التعويم وبرنامج لجنة قحت الأقتصادية (5) ( استمرار الثورة هو الحل ..)! بقلم:عبدالمنعم عثمان

التعويم وبرنامج لجنة قحت الأقتصادية (5) ( استمرار الثورة هو الحل ..)! بقلم:عبدالمنعم عثمان


03-13-2021, 03:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1615645901&rn=0


Post: #1
Title: التعويم وبرنامج لجنة قحت الأقتصادية (5) ( استمرار الثورة هو الحل ..)! بقلم:عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 03-13-2021, 03:31 PM

02:31 PM March, 13 2021

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




لازالت حكومتنا ، برغم النتائج الكارثية ،التى اثبتها السير على طريق الصندوق حتى اليوم ، تصر على اكمال الطريق . فرئيسها يذهب شرقا وغربا طلبا للعون للخروج من عنق الزجاجة الذى يضيق كل يوم ، وكأنه لم يطلع على بيان الصندوق الأخير ، الذى ينتظر المزيد من اجراءات الضغط على رقبة المواطن المسكين لكى يبدأ النظر فى امكانية المساعدة ، ليس منه بشكل مباشر وانما من مجموعة الدول التى تؤيد رؤيته وقد وضح ذلك من اعلاناتها المتكررة ، التى أظن ان الدكتور لم يطلع عليها ايضا .والنتيجة النهائية ، كما ذكرنا سابقا ، هى تاييد الحكومة الجديدة لسياسات الصندوق بالكامل بمفيها وزير ماليتها وكل الوزراء من القحتيين والجبهة الثورية والمكون العسكرى. ويقول المؤيدون : ماذا فى ذلك ان كان يؤدى بالفعل الى اعادة هيكلة الأقتصاد بالصورة التى تجعله قادرا على جذب قروض جديدة بعد معالجة امر الديون ، وجذب استثمارات اقليمية وغربية بعد استقرار سعر الجنيه السودانى ؟! وهو السؤال الذى يطرحه المستفيدون فى الداخل والخارج على من لايؤيدون اتباع سياسات الصندوق . وهو ايضا يخطر على بال الكل من من ظلوا يكتوون بندرة او انعدام السلع وهم يتطلعون الى حلول ممكنة من من ستلموا مقاليد السلطة بعد الثورة المتفردة . غير ان الضغط عليهم استمر الى كادت الروح تبلغ الحلقوم وهم بين ناري احتمال عودة النظام البائد عن طريق استغلال السخط المتنامى ، ونجاح طالبى الهبوط الناعم فى ارغامهم قبول الحلول الوسط . وقد قلت فى مقالات سابقة ، ان السلطة الحالية قادرة على حل المشاكل الآنية من وقود ورغيف ..الخ حتى من غير اللجوء الى الخارج ، خصوصا ان الخارج ظل يدعم السلطة بالحديث ومن غير فعل جاد ، ولكن دعمه الحقيقى كان موجها لأنجاح الهبوط الناعم ، وقد حدث .
بالأمس كنت احادث أحد الأقرباء من السودان ، وهو رجل اعمال يعيش فى الخليج ، الذى بانت مشاكل اختياره لمبدا الاعتماد على الخارج ، بماجعل صديقنا يذهب للسودان بعد الخبار الأخيرة عن الثر " الأيجابى " للسياسة القتصادية الجديدة . ونقل لى فى تلك المحادثة ماتوقعت من روح التفاؤل التى سادت كل رجال العممال من مصدرين ومستوردين .. وكانت المعالم الرئيسة للصورة هى : ان المشاكل اليومية يتحسن وضعها يوما بعد يوم ، فمثلا : فلان صاحب السيارة يعود بعد نصف ساعة من الذهاب الى محطة الوقود ملئ التنك ، وانبوبة الغاز تحضر الى المنزل بسعر 450 ج.س – أى مايعادل دولار وعدة سنتات بسعر البنك الرسمى ، ويبالغ قليلا فى القول بأنه حتى عدد السائلين فى الطرقات قد قل ! اما من الناحية الاقتصادية عموما ، فبالأضافة الى كمية الدولارات التى دخلت البنوك بشكل رسمى فى تزايد مستمر ، اذ ان سعر الدولار فى البنك اصبح أعلى من سعره فى السوق الموازى ، هناك ايضا الاثر المحسوس للانسان العادى فى الأعداد الكبيرة للأجانب القادمين من اجل الاستثمار ..الخ اوضاع مبهجة لصديقنا بشكل عام . وبالطبع هو شئ طبيعى لمن فى مكانه كرجل اعمال من الذين سيستفيدون من التعويم ومايتبعه من سياسات صندوقية ، الى جانب انه حتى فى حياته اليومية ، كقادم من بلاد العملات الصعبة ، يجد ان الحياة سهلة بل ورخيصة ، ففى مثال انبوبة غاز الطهى يقارن بين سعرها فى السودان ، الذى اصبح يفوق الدولار بسنتات قليلة بينما تكلفه فى بلاد العملة الصعبة من حيث أتى حوالى 25 دولار ! وهذا ألأمر يذكرنى خطاب ارسله اخى الكبير – رحمه الله- عندما ذهب للعمل فى الخليج ، كان يقارن فيه بين اسعار الحاجيات عنده وفى السودان ، ثم انتهى بالقول انه فكر فى ان افضل شئ لاقتصادات الانسان : ان يعمل بالخليج ويعيش فى السودان فى نفس الوقت !!
ولمزيد من ايضاح الأمر ، كنت قبلها على اتصال بجزء من الاسرة " من الناس اللى فوق " نسبيا ، فكانوا يضجون بالشكوى من ارتفاع اسعار السلع الاساسية ويقولون ، على سبيل المثال ، ان الفول اصبح يباع على طريقتين : فول اوماء فول ، وللتدليل قال احد الأبناء القادمين من الدراسة فى اوروبا ، انه واثنين من اصدقائه طلبوا " فتة ماء الفول " ، مايعرف فى السودان من زمن مجاعة اواخر سنين حكم نميرى ب " البوش" ، تيمنا باسم الرئيس الأمريكى ، الذى قدم مساعدات غذائية من بينها الفول المصرى ، وكانت التكلفة الف ومائتى جنيه سودانى بالجديد " يعنى مليون ومائتى الف بالقديم "!! والسبب طبعا هو ان هؤلاء الضاجين ، يعيشون على دخل مكتسب فى الداخل وبالعملة المحلية ! بل ، وأكثر من ذلك حكت احداهما قصة ابنيها ، احدهم كان قد نال امكانية اللجوء لأمريكا ، قبل ان تصبح الأحوال بالسوء الحالى ، فزجره أخوه بأنه يعيش فى حال افضل فى السودان فما الذى يجبره على الاغتراب ومفارقة الأهل ..الخ ، وتكمل الأم القصة بأن هذا الأبن الزاجر فى الماضى يسعى اليوم الى الحصول على مازجر عليه أخاه !!
اما لماذا كل هذه القصص التوضيحية ، فهو انى اردت بذلك توضيح ان السياست الأقتصادية التابعة للصندوق ، وكما قلت سابقا ، سئؤدى بالتأكيد الى حلول للمشاكل الآنية للاسباب الداخلية والخارجية المذكورة سابقا ، ولكن يبقى السؤال : هل لابد من طريق الصندوق لايجاد الحلول لهذه المشاكل ، التى نجح النظام البائد فى ايجاد حلول لها وفشلت حكومة "الثورة " الأولى عن ذلك ، رغم توفر الامكانيات الداخلية ، التى اشرنا البها ايضا عديدامن المرات ؟! وايضا : بنجاح السلطة الجديدة الحالية فى حل المشاكل اليومية ، وهو امر ممكن ، بل وقد بدأت بشائره ، كما ذكر صديقنا ، الانكون قد عدنا الى اساليب وسياسات ماقبل الأنقاذ فحسب ؟! وبذلك نكون كاننا يابدر .. من حيث الثورة واهدافها فى كل المجالات ـ وعلى راسها المجال الأقتصادي ، الذى يمثل راس الرمح فى التغيير الثورى المنشود ؟!!
الأجابة المتوقعة بالطبع من طرف المستفيدين من السياسات "الصندوقية" ، ومن الذين ملوا الانتظار لأشياء فقدوا ، او افقدوا الأمل فى تحققها ، يكون ببساطة " ومالو "! وبلاش فلسفة لاتؤدي الا للمزيد من الصعوبات !! أما الأجابة من طرف النظرة الثورية ، التى لاتزال الملايين من شباب الثورة رجالا ونساء بل ومن كهولها وعواجيزها يطمحون الى تحقيقها رغم ما حدث ومايحدث ، فنتناولها فى مقال قادم .