Post: #1
Title: تفاؤل بعد سنوات التعاسة: ما بين (سلعتي) والقرار الذي جلب الدّمار بقلم محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 01-13-2021, 12:09 PM
11:09 AM January, 13 2021 سودانيز اون لاين محمد سمنّور-السودان مكتبتى رابط مختصر
بعد خمس سنوات من الوجوم اجواء سعيدة في الحارة سلعتي هي السبب (سلعتي) وصلت الحارة وانفرجت اسارير الوجوه بعد التكشير الذي ظل يلازمها ابتسامات عريضة وعلامات رضا علي وجوه الناس لاحظت ذلك اثناء ما كانوا يصطفون لاستلام المواد الاستهلاكية التي وفرها برنامج سلعتي التعاوني فرق كبير جدا عن اسعار البقالات في الحارة اصبح الموضوع رقم واحد "اها استلمتوا؟" "جاتكم كم سلعة؟" وبعد ذلك يتحدثون عن الكمية وعن جودة ونوعية السلع ثم مقارنات طويلة باسعار السوق والبقالات كل هذا وهم يتبسّمون ويتضاحكون. ولكن لا اظن ان السبب هو فقط المواد الاستهلاكية لكن لأن ذلك أحدث تفاؤل عام بما هو قادم وانا متأكد ان الفرحة ستكتمل وان اهل الحارة سيرجعون كما كانوا اذا حلت مسألة الخبز حلا دائما
حارتنا واظن ان هذا الحال ينطبق علي كثير من الاحياء الشعبية في الخرطوم وباقي الولايات كان يسودها جو انبساطي ورضا عام هذا رغم شظف العيش وسخونة الجو ولكن لاحظت ان ذلك قد تغير منذ نحو خمس سنوات كنت اذكر جيدا السبب الرئيسي لذلك التغيّر
قرار كان جائرا جدا وفظيع والشخص الذي اتخذ ذلك القرار لم يدر ماذا فعل كان هذا في بداية عام 2016 يعني بالضبط قبل خمس سنوات من الآن الانقاذ قررت زيادة اسعار الغاز والزيادة لم تكن 5% ولا 10% كانت 300% مرة واحدة!! فقد ارتفع سعر الاسطوانة 12 كيلو من 25 جنيه الي 75 جنيه!! القرار شكل صدمة كبيرة جدا لمحدودي الدخل وانا شخصيا كنت اتمني لو اعرف خلفيات وكواليس ذلك القرار كيف استساغوا اتخاذه.. الم يراعوا ابدا لآثاره؟؟؟!! لأن في ذلك الوقت كانت الخمس وسبعين تقارب ربع الحد الادني لاجور العمال فقد كان الحد الادني حوالي 400 جنيه كان هذا فوق ما يستطيعه الناس لذلك احتج حتي بعض نواب المجلس التشريعي وبدأو حتي في جمع توقيعات لمساءلة الوزير لكن قطع عليهم مسعاهم رئيس الجمهورية حيث اصر الا تراجع عن زيادة الاسعار فاصبح كل من وقع في قائمة التوقيعات يسعي لمسح اسمه من عليها
انا اتحدي اذا كان متخذي القرار يعلمون مدي تأثير القرار من اين لهم وهم يعيشون في الفلل والفنادق؟ القرار اثر مباشرة علي الخبز وتوفره اولا تأثر سعر الخبز تلقائيا بزيادة سعر الغاز فالخبز الذي كان يباع اربعة بجنيه تدحرج سعره سريعا الي ثلاثة ثم الي اثنين فقط بجنيه وهذه ليست المشكلة الرئيسية فكثير من الاسر كانت تفضل بدائل اخري حتي مع توفر الخبز ولكن تلك البدائل كانت تعتمد علي الغاز فبعد زيادة سعره اصبح همّ الناس تقليل استهلاك الغاز ولذلك اتجهت الاسر السودانية بكلياتها نحو الخبز وليس هذا فحسب بل انهم اصبحوا يرشدون حتي في الطبخ والشاي والقهوة واذكر في تلك الاثناء تزايد اقبال الناس علي شراء سخانات الكهرباء
الآن الآن رجع بعض سكان الارياف والمناطق المتاخمة للبحر في جمع الحطب لعمل الكسرة والقراصة لان اسطوانة الغاز الآن اصبحت بمليوني جنيه هذا لانه لايوجد غاز اصلا والرغيفة اصبحت باثني عشر جنيه ما نحن فيه الآن هو كله من التراكمات التي سببها قرار 2016 الله يجازي اللي كان السبب ومتفائلون بالحكومة الجديدة حكومة 2021
محمد سمنّور [email protected]
|
|