أخبارك شِنو ..! بقلم :هيثم الفضل

أخبارك شِنو ..! بقلم :هيثم الفضل


03-09-2021, 04:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1615261342&rn=0


Post: #1
Title: أخبارك شِنو ..! بقلم :هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-09-2021, 04:42 AM

03:42 AM March, 08 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



كثير من الناس ينزعجون جداً إذا وجدوك في زمان ومكان ما غير مُتاح ، وهم في أغلب الأحيان لا يفطنون إلى أن الخصوصية في حياة الآخرين واجب مقدس في الدين وقواعد الأدب الإجتماعي الإنساني ، وبذلك أن تُبدي أي إتجاة في الإنخراط منفرداً مع ذاتك أو الإنغماس في عملِ ما لساعات أو أيام بإنقطاع تام وحازم ، وجدت من حولك ينعتونك بما ليس فيك من الصفات السيئة يجيء في مقدمتها التكبر وعدم الإكتراث بمن حولك من أشخاص وأحداث بالإضافة إلى عدم المروءة والجاهزية للإستماع و(الإستمتاع) بثرثرات من حولك على المطلق شاملةًً بذلك المفيد وغير المفيد من الأقوال والأحداث ، وفي الحقيقة فإن الموروث الثقافي الإجتماعي يلعب في هذا الإطار دوراً هاماً إذ أن المرء ينشأ على ما تربى عليه ، فالواقع الإجتماعي السوداني مبني على فكرة الأسرة الممتدة والتواصل الجغرافي السكني اللا مُغلق عبر أبواب مفتوحة على الدوام بين الفرد وجاره (النَّفاجات) ، كما أن قواعد الأدب الإجتماعي السوداني لا تجعل من سؤالك عن كبيرة أو صغيرة تحدث في دار جارك أو زميلك بالعمل مثاراً للحرج ، بال العكس من ذلك فهي تعلي من مقام السائل والمستفسر عن أشياء هي في الأصل (خصوصيات) ، وذلك تحت بند يعتبر من الفضائل يتمثل في تقصي أحوالك وظروفك ، أما القاعدة الأساسيه التي يتفق عليها جميع البشر فقد وردت في قوله تعالى (ولا تسألوا عن أشياءٍ إن تبدو لكم تسؤكم) ، وهكذا في بعض الأحيان يشعر الإنسان أنه محاصر من شتى الإتجاهات بما هو مطالب به من فتح مطلق لكل مغالق أفكاره وأفعاله بالقدر الذي يقودك إلى الشعور بالتشويش و عقدة الذنب الوهمية تجاه الغير لمجرد أنك إشتريت سيارة أو بعت دارك أو زرت طبيباً أو حصلت على ترقية دون إعلامهم ، وهذا ينعكس أيضاً في شكل التحية الأولى (بعد السلام والأحضان) إذ تجد نفسك مضطراً بلا منطق ولا سبب عن الإعتذار عن الإنقطاع و عدم الإبلاغ عن حالك وأحوالك رغم أنك ومن تقول له هذا اللغو تعلمان تماماً أن التقصير وعدم التواصل كان ثنائياً و تلقائياُ ويمثل بالفعل الحجم الحقيقي للعلاقه ، إن أغلقت هاتفك أو لم ترد على المتصلين فأنت مذنب في حق (المودة الإجبارية القسرية) ، لا مجال لأن يكون لك أيي إتجاهات ذاتية و إلا أُتهمت بالإنزواء و التوحد و الأنانية ، وللحقيقة فإن حدة الإنغماس الإجتماعي والترَّهُل في إدارة أمر العلاقات الإجتماعية له تأثير كبير على عطاء الفرد الإجتماعي والعملي والإبداعي وكذاك له تأثير كبير على مقدرة الفرد على إتخاذ القرارات وإختيار التوجهات الصحيحة جراء التشويش الناتج عن كثرة المشاورة والإعتداد بآراء الآخرين ...كما أنه يُضعف من شخصية الفرد ومستوى إعتماده على ذاته من خلال إلغاء شخصيته المعتبره في غمار موجة تكدس الآراء وإختلافها في أمورهي في الأصل شخصيه ، بالواضح كده لا أقصد من هذا المقال الدعوة إلى الإنزواء الإجتماعي وإتساع دائرة الفرديه ، ولكن القصد الوسطيه المثلى والرفع من فضيلة إحترام خصوصية الآخر وحقه في معاشرة ذاته حيناً من الزمان.

<هيثم الفضل.jpg>
<أخبارك شِنو.docx>