نداء لإنقاذ أشجار الهشاب والطلح من الإبادة بقلم:باخت محمد حميدان

نداء لإنقاذ أشجار الهشاب والطلح من الإبادة بقلم:باخت محمد حميدان


03-26-2021, 02:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1616764682&rn=0


Post: #1
Title: نداء لإنقاذ أشجار الهشاب والطلح من الإبادة بقلم:باخت محمد حميدان
Author: باخت محمد حميدان بطيطة
Date: 03-26-2021, 02:18 PM

02:18 PM March, 26 2021

سودانيز اون لاين
باخت محمد حميدان بطيطة-Bahrain
مكتبتى
رابط مختصر



[email protected]

دأبت الدولة المتقدمة والمتطورة في مجالات الانتاج الزراعي على الاهتمام الكبير بكل مواردها الزراعية بهدف تحقيق العديد من الأهداف ومن بينها توفير الأمن الغذائي، وتطوير المواعين الزراعية بغرض زيادة الانتاج أفقيا وراسيا، وزيارة الأبحاث في هذه المجالات لاحتلال المكانة الرفيعة بين الدول المنتجة، لكن أكثر الاهتمام في هذه الدول فهو ينصب بالمحاصيل النقدية لاهميتها الإقتصادية.

وعندما نتحدث عن المحاصيل النقدية نحن نتحدث عن السلع التي تباع نقدا في السوق المحلي والاقليمي والعالمي، وعادة تكون أكثر ربحا من غيرها من المحاصيل التي تدخل في العديد من الصناعات المهمة، فالمحصول النقدي هو المحصول المراد بيعه لجني الأرباح من البيع، هذا المصطلح يساعد على تمييز المحاصيل التي تزرع لتحقيق مكاسب تجارية من محاصيل الكفاف التي تزرع بشكل رئيسي لإطعام المزارع وأسرته، في الماضي كانت معظم المحاصيل تزرع كغذاء للمنتج ولعائلته والقليل منه يذهب للأسواق.

ونحن في السودان قد حبانا الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد، إذ وهبنا الله أراضي زراعية عالية الخصوبة، ورعوية شاسعة واسعة الامتداد، كما وهبنا عدد كبير من المحاصيل الزراعية التي لا توجد في الكثير من بلاد العالم، خصّ بها المولى سبحانه وتعالى بلادنا العزيزة، لكن للأسف ام نستثمرها بالشكل الأمثل الذي يرتقي بنا وببلادنا.

لا شك أننا عندما نتحدث عن المحصول النقدي يقفز للذهن مباشرة الصمغ الذي تنتجه أشجار (الهشاب)، التي تعتبر من أهم فصائل المجموعة الموجودة في أفريقيا، ويعد السودان المصدر الأكبر عالمياً لانتاج محصول شجرة الهشاب السودانية، ويتمتع الصمغ العربي بانتاجيته العالية التي تجاوزت 80 % من الانتاج العالمي، وذلك منذ الخمسينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي ورغم أن انتاجه الحالي لا يزيد عن 50 % ومن الانتاج العالمي ولا يزال السودان المصدر الأكبر لهذا المنتج، و منتج شجرة الهشاب الصمغ السوداني و هو خليط من بروتين سكري وسكريات متعددة وهو مصدر لسكريات أرابينوز والريبوز، ويعتمد مئات الالآف من السودانيين على الصمغ كمصدر رئيسي للكسب (تقرير وكالة سونا للأنباء 2019م).

بعد ثورة ديسمبر المباركة كان ولا زال الأمل يحدونا لكي نرى الاهتمام اللائق بمحاصيلنا النقدية ومن أهمها شجر الهشاب والطلح فهي اشجار تنمو في الغابات وتتحلق من حولها مجتمعات صغيرة من الرعاة البدو الذين لا يدركون أهمية هذا النوع من الشجر المثمر، والأراضي الرعوية واهميتها بالنسبة لماشيتهم، الرعاة وهم بالآلاف يتجولون بشكل دائم في هذه الغابات باعتبارها البيئة التي يعيشون فيها ولهم فيها الكثير من المآرب.

إن الانسان في هذه البيئة الزراعية الرعوية المنتجة التي يستفيد من خيراتها كل الوطن يحتاج لعمل مكان يستريح فيه لمدة قصيرة قد لا تتعدى يومان او ثلاثة فيقوم بعمل ما يعرف بـ(الزريبة)، فيستعين بقطع الأشجار لتحقيق هذا الهدف، وهناك الفئة الأكثر إضرارا بالبيئة وبالاقتصاد الوطني التي تتجه إلى قطع أشجار الهشاب وبيعها كحطب للوقود وحرقها لاستخراج الفحم النباتي، من خلال هذا القطع الجائر لأغلى الأشجار يتم تدمير البيئة وحرب إبادة لهذا النوع من الأشجار المهمة في مناطق انتاج الصمغ العربي.

ونحن في هذا الوقت الذي نعمل جميعا جاهدين داخل وخارج السودان لتطوير وزيادة مواردنا المالية لا بد أن يتنادى اصحاب الضمير الوطني بانشاء كيان من أولى اهتماماته ترسيخ قيم الحفاظ على الموارد الزراعية، والمحاصيل النقدية والثروة الحيوانية، وذلك من خلال حملات اعلامية مستمرة طيلة أيام السنة تنمي الوعي بين الناس في مناطق الانتاج الزراعي واماكن انتاج المحاصيل النقدية، وعدم التعدي على الغابات المثمرة، وضرورة تمليك الناس المعرفة في هذا المجال لأن الدولة التي تحافظ على ثرواتها الطبيعية لا تجوع ولا تفلس ولا تتعرض للأزمات المالية التي يمر بها العالم.

السودان يملك ثروات هائلة إذا ما حافظنا عليها وعملنا على تنميتها وزيادتها، فإننا بلا شك سنعبر إلى بر الأمان، ومن هنا أنادي ابناء السودان الوطنيين الشرفاء أولا ثم الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ‏(United Nations Environment Programme) لتوقف عمليات القطع الجائر للأشجار المثمرة وووقف إبادة هذا المورد العظيم حتى تنمو وتستفيد من مواردها كل الأمم، كما أدعو كل كليات الزراعة والرعي والبيئة في الجامعات السودانية الاهتمام بحفظ الموارد من خلال وضع المناهج العملية لتحقيق هذا الهدف الكبير، ومن ثم اشراك الطلاب في هذه الكليات المتخصصة في الحملات الإعلامية والتوعوية التي تهدف في نهاية الأمر إلى تحويل بلادنا إلى أكبر مصدر للصمع العربي وبكميات عالية جدا واستفادة الخزينة العامة من هذا المنتج بما يوفر الحياة الكريمة للمواطنين.