنا أشير إلى حالة شبيهة سبقت مشاركتنا في نهائيات غانا.

. ففي ذلك الوقت وبدلاً من دعم المنتخب وجهازه الفني ولاعبيه إمتلأت صحفنا الرياضية بالمواد التي تحرض أنصار كل معسكر ضد الآخر.

. وقد خاطبت أمين عام المجلس القومي الصحافة والمطبوعات حينها البروف علي شمو، طالباً منه أن ينتبه مجلسهم لضرورة وقف ذلك العبث حتى تتهيأ الظروف لمنتخبنا الذي كان يستعد للسفر لإقامة معسكر بالإمارات قبل التوجه لغانا، لكن للأسف لم يتخذ المجلس أي إجراء رغم وعد البروف بالنظر في الأمر.

. فهل يلتفت القائمون على إعلامنا الرياضي لهذا الجانب المهم، وتتغير أساليب تسطيح وتجهيل مشجعي الكرة!

. هذا ما نتمناه ونتطلع له.

. أما الملاحظات الفنية فما أكثرها، وهو ما نتوقع أن يقف عنده الجهاز الفني والمختصون وقفات جادة بعيداً عن المجاملات وتسويق الوهم حتى لا نعود لنفس المربع الذي بدأنا في التو مبارحته.

. استمعت بالأمس لجزء من التحليل الفني الذي قدمه كل من الكوتش محمد الفاتح حجازي والمصري هيثم فاروق.

. سلط الكابتنان الضوء على بعض الجوانب الهامة التي يجب أن تُضمن في ملاحظات الجهاز الفني للمنتخب.

. وملاحظتي الشخصية أن ثمة أخطاء عديدة ارتكبها المدافعون خاصة في فترة ما بين الهدفين الأول والثاني.

. ولو لا بسالة الحارس أبي عشرين لربما اختلف الوضع.

. فيجب مراجعة ذلك جيداً تفادياً لتكرار الاخطاء القاتلة.

. أبو عشرين نفسه وبالرغم من تميزه في الزود عن مرماه، إلا أنه يرتكب أخطاء طفيفة وخطيرة أستغرب كيف تفوت على مدربيه.

. فقد لاحظت مثلاً في الدقيقة التاسعة ارتماءه على عكسية وهو في مواجهة مرماه، أعني أنه احتضن الكرة والجزء الأمامي من جسده في مواجهة المرمى وتحت العارضة تماماً، والصحيح الذي أفهمه هو أن يرتمي للأمام وظهره في مواجهة المرمى.

. طريقة خروج أبي عشرين من مرماه أيضاً تتم بشكل فوضوي في الكثير من الأحيان، وهو ما يجب الانتباه له جيداً حتى لا تخصم هذه الهنات من تميزه الواضح.

. احتفاظ لاعبينا بالكرة يشوبه نقص واضح، وقد منحوا لاعبي جنوب أفريقيا الكرة في أوقات بالغة الصعوبة الشيء الذي مكنهم من تهديد مرمى أبي عشرين بصورة جدية.

. حتى اللاعب شرف شيبوب الذي يعد تخزين الكرة من مميزاته التي يكثر الحديث حولها لم يفلح في ذلك بصورة كبيرة رغم دخوله في الوقت المناسب، وقد رأينا له أكثر من تمريرة خاطئة.

. ما تقدم قليل من كثير نتمنى أن يتم التعامل معه بالجدية اللازمة لكي نضمن تطوير جودة الأداء.