الإتصالات، و الحرب ضد المعرفة، و التغيير بلا مدافع.. بقلم:خليل محمد سليمان

الإتصالات، و الحرب ضد المعرفة، و التغيير بلا مدافع.. بقلم:خليل محمد سليمان


03-07-2021, 07:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1615098539&rn=0


Post: #1
Title: الإتصالات، و الحرب ضد المعرفة، و التغيير بلا مدافع.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-07-2021, 07:28 AM

06:28 AM March, 07 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




بادئ ذي بدء يجب ان نُثَّبت ان حاجتنا الي دعم الإتصالات، و تكنلوجيا المعلومات ضرورة مُلحة تسبق دعم الخُبز، و الوقود، و غاز الطبخ.

لابد لآلة العصر في التنوير، و المعرفة ان تكون مُتاحة لكل من يجلس علي قارعة الطريق، و من حقنا كشعب تخلف عن ركب الامم، و الحضارات ان نعوّض هذا النقص، بشكل إيجابي، و ان نردم الهوة الشاسعة، و العميقة بيننا، و المعرفة، و التنوير، لأجل الخروج من الظلمات الي النور.

في اقل من ثلاثة ليالي صرفت ما يفوق الالفين جنيه ضاعت بين شركات الإتصالات، فاصبحت هباءً، فاسعار الخدمة في كل الشركات تمثل معضلة حقيقية امام التنمية، و المعرفة، و التغيير.

اعتقد هناك ايادي خفية تُريد إفراغ هذه الآلة، و تحيدها في معركة الصراع الوجودي، و الحتمي بين الجهل، و المعرفة.

غلاء اسعار الإتصالات بهذا الشكل الكبير، غير المبرر يستهدف خروج قطاع كبير من الشارع عن دائرة المعرفة، و آلة العصر التي بدونها تتقزم الحياة، و تتكلس العقول، و تصبح الشفافية التي ننشدها غاية عصية علي الإدراك.

رواندا كمثال لدولة خرجت من اسوأ حرب اهلية في العصر الحديث حيث الجهل، و القتل علي اساس الهوية، و اللون، و العرق، و حتي الشكل، إستهدفت المعرفة، فكانت شركات الإتصالات تحت قبضة الحكومة التي مثلت إرادة شعبها بشكل حقيقي.

اتاحت رواندا خدمات الإتصالات، و الانترنت، و اجهزة الحاسوب مجاناً للطلاب بكل فئاتهم، ثم إستهدفت خطة لتكون الخدمات للجمهور بسعر التكلفة، فكانت النهضة شاملة في كل المجالات لتصبح نموذج عالمي في العصر الحديث كما كانت الاسوأ قبل اقل من عقدين من الزمان.

في العديد من الدول المتخلفة التي نسير علي نهجها تُعتبر هذه الوسيلة احدى ادوات الرفاهية، لتصبح مورد للجباية، و الضرائب، و الغنى، و الثراء.

علي حكومة الثورة مراجعة امر شركات الإتصالات، و يجب ان توفر الخدمات للشعب بسعر التكلفة، و بجودة عالية، لأهمية الامر و إرتباطه بخروجنا من وهدة التخلف، و مصائب الجهل، و ان يتم دعم هذا القطاع بشكل إستثنائي قبل الخبز لتتحرر العقول قبل ملء البطون.

مؤسف جداً ان نرى قطاع كبير من الشباب، و الشارع لا يستطيع مواكبة آلة العصر وسط هذا الغلاء الفاحش، و الحال يُغني عن السؤال، و سوء الاحوال الإقتصادية، و المعيشية، و ما ادراك ما الفاقة، و الفقر.

اتمنى ان لا تكون هناك خطة مُمنهجة لإجبار الناس مُكرهين علي البقاء في مربعات حِقب تاريخية سحيقة حيث الإعلام الشمولي الموجه الذي يستهدف التجريف، و التسطيح، ليكون البديل.

يحلو لنا تسمية ثورتنا العظيمة " اليتيمة" بثورة الوعي، فلا يمكن للوعي ان تكون ادواته سلعة في ايدي التجار، و السماسرة بهذا الشكل القبيح.

حرروا شركات الإتصالات من غول مافيات حولت هذا القطاع إلي جحيم.

لابد للدولة ان تكون حاضرة، و بقوة لحماية المجتمع، و توفير الخدمات بشكل يليق بنا كأمة من حقها ان تنهض، و تلحق بركب الامم.

قطاع الإتصالات تُديره ايادي اجنبية تقاسمت قوت الشعب السوداني، و مقدراته مع سماسرة، و كهنة النظام البائد اللصوص.

اخيراً..السؤال اين لجنة إزالة التمكين من هذا العبث؟