ضرب السوط ما كدا خلى الإسلامي اليجي بقلم:عبد الله علي إبراهيم

ضرب السوط ما كدا خلى الإسلامي اليجي بقلم:عبد الله علي إبراهيم


12-31-2020, 04:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1609386979&rn=0


Post: #1
Title: ضرب السوط ما كدا خلى الإسلامي اليجي بقلم:عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 12-31-2020, 04:56 AM

03:56 AM December, 30 2020

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





(خطرت لي في تذكيري للإسلاميين أمس بخيانتهم لقضية المرأة كلمة سبق لي كتابتها عن لبني أحمد حسين. فقد أهانها قانون النظام العام في ٢٠٠٩ فسجنها بذريعة اللبس غير المحتشم. وكنت أخذت على الإسلاميين أمس ضربهم عرض الحائط بفقههم السمح للمرأة خضوعاً لأماني الإنقاذ في استبقاء دولتها بأي ثمن. وكانوا رتبوا هذا الفقه اليانع في كتاب شيخهم حسن الترابي "المرأة بين تعاليم الإسلام وتقاليد المجتمع" (١٩٧٣). ولكنهم ما شموا الحكم حتى هجروا تعاليم الإسلام حول المرأة ليستعصموا بتقاليد المجتمع التي شكلتها "أوهام الذكورة" في قول الشيخ).
تحدثت للبني أحمد حسن بالتلفون عن دعوتها ليشهد جماعة من الناس جلدها بالسياط بجريرة الإتيان بأعمال فاضحة بالنظر إلى لبوسها في حفل تعرضت له شرطة النظام العام. ولم أعرف ما أواسيها به. فهذه أول مرة أتحدث إلى منتظر سياط الدولة. فقلت: "كفارة" الفضفاضة التي وسعت كل بلاء. وتخفيفاً لحرج الموقف قالت لبنى إنها قد أرسلت بطاقات دعوة وتنتظر "الموجب" وهو المترتب على بطاقات الدعوة لمناسبة ما. وضحكنا على اتفاق أن تخطرني مع الآخرين باليوم المشهود.
حين أدرت كلام لبنى عن الموجب في رأسي وجدت أنني قد دفعت موجبها منذ منذ نحو أربعين عاماً. فمسرحيتي "الجرح والغرنوق (1972) جاءت بمثل دعوة لبني للشهود العلني لحفل السياط. ويسمى هذا الجدل بين الواقع والفن بسبق الفن للواقع او محاكاة الواقع للفن. و"الجرح" مسرحية عرضناها على المسرح في 1988 باسم "دنيا صفا دنيا انتباه"من إخراج اسامة سالم وإنتاج عثمان أوماك. وقامت بدور المرأة الداعية إلى حفل السوط تحية زروق وقام بدور سالم حامدوك، كبير العائلة القروية في لغة الرئيس السادات، مكي سنادة. واسترجعت مشهد السوط من طفولتي الباكرة (4 إلى 5 سنوات) بقرية القلعة (عمودية جلاس) حيث كانت تجري محاكمات النساء عند الخلوة والجامع ونسمع للسياط أزيزاً.
المسرحية عن تغير حال بلدنا بعد حلول المستعمرين الإنجليز. صورت المسرحية المأزق التراجيدي لسالم حامدوك. فكل شيء تغير وعرف ذلك القاصي والداني إلا حامدوك. فقد حجبه إرثه وسلطانه القديم من التصالح مع تبدل الزمان. وفي طور من أطوار هذا المأزق وجد سالم نفسه يحاكم إمرأة ضبطوها مع رجل من عرب الخلاء. وعنوان هذا المشهد في المسرحية (السوط والعواء). وأراد سالم أن يعالج بذاءة المرأة بما تعود: بسوطه الذي ملأ مشارق الأرض ومغاربها بالشياطين التي استخلصها من جيل من النساء الفاحشات. ولكن كانت للمرأة المذنبة حجة استمدتها من الحس العام الشاغل بتغير الحال وأن الأشياء لم تعد هي الأشياء.
فحين لوَّح سالم لها بالسوط قالت له إن سوطك كان حقاً حداً فاصلاً للشرف في ما مضى . وتوجس سالم من مترتبات منطقها الثاقب فأفحمها قائلاً إنه ما تغير شيء: شيطان ونساء زانيات وسوط. ولما رأت المرأة غفلة سالم عن حقائق الأشياء انصرفت عنه واستغرقتها حالة غنائية خالصة شجية عن أوجاع تغير الحال ركزت فيها على هجرة الرجال للعمل. فقد هجروا القرى للعمل بالمدن الناشئة واستطالت اقامتهم بها تاركين نسائهم "مستحمات في سعير الشمس والوجد والصبوات." وصرف سالم غنائية المرأة كضرب آخر من وساوس الشيطان الخناس في حين أكدت له المرأة أن السوط لم يعد يرسم الحد الفاصل بين الخطيئة والشرف. فلربما كان "السوط مجرد عنق لرغبات ظامئة. حين يقع بأجسادنا الآن يقع الظمأ على الظمأ". وأصر سالم أن سوطه ما يزال كفيلاً بردع الزانية وتأديبها. وجرى بينهما هذا الحوار:
المرأة:ربما لم يعد الزنا اختلاساً. يبدو وكأنه نظام في الحياة. ليس لحظة مطموسة لعينة. وجهة نظر ربما.
سالم: يا قاهر. أتريدين الزعم أن لم يعد لسوط حامدوك مفعولا. أأصبح كذيل العنز لا يستر لها عورة ولا يهش عنها الذباب.
المرأة: (بحزم) لا!
سالم: ما تعني إذاً؟
المرأة: (خائفة بتضرع) يابا سالم، قل لي هل كل شيء على ما يرام؟
سالم: وما يجديك هذا؟
المرأة: (بحزم وتضرع): قل لي هل كل شيء على ما يرام؟
سالم: (بغير وعي) لا. (متماسكاً) ولكن الزنا حرام كانت الأشياء على ما يرام أو لم تكن.
المرأة: (تتخذ هيئة الاستعداد لضرب السوط) بدأ زمن الإذلال العام. تعالوا وقعوا بالسوط إهاناتكم على جسدي وانتظروا إهانتي أيضاً.
سالم: (بتوجس) وإهانتك أنت أيضاً!
المرأة: سأعوي طويلاً. سأعوي حتى يخال لكم أن رئاتكم هي التي تنشق من العواء. حتى يكون العواء نظاماً في الكون. عواء مفرط مقابل كل جرح في جسدي. لن تأسن جراحي كالبرك. جراحي نهر ضفتاه من العواء.
انتهي.
اللهم إني قد "موجبت" لبنى.