ليس بوسعنا سوى أن نبقى أحياء.! بقلم:الطيب الزين

ليس بوسعنا سوى أن نبقى أحياء.! بقلم:الطيب الزين


01-01-2021, 05:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1609518896&rn=0


Post: #1
Title: ليس بوسعنا سوى أن نبقى أحياء.! بقلم:الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-01-2021, 05:34 PM

04:34 PM January, 01 2021

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




ستون عاما وأكثر رافقتنا الخيبات والخوزايق والخيانات والمؤامرات والدسائس والإنقلابات العسكرية والحنث بالوعود والتلاعب بعقول البسطاء من قبل فئات أدمنت الكذب والخداع، وجعلت من السياسة أكل عيش على حساب الغلابة والكادحين والفقراء..!
هذه الفئات الإنتهازية التي باعت شرفها، ومواقفها، بتسليمها قياده البلاد للعسكر ..!
الذين برعوا في صنع الخراب، وتعميق الجراح، فسالت شلالات الدماء ، وطفحت الجثث على إمتداد الوطن الذي حسبناه، واحة سلام وسلة غذاء العالم، لكنه تحول تحت قبضة العسكر وجنونهم وعبثهم وعجزهم إلى ساحة حرب، وسلة لإستجداء العالم الغذاء والدواء والمساعدات، في وطن فيه كل مقومات الحياة..!
السودان، الوطن الجريح تعرض لأكبر مؤامرة عرفها التاريخ، فتكت به، قتلت ودمرت وحطمت، الإنسان والحيوان والحجر والحقول وما فيها من خيرات وآمال عراض وأمنيات..
للأسف رغم النضالات الناصعة التي سطرها أبناء وبنات الشعب السوداني الجسور هنا وهناك ، ما زالت المؤامرة مستمرة وممسكة بتلابيب الوطن والمواطن بكل صلفها وعنجهيتها وجنونها وغرورها..!
المؤامرة القذرة وظفت أقوى مؤسسة، وهي مؤسسة الجيش لقتل أحلام وكبح تطلعات الشعب السوداني، في الحرية والعدالة والسلام..!
الجيوش في كل الدول المحترمة، تكون سندا وعونا وحامية للشعب والوطن .
لكن المؤامرة في السودان إنغرست في خاصرة الوطن منذ زمن بعيد.. لذا تحول الجيش إلى أداة للقتل والبطش والقهر والإستبداد وسلب الحريات ومصادرة الأحلام..!
حتى الأحلام الصغيرة..!
بعد ستون عاما وأكثر من إستقلال بلادنا، الذي يصادف الذكرى ٦٥، يوم رفرف علم الإستقلال، دون رفرفة حقيقية للسنابل في الحقول وإزدهار للفرح في عيون العمال والمزارعين و الكادحين والفقراء، وطلاب المدارس، والشباب والنساء وحملة الريشة والقلم.
هذا الواقع الذي يتحكم فيه القتلة الأشرار، ليس أمامنا من خيار إن أردنا البقاء كشعب له قيمة وموقف وقرار سوى لجم تطلعات العسكر، وإعادتهم إلى ثكناتهم، ومنعهم مطلقا من التدخل في الحياة السياسية ضمانا للأمن والإستقرار .
لأن جميع المظالم والبشاعات والجرائم نفذها العسكر..!
ستون عاما وأكثر كلها خيبات وخوازيق وحرائق ودماء والآم ومواجع ودموع وأحزان ..!
اكتشفنا فيها هشاشة أوضاعنا، ومصدر الآمنا ومواجعنا، وجع الوطن الذي خانه العسكر، والدولة التي سطوا عليها تحت جنح الظلام، والإنسان الذي أهانوه وأذلوه في وضح النهار ..!
فلنجعل من بداية العام الجديد، بداية لإندثار منطق الجنون والقوة والبطش، وسيادة لمنطق العقل والحكمة وإحترام حقوق الإنسان.
العام الجديد يجب أن يكون عام تحول حقيقي، وإنتقال كامل للسيادة من العسكر إلى الشعب والى الأبد.
لك السلام، يا وطن الجلال والجمال البهاء.
الطيب الزين