الحرب ليست في افواه البنادق بل في السطور، تحملها الصدور.. بقلم:خليل محمد سليمان

الحرب ليست في افواه البنادق بل في السطور، تحملها الصدور.. بقلم:خليل محمد سليمان


01-15-2021, 03:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1610721314&rn=0


Post: #1
Title: الحرب ليست في افواه البنادق بل في السطور، تحملها الصدور.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 01-15-2021, 03:35 PM

02:35 PM January, 15 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







لا تُتعبر الحرب خيار عندما تكون المصالح الإستراتيجية هي الهدف، و الغاية.

في الدول الديمقراطية، و التي تخضع لحكم المؤسسات تفرض الحرب اجندتها الإستراتيجية، و يكون إتخاذ القرار فيها لدائرة ضيقة " تُمثل المؤسسة العميقة للأمن القومي، و الإستراتيجي، المتمثل في المصلحة العليا للدولة".

فالمبررات هي عبارة عن مساحيق توضع لتجميل الصورة العامة للإخراج فقط، و هناك امثلة كثيرة في عالمنا المعاصر تُثبت ان الحرب لا تخضع للمعايير الديمقراطية في إتخاذ القرار في الجوهر، و المضمون.

للأسف لدينا اراضي تحتلها مليشيات اثيوبية منذ عشرات السنين ما يُثبت ضعف الدولة، و عدم قدرتها علي فرض سيادتها، و امنها علي كل اراضيها.

إستعادة اراضي الفشقة، و الدفاع عنها يُعتبر هدف إستراتيجي لا يخضع للتأويل، او المناكفة، بل أستغلال الوقت المناسب هو المعيار، و المحدد.

اعتقد هناك تقاطعات كثيرة في المنطقة معلومة للجميع، فهذا لا يعني عدم مصلحة السودان في خوض حرب ضد المليشيات المحتلة للأرض، في هذا التوقيت المناسب، او الحرب علي الدولة نفسها لو إقتضت الضرورة ذلك، او حانت الفرصة لتطويع المعطيات علي الارض، و توظيفها بشكل امثل بغض النظر عن مصالح الآخرين، او تقاطعاتهم.

هناك لبس في امر الحرب الدائرة في ارض الفشقة، و المتوقع إتساع رقعتها مع الجارة اثيوبيا في حال التعنت.

* حرب الوكالة في الغالب لا تخوضها دول بشكل مباشر، بل الحركات، و المليشيات تُصنع لذلك في اغلب التجارب في العالم، و إقليمنا بشكل خاص.

* لا يمكن لدولة ان تخوض حرب بالوكالة لتحرير اراضيها، و فرض سيادتها.

يمكن ان تكون هناك مصالح لآخرين، فذلك لا يعني الإنقسام حول المصالح الإستراتيجية العليا.

إذا المصلحة العليا للدولة في خوض الحرب فرضت نفسها، فعلي الجميع تأجيل الخلافات، و توحيد الجبهة الداخلية حتي تنجلي المعركة بالنصر الذي لا يقبل القسمة إلا علي السيادة الكاملة علي الارض المغتصبة، و الكرامة المهدرة.

في الدول المحترمة تكون قرارات الحروب الإستراتيجية بقيادة عقل جمعي، و تحكم تفاصيلها مؤسسات تضع ضوابط صارمة للمحاسبة في حال الفشل، او التقصير، و الإهمال، او الخطأ.

لطالما الحرب تخص تحرير ارض فعلينا الإصطفاف جميعاً خلف القوات المسلحة، ثم نذهب إلي مؤسسات المسائلة، و الحساب بعد ذلك، لنضع الإمور في نصابها الصحيح، و ليتحمل كل مواطن مسؤولياته.

تختلف التقاطعات، و المصالح، فتبقى المصلحة العليا هي الغاية، و الهدف.

اتابع طيف واسع من الشباب، و النشطاء يتناولون امر الحرب بشيئ من السطحية، و المغالاة بسبب التقاطعات السياسية، و معارضة النظام القائم بشقيه المدني، او العسكري.

بلا لَبس او مداهنة انا اعارض النظام القائم بشقيه المدني، و العسكري لبعده عن اهداف الثورة، و حالة الضعف، و التردد، و الخوف من سدنة النظام البائد، و سيطرتهم علي مفاصل الدولة حتي الآن برغم التضحيات التي بُذلت.

لطالما لدينا مصلحة عليا فسنقف مع من يمثلنا فيها حتي لو كانوا الكيزان بشحمهم، و لحمهم، و بعدها لكل حدث حديث، و لا توجد قوة علي وجه الارض يمكنها ان تروض الشعب العظيم الذي قال كلمته في ديسمبر المجيدة فذهب باقبح، و اقذر نظام ديكتاتوري إمتهن الدين في العصر الحديث.

سنقف خلف قواتنا المسلحة العظيمة في حرب الكرامة، و التحرير، و الدفاع عن الارض، و السيادة مهما كلفنا الامر من مال او ارواح.

في حال الهزيمة، او الخسارة ستُنسب الي الدولة السودانية إجمالاً، بالضرورة لا تتجزأ لتكون حصرية علي فئة، او طائفة، او قبيلة، او حزب سياسي، او حتي الحكومة في طيفها العريض، بالعامية..
" كلنا في الهوى سوى".