البرهان هل من عودة إلي جادة الطريق؟ بقلم خليل محمد سليمان

البرهان هل من عودة إلي جادة الطريق؟ بقلم خليل محمد سليمان


12-21-2020, 00:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1608505912&rn=0


Post: #1
Title: البرهان هل من عودة إلي جادة الطريق؟ بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 12-21-2020, 00:11 AM

11:11 PM December, 20 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







مؤسف ان يُصاب الإنسان باليأس، و تسيطر عليه مشاعر الإحباط عندما تكون الآمال العراض، و الطموحات قد تلاشت، و صارت في عداد الاوهام.

كنت احلم بأن استقبل في يوم مكالمة من القائد العام للقوات المسلحة، و سائر الضباط، و الصف، و الجنود الاحرار يتطلعون لذلك، من قدامى المحاربين، يُريد دعمنا، و مشورتنا، و سواعدنا، و البلاد تخوض حرب تحرير للأرض ضد دولة اجنبية.

كنا تسابقنا لحمل السلاح لا مناً.. بلا رياء لأن هذه الارض قبل ان تنجبنا، و انت، قد حوت رفاة اجدادنا في طول حدودها، و عرضها.

لا تنقصنا الوطنية، في اداء الواجب المُقدس الذي كان عهده دماء، و عرق، و دموع، و آلام.

معروف في كل بلاد الدنيا المحترمة قدامى المحاربين هم جيش إحتياطي، و مخزون إستراتيجي صقلته التجارب، و السنين، تلجأ إليه الدول عند المحن، و الشدائد.

في بلادي قدامى المحاربين هم الاعداء، و العملاء الذين يقتلهم الفقر، و الجوع، و المرض، و تمتهنهم الفاقة، في مشهد عبثي تراجيدي ممل.

مثلت اليوم للمرة الثانية للتحري في بلاغ موجه ضدي من قبل القائد العام للقوات المسلحة، يتهمني بالإساءة له، و للمؤسسة العسكرية، لأني وصفته بالضعف، و الكذب، و التردد، وعدم إمتلاكه الي صفة القيادة، و انه تربى في كنف المخلوع الراقص، و كلاهما ولائه للحركة الإسلامية.

لطالما سيادتك تمثل رئيس الدولة، و هو قائد جيشها العام فمن حق ايّ مواطن ان يعبر برأيه كما يرى دون إساءة لشخصكم الكريم، لطالما لم نعرفك في بيت ابيك، و امك.

رأيت كل الصفات التي ذكرتها، و لي الدليل القاطع علي إثباتها، حيث انك صادقت علي إجراءآت لجنة كيزانية وقحة قامت بعملية تزوير لو ان المخلوع علي سدة الحكم لاستحى، و توارى خجلاً.

قبل ان ترسل إلينا العسس لإعتقالنا من غرف نومنا اعرنا اذنيك و اسمع ماذا يقول الشارع، فإن سمعت غير الذي قلناه فإذن قد جنينا علي ذاتكم العليا، و وضعنا من قدركم المصون.

كنا نتطلع لأن يتم تشكيل مجلس تحقيق لمعرفة الجهة التي قامت بالتزوير، و الإساءة للقوات المسلحة، و لصالح من فعلت ذلك؟

حيث الكشف الذي تم إعتماده بقراراتكم الاخيرة.. معيب، و اغلبه من خارج عمل اللجنة التي تشكلت بامر سيادتكم، فمنهم من تقلد وظائف دستورية، و منهم المستشارين، اصحاب الحظوة، و الولاة، و المعتمدين، في العهد البائد، بل وذهبت الوقاحة لأبعد من ذلك لتضم الكشوف في طياتها موقوفين تتم محاكمتهم الآن بتهمة الإنقلاب علي الديمقراطية مع اللص المخلوع.

للأسف وجدنا انفسنا الضحايا الجناة، في مشهد صورته مقلوبة تماماً، بين إستفزاز الإعتقال، و التنكيل، و التردد علي الاقسام، و النيابات.

اعلم يا هذا إن عدت إلي جادة الطريق فهو لنفسك، و يخص ذاتك.

ارجو ان تقرأ التاريخ القريب جيداً، و ان تلقي نظرة من علي شرفة مكتبك علي الضفة الاخرى للنيل الازرق علها تعيد الذاكرة، و النهى.

اما نحن، و ثورتنا المباركة لا حاجة لنا بعودتك، فالثورة ماضية بنا و بغيرنا إلي ان تحقق غاياتها التي لا يمكن ان تقبل القسمة إلا علي الحرية والسلام، و العدالة.

اخيراً .. يُقال جاء احد القتلة للمخلوع باوراق قضية الضباط شهداء رمضان عليهم الرحمة، و المغفرة، للتصديق علي قرار الإعدام، فرفض التوقيع في بادئ الامر، فقال له : هؤلاء قد دُفنوا من الليلة البارحة، فوقعها بأثر رجعي، و ضحاياه كانت ارواحهم عند مليك مقتدر.

السيد البرهان إن كنت تقرأ كل ما يُعرض عليك، و تقوم بالتصديق عليه فهذه مصيبة، و إن كنت لا تقرأ، فتستهويك ملكاتك في حسن رسم التوقيع فتمضي، فتلك هي ام المصائب.

اللهم قد بلغت فاشهد