السودان بين الأمس واليوم.! بقلم :الطيب الزين

السودان بين الأمس واليوم.! بقلم :الطيب الزين


01-20-2021, 04:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1611115104&rn=0


Post: #1
Title: السودان بين الأمس واليوم.! بقلم :الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-20-2021, 04:58 AM

سلامات استاذ بكري ابوبكر اعتقد لاحظت ان هناك كلمة إضافية في عنوان المقال وهي كلمة تعسفيا .. لا أدري من أين جاءت..؟ لذا ارجو تصحيح الخطأ مع التقدير

السودان بين الأمس واليوم.!
بكل حفاوة وفخر شاهدت فيديو متداول فى وسائل التواصل الإجتماعي يتحدث فيه الرائد بابكر النور لمراسل قناة البي بي سي، بلغة إنجليزية رصينة، وإيمان راسخ، مفاده، أنه لا فائدة من الإنحناء للمظالم والطغيان، والدوران في ساقية الفشل، فإما حياة حرة كريمة، وإما موت بشرف.
مفرداته لخصت معادن رجال الأمس المسكونون بهم الوطن وقضاياه العادلة وتطلعات شعبه المشروعة، في والأمن والإستقرار والتطور، التي ما زالت تنتظر أمثاله من الشرفاء لتحقيقها.
رغم مرور أكثر من أربع عقود، ما زالت المعاناة قائمة، ونهر الدماء جاريا بلا إنقطاع..!
إنها مأساة وطن النيل والجمال، وطن الأحرار والشرفاء، صناع الثورات وطن القادة العظام، الذين كانت تخشاهم الدول في المحيط الإقليمي والدولي.
لما لديهم من رؤى واعدة وكاريزما مسكونة بآمال عريضة لبلادها وشعبها.
تجلت في حديثه لقناة البي بي سي عن حركة 19يوليو 1971، التي غيرت نظام الحكم وإعتقلت جعفر نميري، وستقدمه لمحاكمة عادلة بعد التحقيق معه، أما بقية الأمور فهي في قبضة القادة الجدد، لكن كان للأقدار والمؤامرات مشيئتها إذ تدخلت أيدي الأشرار، في اللحظات الأخيرة وأجهضت المحاولة الجريئة، بإسقاط الطائرة التي كانت تقل المناضل محمد سليمان الخليفة في البحر الأحمر، الذي كان قادما من بغداد، وهو في طريقه إلى السودان، وهكذا تدخل القذافي وأمر سلطاته لإجبار الطائرة التي كانت تقل بابكر النور والرائد فاروق عثمان حمدالله والرائد محمد احمد الزين، والنقيب معاوية عبدالحي على الهبوط في مطار بنغازي.!
نكبة أوضحت حجم الدسائس والمؤامرات التي ظلت وما زالت تحاك ضد السودان الذي يعتبر من الدول القليلة الغنية بالموارد الطبيعية، لكن أغلب مواطنيه حتى الآن غير قادرين على الحصول على العيش الكريم، في وطن يعتبر ثلة غذاء العالم.!
إنها خيبة أمل كبيرة ناجمة عن مواقف وسياسات وتصرفات مترعة بالخيانة والعمالة كانت قائمة ثلاثة عقود ماضية وما زالت مستمرة.!
والمحزن حقاً، هو إستمرار الفشل وإدمان الأكاذيب وإنكار المسؤولية عن السياسات التي قادتنا إلى هذا الواقع البائس.
بلادنا، كما ذكرنا ما زال ضراعها أخضر، ليس لديها نقص في الموارد، لكنها تعاني من تخلف الفكر السياسي، لذا، لم يشفع لها، إنها إنجزت ثورة عظيمة، ما برحت الأوضاع فيها تسير يوما بعد آخر من سيء إلى أسوأ، رغم أنها تنتج البترول والغاز والذهب، واللحوم والسكر والقمح، لكن السلاح فيها أكثر وفرة من الخبز.!
مفارقة عجيبة، تكشف الفرق بين قادة الأمس، واليوم.!
قادة الأمس ضحوا بأرواحهم، من أجل مستقبل مشرق لشعبهم وبلادهم، بينما قادة اليوم لاسيما العسكر جعلوا من الوطن مطية ومن الشعب ضحية، لبناء أمجادهم الزائفة.
كم هي مفارقات مؤلمة.! كان الله في عونك يا وطن الجمال الذي سكنته الخيبات والأحزان.
الف رحمة ومغفرة لأرواح ضحايا الجينية الراعفة.!
الطيب الزين