اللهم لا تجعل مصيبتنا في وزارة خارجيتنا . بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري

اللهم لا تجعل مصيبتنا في وزارة خارجيتنا . بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري


03-03-2021, 08:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1614800228&rn=0


Post: #1
Title: اللهم لا تجعل مصيبتنا في وزارة خارجيتنا . بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 03-03-2021, 08:37 PM

07:37 PM March, 03 2021

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر



الصحفي الكاتب المصري ، المعروف ،أنيس منصور، له كتاب مشهور بعنوان( تكلم حتي أراك). وعنوان الكتاب مأخوذ من مقولة للفيلسوف اليوناني(سقراط)..حينما رأي احد تلاميذه صامتا ولا يشارك زملائه في المناقشات الفلسفية الدائرة .كان فتا أنيقا ومهذبا وتبدو عليه أثار النعمة ..ولكنه لايتكلم..فخاطبه (سقراط) قائلا: تكلم حتي نراك!! وبالطبع فان ( سقراط) كان يري الغلام...ولكنه يريده ان
يتكلم...ومن خلال كلامه سيراه علي حقيقته من حيث المظهر والجوهر.
وعندما تكلمت المنصورة بنت الامام،ويا ليتها لم تتكلم، في زيارتها الاخيرة لجمهورية مصر العربية، رأها المصريون عارية تماما من الثقافة والمعرفة والدبلوماسية التي تمثل قمة الهرم فيها لجمهورية السودان!
وللأسف، هذه هي المرة الثانية التي تسقط فيها الدبلوماسية السودانية أمام الدبلوماسية المصرية، وكأن الأمر مقصودا. فقد فشلت من قبلها السيدة/ أسماء محمد عبدالله في الحديث ومجارات وزير الخارجية المصري في زيارته للسودان...ثم تكرر الأمر معها عند استضافتها في( البي بي سي) في برنامج( بلا قيود) حيث كانت تقرأ اجاباتها من الورق كتلميذ خائب يسترق إمتحانه ! ..فكانت (سقطة) ان لم نقل ( فضيحة) في الدبلوماسية السودانية ذات التأريخ والسمعة الحسنة ونحن نتذكر تلك الأسماء العظيمة أمثال: مبارك زروق، محمد احمد محجوب، أبراهيم المفتي، فاروق أبوعيسي، جمال محمد أحمد...وغيرهم حتي علي مستوي السفراء.
ان ماقالته وصرحت به ، المنصورة بنت الامام، في تلك المقابلة الخارجية، ليست بالضرورة ملزمة لحكومة السودان ، ما دام حديثا في الهواء، وليست تلك هي المشكلة، ولكن المشكلة اننا لا زلنا غير مدركين لأهمية وخطورة ان تكون وزيرا للخارجية..وزارة سيادية تنطلق منها مؤشرات خارجية تقاس بها سياسة الدولة وامكانياتها الداخلية والخارجية.
وزير الخارجية، هو الدبلوماسي الاول لبلاده. ومن أهم واجباته حماية مصالح بلاده السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاع عن حقوقها لدي شتي الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، والسهر علي انماء وتوطيد العلاقات الودية بين بلاده والدول الاجنبية..وان يكون لبقا ، متحدثا، ذكيا، لماحا، يعرف متي يتحدث ومتي يسكت ومتي يلمح...ويعرف تاريخ وجغرافية وانسان بلاده وما يدور في العالم من حوله
ويحكي عن الامير سعود الفيصل، أقدم وزراء الخارجية في العالم ، حيث مثل بلاده في هذا الموقع الحساس لمدة اربعين سنة..فقد سؤل ، اثناء توتر علاقات السعودية بالولايات المتحدة الامربكيةعام (2004) فقال واصفا تلك العلاقات، بأنها ( زواج اسلامي) ، تستطيع المملكة الاحتفاظ بزوجات عدة مادامت تستطيع ان تعدل بينهن.
ان مصيبتنا في وزارة الخارجية، تحديدا، تكمن في سؤ اختيارتنا لمنصب الوزير دون اعتبار لاهميتها السيادية...رغم أن هذه الوزارة تعج بالكفاءات المشرفة من السفراء وقدامي الدبلوماسيين المحترفين، أصحاب الخبرة والدراية بدروبها ومسالكها الوعرة..اصحاب الثقافة والياقات البيضاء والاناقة في المظهر والملبس .ولو كان الامر بيدي، لجعلت من الوزارات السيادية ، ومنها وزارة الخارجية، حكرا علي العاملين فيها من المهنيين الأكفأ..وألا تخضع ابدا للمحاصصة السياسية والحزبية..تلك المحاصصة التي كان من نتائجها ان جاءت لنا بالمنصورة بنت الامام وزيرا للخارجية !!
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com