ما هو الكنز المفقود حتى يجلب الأسف في النفوس ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

ما هو الكنز المفقود حتى يجلب الأسف في النفوس ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


01-10-2021, 08:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1610263502&rn=0


Post: #1
Title: ما هو الكنز المفقود حتى يجلب الأسف في النفوس ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-10-2021, 08:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو الكنز المفقود حتى يجلب الأسف في النفوس ؟؟

ذاك يهدد بالاستقالة ,, وذاك يهدد بالمغادرة ،، وذاك يهدد بالاستغناء عن المنصب والوزارة والوظيفة ،، وهؤلاء بتلك الخطوات السخيفة يعتقدون بأن الشعب السوداني سوف يركع باكياً ومتوسلاً تحت الأقدام ،، ويجهلون كلياً بأن الشعب السوداني لا يبالي إطلاقاً بتلك الاستقالات في تلك الظروف الحالية ،، وهي تلك الظروف التي تمثل قمة الفشل والإخفاقات لهؤلاء الوزراء والمسئولين في البلاد ،، فهؤلاء الوزراء والمسئولين لو كانوا يقدمون للبلاد وللشعب السوداني تلك الانجازات الكبيرة المرجوة التي تشار إليها بالبنان لتأسف الشعب السوداني على تلك الاستقالات ,, أما مجرد تلك الزوابع الفارغة التي تجتهد لجذب الانتباه فلا يقدم ولا يؤخر في عرف الشعب السوداني ،، وهؤلاء الوزراء والمسئولين في الظروف الحالية والأزمات الحادة الخانقة التي تمر بها البلاد يمثلون قمة الفشل والإخفاقات ،، ولم ينجحوا في لحظة من اللحظات أن يفكوا ويعالجوا تلك الأزمات ،، وعليه فإن استقالاتهم أو عدم استقالاتهم لا ينال إطلاقاً اهتمامات الشعب السوداني ،، وفي عرف واعتقاد الشعب السوداني فإن تواجد هؤلاء الوزراء والمسئولين في ساحات المناصب والمسئولية لا يشكل فارقاً كبيراً ,, وتواجد أو عدم تواجد هؤلاء الوزراء هو ذلك الوهم الكبير في غياب تلك الانجازات الكبيرة المرجوة ,, وعليه فإن مثل تلك الاستقالات لا يخلق الأثر بذلك القدر الذي يجلب البكاء والنحيب لدى الشعب السوداني ،، وبنفس القدر فإن الشعب لا يفرح كثيراً بتواجد هؤلاء في تلك الوظائف والمناصب دون تلك الانجازات ولا يبكي إطلاقاً برحيل هؤلاء بفرية الاستقالات ،، وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني لا يجد فارقاً في تواجد أو عدم تواجد هؤلاء الوزراء والمسئولين في تلك الوزارات والمناصب ،، ولا يحس الشعب بالمزيد والمزيد من المعضلات في غياب هؤلاء بالاستقالات ،، فتلك الأوضاع المتردية في البلاد هي تلك الأوضاع المتردية لمدة عامين كاملين في تواجد هؤلاء الوزراء والمسئولين ،، ولم ينبري طوال العامين من الزمان ذلك الوزير أو ذلك المسئول الذي قدم تلك الانجازات للبلاد وللشعب السوداني ،، ولا توجد إطلاقاً تلك الانجازات الكبيرة العظيمة التي تشار إليها بالبنان في العامين بعد الانتفاضة الأخيرة ,, وعليه فإن الشعب السوداني لا يتأسف على استقالات هؤلاء الوزراء في أية لحظة من اللحظات ،، وهؤلاء مع الأسف الشديد يخلقون تلك الأهمية لأنفسهم بتلك الاستقالات من وقت لآخر وفي نفس الوقت هم لا يملكون مثقال ذرة من تلك الأهمية المزعومة .

في كافة مجالات الحياة بعد إسقاط ذلك النظام البائد ( المهلك ) لم يتجلى في الساحات السودانية ذلك الوزير أو ذلك المسئول الذي يستحق البكاء والنحيب في حال الاستقالة ،، ولم توجد إطلاقاً تلك المكاسب المفيدة والمنقذة للشعب والبلاد ،، بل توالت تلك الأوجاع والأزمات والويلات بطريقة قاتلة ومخزية وفاضحة في تواجد هؤلاء الوزراء والمسئولين بالحكومة الانتقالية المؤقتة ،، ورغم ذلك فإن هؤلاء دون خجل أو استحياء يهدون الشعب السوداني من وقت لآخر بتلك الاستقالات !!. وهؤلاء يظنون أن الشعب السوداني سوف يفقد تلك ( الكنوز ) الثمينة في حالة استقالتهم !! .. ويجهلون أن لسان حال الشعب السوداني يقول لأمثالهم : ( قطر يودي ولا يجيب ،، وفي ستين ألف داهية !!! ) ,, كم وكم من تواجدوا يوماً في تلك المناصب والوظائف ثم رحلوا عن الساحات غير مأسوف عليهم من قبل الشعب السوداني .. وذلك الشعب السوداني لا يعبد الأشخاص والرموز إطلاقاً من قبيل الإشاعات والمظاهر الفارغة ،، إنما يتأسف بحق وحقيقة حين يفقد ذلك المسئول المفيد الذي يقدم تلك الإنجازات العظيمة للبلاد وللشعب السوداني ،، أما مجرد تلك الزوابع والجلجلة الفارغة التي تحدث في الساحات السودانية حالياً فهي لا تنال اهتمامات الشعب السوداني بأي حال من الأحوال ،، فليستقيل من يريد أن يستقيل وليراوغ من يريد أن يراوغ ويخادع ،، وتلك الزوبعة الفارغة مجرد جلجلة تعادل جلجلة الجراد داخل البراميل ،، ولو أجلسنا هؤلاء المسئولين والوزراء في مقاعد المحاسبة والمسائلة لوجدناهم يستحقون العقاب واللعنات ،، ولا يملكون مثقال ذرة من الأداء والانجازات في مقابل تلك الرواتب والأجور والامتيازات العديدة التي ينتفعون بها على حساب الشعب السوداني ،، وعليه فإن الشعب يتأسف على تواجدهم في تلك المناصب والوظائف ناهيك عن ذلك الأسف والندم على استقالاتهم ،، بل يجد نوعاً من الراحة النفسية الكبيرة في حالة استقالة هؤلاء ,, وهنالك تلك التناقضات في مواقف البعض من هؤلاء الوزراء ،، فالبلهاء من هؤلاء المسئولين يهددون بالاستقالات من وقت لآخر وكأنهم يملكون ذلك الرصيد الضخم من الإنجازات للدولة وللشعب السوداني ،، وهنالك هؤلاء الأذكياء من هؤلاء المسئولين الذين يتوارون عن الأضواء والمواجهات ولا ينبرون للشعب بتلك الزوابع الفارغة في الظاهر أبداً ،، ولا يهددون بالاستقالات لأنهم يعرفون جيداً مقدار أثقالهم وأوزانهم لدى الشعب السوداني ،، والشعب بالجملة لا يفرح كثيراً بتواجد هؤلاء أو هؤلاء ،، وتلك التجارب لمدة عامين كاملين بعد الانتفاضة قد أكدت فشل هؤلاء الوزراء في أداء تلك الواجبات والمهام ،، و بالتالي فإن هؤلاء الوزراء والمسئولين يمثلون ذلك العبء الثقيل على أكتاف الشعب السوداني .. والشعب يسأل المولى عز وجل ليلاً ونهارا بأن يوجد في الساحات السودانية ذلك الوزير أو ذلك المسئول القادر المقتدر المؤهل الذي يريح البلاد ويزيل الأوجاع والويلات عن كاهل الإنسان السوداني .. ويرجو من الله القدير أن يوفق البلاد بذلك الرجل المسئول المقتدر الذي يفك تلك الأزمات الخانقة التي تكابدها البلاد لسنوات طويلة .. أما تلك المظاهر الفارغة التي تتمثل في تلك ( الاستقالات ) من بعض الوزراء من وقت لآخر فلا يجلب اهتمامات الشعب السوداني إطلاقاً .. فالعبرة بتلك الانجازات في أرض الواقع وليست بتلك السمعة والإشاعات التي تدور حول رمز من الرموز أو حول وزير من الوزراء ،، وكفى البلاد تلك الخزعبلات الفارغة التي تتحدث عن الأوهام والأشخاص ولا تتحدث عن الانجازات والأداء ,, وهي تلك الصورة العقيمة التي أخرت دولة السودان عن دول العالم لأكثر من ستين عاماً بعد الاستقلال .