حال القضارف ؟....ربك عارف ! بقلم:ياسر الفادني

حال القضارف ؟....ربك عارف ! بقلم:ياسر الفادني


12-31-2020, 01:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1609418525&rn=0


Post: #1
Title: حال القضارف ؟....ربك عارف ! بقلم:ياسر الفادني
Author: ياسر الفادنى
Date: 12-31-2020, 01:42 PM

12:42 PM December, 31 2020

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




مدينة القضارف هذه المدينة الوادعة الخيرة التي تعتبر حاضرة ولاية هي غذاء السودان الأول بما تتمتع به من ثروات زراعية وحيوانية ،
السواد الأعظم من سكان الولاية يمتهنون الزراعة المطرية الآلية، حال هذه الولاية في هذا العهد القميء طبعا هو حال كل الولايات تدهور لدرجة كبيرة كحال كل حواضر الولايات ، فالوالي لا حول له ولا قوة ، بل حاله كحال كل الولاة يرمون باللائمة علي المركز دائما لمعالجة قضاياهم الملحة ولا حياة لمن تنادي..... ولا علاج ولا حتي نزر حل...... ولابصيص امل ( هم.... ولا كبيرهم في الخرطوم....لا يطكعوا ولا يجيبوا الحجار ! ) ، حالهم يذكرني ببيت البكاء حيث النسوة يبكين علي الميت بصوت فقط.... دون دموع...... و(تنط واحدة) فيهن تسخن بالباقيات برفع الصوت وبعض (السكلي) ويعزفن سيمفونية البكاء المفتعلة !

الوضع الصحي متردي جدا وازداد سوءا بعض الإضراب الذي نفذه عددا من نواب الاختصاصين وعددهم تقريبا أكثر من٤٠ طبيبا ٢٥ منهم فقط بمستشفى التوليد هؤلاء الأطباء لهم مطالب لم يستجاب لها .....وعملت فيها وزارة الصحة بالولاية والصحة المركزية ( اضان الحامل طرشا) أو بالأحرى عملوا فيها (رايحين) ، إضراب هؤلاء الأطباء خلق خللا كبيرا وتردي في الوضع الصحي في كل مستشفيات الولاية بل اصبح الوضع صعبا ومرهقا للاختصاصين الذين لم يدخلوا معهم في إضراب.......فلهم التحية هؤلاء مثال للتفاني ونموذج راقي لتحمل المسئولية وقواد لجيش أبيض يدافع عن رعاياه ، يخافون الله فيهم فليت من في وزارة الصحة يعلمون ذلك ،هم الان برغم العنت والمشقة والتعب وعددهم القليل يسيرون دفة هذه المستشفيات وإن كان عددهم قليل مقارنة بمستشفيات الولاية و(ماحايقين) ! ، أضف إلي ذلك انعدام الأدوية المنقذة للحياة في معظم صيدليات الولاية ، المساحات الشاسعة التي توجد في هذه الولاية أدت الي تعب المرضي الذين يريدون العلاج في القضارف بالذات النساء الحوامل اللواتي يأتين من مناطق بعيدة مما يعرضن انفسهن للخطورة لبعد المسافة ووعورة الطريق قبل وصولهن الي مستشفي التوليد والنساء بالقضارف..
اما عن خدمات المياه فحدث لا حرج، مدينة القضارف تشكوا انعدام امداد المياه تماما لفترة قاربت الشهرين ، هذه الحالة ولدت سخطا كبيرا من قبل المواطنين بل هم يتسألون إن كان هذا هو الحال في فصل الشتاء ؟ فياتري ماذا يحدث إن حل الصيف ؟

مايعجبني في هذه البلاد ......ان كل مدينة في السودان يعشقها سكانها.... بل يكتبون فيها القصائد ويتغنون فيها .....مثل مدني ...ارض المحنة ،وكسلا .. الشايلة من الطيبة ديمة ، وسمعنا في القضارف ......سمسم القضارف كما حكي البروفيسور الراحل المقيم علي المك أن كاتب كلماتها هو المرحوم عثمان علي الذي توفي بامبدة وغنتها عائشة الفلاتية بعد أن سمعتها في بيت سماية في العباسية يدندن بها حسن جبر الدار... سمسم القضارف .....الزول صغير ماعارف ! ،لكن في هذا العهد أصبح سمسمها مرا اصابه الكعوك السياسي وافة التهميش ....الآن تدهور مريع في كل المناحي ، لذا يجب علي الزول الصغير الماعارف في الخرطوم أن يعرف ويحل ، حتي تعود القضارف سيرتها الأولى خيرا ونعمة ويعودون أهلها الذين سكنوا الخرطوم مرة اخري ....فكلنا القضارف.... وكلنا نريدها ريدة الحمامة لوليدا ......كما غنت الفلاتية بصوتها الشجي الذي لا يتكرر وإن كثرت (القونات) اللواتي (مسخن ....علينا...... الغنا).