إعتصام الجنينة بداية لفكرة تفكيك المليشيات، و ضرورة عودة الجيش السوداني. بقلم خليل محمد سليمان

إعتصام الجنينة بداية لفكرة تفكيك المليشيات، و ضرورة عودة الجيش السوداني. بقلم خليل محمد سليمان


01-30-2021, 07:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1612030743&rn=0


Post: #1
Title: إعتصام الجنينة بداية لفكرة تفكيك المليشيات، و ضرورة عودة الجيش السوداني. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 01-30-2021, 07:19 PM

06:19 PM January, 30 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




لا احد ينكر ان ظاهرة المليشيات هي احد اقبح مظاهر ضعف الدولة السودانية، و التي اسس لها نظام الجبهة الإسلامية، ظناً من سدنته ان في ذلك فرصة للتمكين، و الإنفراد بحكم السودان الي قيام الساعة.

لجهلهم، و قصر نظرهم، وضعوا عنق السودان تحت حد المليشيات، و غياب المؤسسة العسكرية بعد ان نحروا مشروعهم الإجرامي الجهنمي بالحد الآخر المعطوب الذي يليق بمكرهم، و سوء تفكيرهم، و شذوذهم.

الذي لا ينكره احد إستغلال النظام البائد للصراع القديم المتجدد بين الرعاة، و المزارعين في دارفور، ليخلق منه حاضنة لتصفية الحسابات، لتدخل في لائحة اخطر و اعمق الصراعات الإثنية في العصر الحديث، حيث تم التصنيف بحرب الإبادة الجماعية، و ذهبت الي الابعاد التي يعلمها الجميع.

اذكر في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كنت احد ضباط الفرقة الرابعة مشاه الدمازين، حيث بدأت تظهر علي الجيش السوداني الخطة الممنهجة في الضعف، و الغياب من المشهد.

كانت هناك عقبة كبيرة في الطريق الي دخول الكرمك من اكثر المقتربات سهولة، حيث تكسرت اكثر من ثلاث متحركات عند "ودكة" وهي احد المداخل الي الكرمك من الناحية الغربية.

جاء الزبير محمد صالح بمئات " الخيالة" و هم ينتمون لإحدى القبائل العربية في دارفور لإنجاز مهمة إزالة القوة المتمركزة في "ودكة" لتسهل الدخول الي الكرمك، وقد كان فإستطاعت قوة الخيالة من إزالة عقبة "ودكة" و في اليوم التالي لإنجاز المهمة طالبوا بإرجاعهم الي حيث وجهتهم التي اتوا منها.

حضر ليخاطبهم الزبير محمد صالح، و يبارك لهم النجاح، و إعطائهم مهمة جديدة بإتفاق جديد، فرفضوا و ذكروا انهم جاءوا بإتفاق لإنجاز مهمة و لا يمكنهم البقاء او إنجاز ايّ مهمة اخرى.

تلكأت القيادة في إحضار عربات لإعادتهم كما تم إحضارهم، حسب الإتفاق، و ليضعوهم امام الامر الواقع ليكونوا جزء اساسي من المعارك في تلك المناطق، و تنفيذ مهام اخرى.

ولكن كان إصرارهم اقوى فتحركوا غرباً بدوابهم، و عتادهم الحربي لتلحق بهم العربات في مدينة ربك لإرجاعهم الي بلادهم التي يعتقدون ان غيابهم سيؤثر علي موازين القوى بها حيث اصل الصراع الذي اصبح وجودي عندما تم توظيفه بخبث، و دهاء النظام البائد، حيث كتبت قبل سقوط، النظام في هذه الجزئية المهمة في تاريخ إدارة الصراع في دارفور.

الواضح ان بعض ابناء القبائل العربية في دارفور قد غُرر بهم، و وقعوا ضحية لأطماع، و طموحات غير واقعية اودت بالإقليم، و السودان الي الجحيم، رسمها نظام الجبهة الإسلامية لينفذها بالادوات القبلية، و التقاطعات الطبيعية التي تحدث في كل المجتمعات الزراعية، و الرعوية.

اعتقد السواد الاعظم من ابناء القبائل العربية ادركوا ان الإستقواء بالقوة علي المكونات الاخرى جلب عليهم عداوات هم في غنى عنها، و وضعهم في خانة المعتدي، و المغتصب لتصل درجة نفي إنتمائهم للأرض التي اقاموا فيها، حيث الجذور، و المنبت.

لا يمكن لقوة في الارض ان تحسم صراع قبلي، او ديني، او ايديولوجي، او ثقافي، تتداخل اطرافه كما النسيج الإجتماعي، و حركة السكان في إقليم دارفور، و سائر بقاع السودان.

ادرك الجميع الخطر، و كان إعتصام الجنينة البداية الصحيحة لإعلان ان في السلاح و الإعتصام به هزيمة، و خسارة كبيرة، لأن هناك اطراف كثيرة لديها المصلحة في شيطنة هذا المكون الذي لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الاشكال، او نزعه من ارضه، و وطنه الذي لا يعرف وطن غيره.

كانت لوحة زاهية عندما رفع الجميع صفحة كتاب بيضاء، تعني طلب التسامح، و الجنوح للسلم، و البراءة مما إرتكبه الشذاذ، و الخارجين عن القانون، و اصحاب الاطماع الموتورة.

ما تعنيه اللوحة التي رسمها هذا الإعتصام يجب ان تكون بداية النهاية لعصر المليشيات، و عودة الجيش السوداني، و ضبط وجود السلاح، و نشر ثقافة التسامح، و السلام، و التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع.

علي قادة المليشيات، و علي رأسها الدعم السريع ان يعوا ان ايّ قوة علي وجه الارض ستضربها الشيخوخة، و الضعف، و الترهل، لطالما تأسست لأغراض مرحلية لخدمة جماعة، او نظام، او مشروع بعينه، كما عقلية النظام البائد، فالباقي هو المكون الإجتماعي، و الحاضنة التي اتيتم منها حيث الصراع، و تأثيره المباشر في الوجود.

آن الاوان لتحكيم العقل، و ان يفيق الجميع من سكرة السلطة، و غرور القوة التي لم و لن تحسم الصراع طال الزمان، او تقاصر.

يجب عدم تفويت فرصة هذا الإعتصام، و المبادئ التي قام عليها، و جعله الطوبة الأولى في مدماك السلام، و التعايش السلمي، بأن الوطن للجميع.