زيارة الوفد المصري لها وما عليها.! بقلم :الطيب الزين

زيارة الوفد المصري لها وما عليها.! بقلم :الطيب الزين


03-03-2021, 12:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1614771067&rn=0


Post: #1
Title: زيارة الوفد المصري لها وما عليها.! بقلم :الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 03-03-2021, 12:31 PM

11:31 AM March, 03 2021

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




في البدء لابد من رفع اليدين لله عز وجل أن يتقبل أرواح شهداءنا الأبرار، الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة منذ ليلة إنقلاب الكيزان الملاعين، وحتى آخر شهيد سقط بعد فجر ثورة ديسمبر المجيدة، التي خلصتنا منهم لكننا ما زلنا نصارع من أجل التخلص من بقاياهم.
الذين يحاولون زجنا في حروب طواحين الهواء التي أفقدتنا في الماضي، جزءا كبيرا وعزيزا من بلادنا بجانب الضحايا من أبناء وبنات الشعب السوداني في الشمال والجنوب، زائد خسارة مليارات الدولارات، وضياع الوقت والجهد والفرص.
بعد أن ضللوا عقول الناس البسطاء بأسم الدين تمهيدا لسرقة الوطن والحرية والثروات.
لذا نقول للوفد العسكري المصري الذي يزور بلادنا هذه الأيام، أهلا وسهلاً به إن كانت زيارته تصب في خدمة الشعب السوداني، وتساهم في أمنه وإستقراره.
ومرفوضة وغير مرحب بها إن كانت لإدامة مشروع الخداع والتلاعب بعقول الناس الذي عرفناه طوال سنوات الماضي الكئيب.
الحمد لله على نعمة العافية التي دبت في جسد الوطن الذي أثخنته طعنات الغدر والخيانة من محيطنا الإقليمي والدولي.
والحمد لله على إتساع دائرة الوعي السياسي، بأبعاد اللعبة التي شاركت فيها أطراف عديدة ما زالت تحلم بمواصلة شد أنظار وأبصار الشعب السوداني في الإتجاه الخاطيء.!
جاء الوقت المناسب كي نقول لهذه الأطراف، بما فيها وفد النظام المصري، أنتم خاطئون، الشعب السوداني قد وعى اللعبة وإستوعب دورسها، بشكل لا تتصوره عقولكم الخربة التي تسعى للإستثمار في حياكة الفتن ونشر الخراب، بغرض السيطرة على قرارنا الوطني، وسرقة مواردنا من ذهب وثروة حيوانية وهي حية، بجانب ملايين من أطنان الصمغ العربي والسمسم والسكر والكركدة، والتسالي الذي يبيعه المصريون للعالم بأسم (لب مصري) بجانب شقيقه الفول السوداني، الذي يباع في بعض الأسواق العربية بأسم (فستق عبيد.) !
كما يقولون الخطاب يعرف من عنوانه.!
الشعب السوداني بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي تعتبر منارة للشعوب، ليس في حاجة لقراءة المزيد من الخطابات والعناوين، يكفيه ما عاشه مآسي وما ذاقه من مرارات.!
الشعب السوداني ما عادت تنطلي عليه أساليب اللف والدوران، وحيل الخداع القديمة التي كبلت وعيه وجعلته ينساق خلف شعارات عاطفية لم يحصد من ورائها سوى الذل والهوان.!
إنتهى ذلك عهد، عهد الحاكم الطاغية الذي يهش وينش الشعب بعصاه كالقطيع.!
ثورة ديسمبر المجيدة إنجبت جيل جديد من الشفاته والكنداكات، لا يقبلون إلا العيش في قمم جبال الحرية والمعرفة والإبداع.
بالمناسبة مفردة كنداكات هذه لها معنى كبير ضارب في جذور الأرض والتاريخ والحضارة، كما إنه معنى مواكب لروح العصر، معنى يسعى للتحرر من ثقافة القطيع والتبعية التي أقعدت بلادنا وجعلتها معاقة ذليلة تتوسل طعامها وشرابها وكساءها من دول لا تملك حتى 10% مما يتوفر لديها من خيرات وثروات.!
السودان بعد الثورة التي ولدت في عصر وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة، ليس ذلك السودان القديم، الذي تربى على المسلسلات المصرية التي لا تظهر الإنسان السوداني في دور الغسال والطباخ والبواب.!
السودان الآن يحرسه ويقوده وعي جديد، وعي مختلف تماما عن ثقافة الماضي العتيق.!
لذلك من العسير، بل من المستحيل مواصلة مسلسل الخداع لإدامة سياسة الخم والتكويش والإحتواء، كي تبقى بلادنا حديقة خلفية إلى يوم الدين .!
لذا أتمنى على الوفد العسكري المصري الزائر لبلادنا أن يلتقط الرسالة، ويستوعب الدرس.
السودان، بعد ثورة ديسمبر المجيدة، قد تغير 360 درجة.
السودان فيه جيل جديد لا يؤمن بنظرية ثبات الكرة الأرضية.
السودان فيه جيل جديد مبشع بروح العصر والمعرفة والإبداع، جيل يؤمن بثقافة الحرية والتحرر والحركة والدوران، كما قال الشاعر: سوف تصفو الليالي بعد كدرتها، وإن كل دور إذا ما تم ينقلب.
وكما قال جاليليو: it goes around the sun. So please change the game to get better result.
الطيب الزين