الراكبون والطامحون في الركوب بقلم :د.أمل الكردفاني

الراكبون والطامحون في الركوب بقلم :د.أمل الكردفاني


03-07-2021, 03:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1615127856&rn=0


Post: #1
Title: الراكبون والطامحون في الركوب بقلم :د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-07-2021, 03:37 PM

02:37 PM March, 07 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






إنهم ينتظرون شغور منصب، فمثل وزارة الخارجية، هناك عشرات من الطامحين لتولي المنصب..فالسودان ليس بلداً يعتمد فيه على العلم أو الخبرة، بل يعتمد فيه على التكتلات والدعومات الخارجية. ولذلك فمن السهل على أمي أن يتسنم منصباً، ويكون من الصعب على عالم أن يصله.
السودان بلد صراعات لا تنضب، وسعار لا دواء له، ولصوصية لا يمكن المعاقبة عليها أو زجرها بقانون أو بأخلاق أو بدين، لذلك فهو دولة صعبة جداً. لا يصدق من ركب أنه ركب، ولا من نزل أنه نزل، ومن يجري ليركب يركب لاهثاً ومن ينزل ينزل لاهثاً، وحانقاً أيضاً، ليقاوم النزول.
فلنضرب مثلا لا يتعلق بشلة المزرعة الحمدوكية البريطانية، بل بشلة حميدتي، وشلة البرهان.ثم الشلليات الصغيرة، وكل شلة تقفل الباب حتى لا يقعد معها راكب آخر..رغم أن السيارة ليست ممتلئة. غير أن كل راكب سينتقص من نصيب جالس آخر أو هكذا يحسبون.
عندما انقلب العسكر على البشير بتحالف من كل اللجنة الامنية، وأرسلت الدول الأخرى جواسيسها، وأخيراً اكتملت الشلليات بضم الجبهة الثورية والتي كانت في الاصل جزءً من الجوقة عبر نداء السودان. اصبحت هناك عدة شلليات مغلقة، لديها حرب باردة فيما بينها، وأجندتها الخارجية تسبق الداخلية ومصالحها الشخصية، ولكن في نفس الوقت، كل واحدة لا تستطيع التخلي عن وجود الأخرى. إنه تحالف لابد منه، ولكنه أيضاً تحالف قطعان الذئاب التي تزوم بلا أمان حول الجثة المتعفنة.. كل واحد منهم يستغل الآخر والدول الأخرى تستغلهم، تتلاعب بهم وهم يعلمون أنها تتلاعب بهم لكن عندها البلف..لذلك لا يستطيع اي واحد منهم رسم دور بطولي لنفسه. الكيزان والحركة الأسلامية برمتها لم يعد لها قوة سوى عبر جبريل، لكن جبريل اختار أهله مفضلاً لهم عن السقوط في أزمة التاريخ. العلماء والمثقفون المستقلون والذين يرون كل هذا العبث؛ عبثاً؛ عبثاً لا يستطيعون معه فعل شيء. القوى الشبابية التي من المفترض (افتراضاً) انها قامت بثورة، تعرضت لصدمة حذرناهم منها منذ وقت بعيد. أيقونات الاعتصام وشهداؤه، أصبحوا من ذكريات التاريخ. ضاع ذلك الضجيج. وعدنا إلى نفس الواقع..شلليات بشلليات، محاصصات بمحاصصات، تحرير اقتصادي، رفع الدعم، انهيار الجنيه، ارتفاع الدولار والأسعار، ارتفاع معدلات البطالة، إبادة جماعية في دارفور، لا مشاريع قومية، لا تعزيز للأمن والسلام الإجتماعي..نفس الرأسمالية نفس، نفس تماسيح السوق، نفس البؤس اللا إنساني، نفس الموت المجاني بالمرض، وانعدام الدواء والعلاج، نفس طوابير الخبز والجاز والبنزين، فقط..تغيرت بعض الوجوه..نزل راكبون لاهثون، وصعد راكبون لاهثون..وما بدلوا تبديلا..