تغيير الواجهات لا يعني تغيير الأوضاع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

تغيير الواجهات لا يعني تغيير الأوضاع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


01-23-2021, 08:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1611385682&rn=0


Post: #1
Title: تغيير الواجهات لا يعني تغيير الأوضاع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-23-2021, 08:08 AM

; بسم الله الرحمن الرحيم

تغيير الواجهات لا يعني تغيير الأوضاع !!

شعب السودان شعب طيب وبسيط للغاية ،، دائماً وأبداً يتوهم تلك المفاهيم الواهية من وحي الخيال والاجتهاد ،، ويفترض واقع الأوهام من منطلق المظاهر الواهية عند أرض الواقع ،، ومن السهل جداً خداع والتلاعب بعقول الشعب السوداني بألوان التحايل والمراوغات ،، وحين تشتد عليه كرب الأزمان يثور ويغضب بشدة ثم يمارس تلك الانتفاضات والثورات من وقت لآخر ،، وفي حكاية الانتفاضات والثورات هو شعب يقف في المقدمة دون تلك الشعوب في العالم ،، والمعضلة الكبرى تتجسد دائماً وأبداً حين لا يتذوق ذلك الشعب العملاق حلاوة الحصاد والثمار لتلك الانتفاضات والثورات في مرة من المرات !،، وتلك النعوت والظاهرة قد أصبحت سمة من سمات الشعب السوداني منذ استقلال البلاد .. شعب يثور ويغضب كل مرة من قسوة ومرارة الأحوال بالبلاد ثم لا يحصد إلا تلك الأوجاع والويلات في نهاية المطاف ،، ومن سخرية الأحوال بدولة السودان أن الشعب السوداني حين ينتهي من تلك المعارك النضالية الشجاعة ضد الظلم والظالمين ويقدم تلك التضحيات الجسيمة في الأرواح البريئة الطاهرة يكتشف أنه لا ينال ذلك المرام المرغوب في يوم من الأيام ،، كما أنه يكتشف أن تلك الأسباب التي قامت من أجلها الانتفاضات والثورات تظل قائمة في البلاد رغم تلك التضحيات الجسيمة في الأرواح ،، ويكتشف أن الأحوال والأوضاع بالبلاد تظل قائمة بحذافيرها رغم تلك الانتفاضات والتضحيات ،، ولا تحدث في البلاد إطلاقاً تلك التحولات والتبدلات المطلوبة والمرغوبة ،، وتلك الوجوه التي كانت أسباب الشقاء والبلاء في البلاد تظل هي نفس الوجوه بعد الانتفاضات ،، والمضحك في الأمر أن أصحاب تلك الوجوه الهالكة المهلكة يزعمون بأنهم قادة الكفاح والنضال والانتفاضة برفقة الشعب السوداني !،،

فتلك الوجوه الجديدة هي نفس تلك الوجوه القديمة رغم تبدل المسميات والمظاهر والشعارات التي ينخدع بها الشعب السوداني ،، ولا جديد تحت السماء ،، فكأن الشعب السوداني ينتزع ( رايات الظلم والاحتكار ) من كفوف هؤلاء الظالمين ( اليمنى ) ليضعها في كفوف هؤلاء الظالمين ( اليسرى ) ,, وتلك هي قمة البلاهة في شعب من شعوب الأرض ،، ومن المؤسف للغاية أن الشعب السوداني بعد تلك الانتفاضات كل مرة يكتشف أن الأوضاع والأوجاع في البلاد هي نفس الأوضاع والأوجاع الملازمة منذ استقلال البلاد ،، ولا يحس إطلاقاً بذلك التحول والتبدل في الأحوال والأوضاع بعد تلك الثورات والانتفاضات ،، التدهور في أداء الحكومات المتعاقبة هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في مجالات التعليم هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في مجالات الصحة بالبلاد هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في مجال الأمن بالبلاد هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في مجالات الاقتصاد هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في مجالات الإنتاج والتنمية هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في عملة البلاد هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في مناقب السلع والأسعار بالبلاد هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في أخلاقيات ( تجار السودان ) هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتدهور في معاملات الناس البينية هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود ،، والتمرد العنيف ( للدولار ) والعملات الصعبة هو ذلك التمرد المعتاد والمعهود ،، وبالمختصر المفيد فإن ذلك التدهور الخطير في كافة مجالات الحياة بدولة السودان هو ذلك التدهور المعتاد والمعهود منذ استقلال البلاد ،، ولم تشهد دولة السودان إطلاقاً تلك الحكومة الرشيدة الصالحة التي تتقدم بالبلاد نحو الأمام في مرحلة من مراحل الحكم بالبلاد ،، ومن أغرب الظواهر في دولة السودان أن تلك الأسعار للسلع والخدمات حين ترتفع لسبب من الأسباب لا تنخفض إطلاقاً حتى قيام الساعة ،، وبنفس القدر فإن ( العملة ) السودانية حين تتراجع وتنهار كالعادة المعهودة منذ استقلال البلاد لا تعود لعافيتها حتى قيام الساعة !! .. والمعروف في كل دول العالم أن تلك الأسعار للسلع والخدمات لديها مواسم ( ارتفاع وانخفاض ) ,, وكذلك فإن ( عملات ) دول العالم لديها مواسم انكماش ومواسم انتعاش ،، أما دولة السودان فهي تلك الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعرف إطلاقاً حالات الارتفاع والانخفاض في أسعار السلع والخدمات في يوم من الأيام ،، كما أنها لا تعرف إطلاقاً حالات الانكماش والانتعاش لعملاتها في يوم من الأيام ،، دولة منحوسة بكل القياسات والمعايير ،، وذلك النحس المستدام أسبابه ذلك الإنسان الجشع الطماع ،، ذلك الإنسان السوداني الذي لا يملك مثقال ذرة من أخلاقيات التعاملات البينية الفاضلة كما هو الحال في دول العالم ،، فهو ذلك الإنسان الذي لا يقبل إطلاقاً أن تتراجع تلك الأسعار في لحظة من اللحظات انطلاقاً من نزعة الحقد المكنون في الصدور !،، و ( تاجر السودان ) دائماً وأبداً يرى أن تخفيض الأسعار بعد رفعها هو تنازل لآخرين لا يستحقون تلك الرحمة والشفقة بأي حال من الأحوال ،، فالتاجر بدولة السودان حاقد بالفطرة في أعماق نفسه ،، ومكروه بالفطرة في نفوس الشعب ،، وعليه فإن دولة السودان مصابة باللعنات والخسرات بكيد أهلها الخبثاء ،، فالإنسان السوداني طماع وجشع بالفطرة ،، ولا يكتفي إطلاقاً عن نزعات الجشع والأطماع طوال الحياة ،، فالعلة الأساسية تتمثل في ( إنسان السودان ) ،، ولا تتمثل في تلك السياسات والحكومات المتعاقبة المتوالية كما يزعم البعض .