الثورة ماضية، تُراجِع، ولا تتراجع.. بقلم خليل محمد سليمان

الثورة ماضية، تُراجِع، ولا تتراجع.. بقلم خليل محمد سليمان


12-19-2020, 03:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1608389022&rn=0


Post: #1
Title: الثورة ماضية، تُراجِع، ولا تتراجع.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 12-19-2020, 03:43 PM

02:43 PM December, 19 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







واهم من يُريد للثورة ان تستسلم للأمر الواقع.

واهم من يختزل مشهد الثورة في إسقاط النظام البائد فقط.

الثورة بناء، حرية، سلام، عدالة.

واهم من يرى في حزبه، او نفسه، او جماعته وصي علي الثورة، و مقدرات الشعب.

واهم من يعتقد بأننا سنقبل بتمكين مقابل تمكين.

واهم من يعتقد بأن هذا الشعب سيستسلم الي سطوة الآلة العسكرية، او المليشيات، او كتائب الظلام.

الشعب السوداني العظيم شب عن الطوق، و خرج من تاريخه المظلم مستشرفاً صبحاً جديد.

موهوم من يستسلم الي خطاب الضعف، و الهوان، و الخوف، والتردد.

جاهل، مغرور من يرى، او يعتقد في ان الثورة ستسقط نفسها، او تتراجع الي مربع الإستسلام، و الذل، و الهوان.

الثورة ماضية نحو غاياتها مهما طال الزمان، او ضل بنا الطريق.

الامم العظيمة صنعت ثورات ظلت لعشرات السنين بين نصر، و إنكسار، لكنها لم تتراجع، بل سارت في طريق تحقيق غاياتها حتي تغيّر وجه البشرية.

من الخطأ بمكان ان نربط مصير ثورتنا العظيمة بأفراد، او كيانات، او شعارات دون شعارها الإنساني الذي ابهر العالم ان حرية سلام، و عدالة.

كنا نُريد من ثورتنا ان تُرسخ لمبدأ الإستقالة، و الإعتذار، في حال الفشل، او الضعف، او الفساد.

للأسف يخرج علينا حكام الامر الواقع الذين قذفتهم اقدار ثورتنا اليتيمة، و يُعلنون الفشل، و التقصير في كل مناسبة بلا حياء، او حمرة خجل، و فسادهم يزكم الإنوف، ولسان حالهم يقول : " يا نحن يا الفوضى"

للأسف امراض السلطة، و التهافت علي الكراسي، و المغانم، كشفت عن سوءات نُخبنا واحزابنا الكرتونية البالية القادمة من حقبة تاريخية عفنة لا نعرفها، و لا تنتمي الي مبادئ ثورتنا المباركة، اعمتهم عن جادة الطريق، و هدى الثورة.

لدينا تجارب في ثورات ماضية كانت كبيرة، و عظيمة، و لكن تمت سرقتها، و ترويضها حسب مزاج، و اهواء خلفاء الإستعمار.

19 ديسمبر العظيم يُعتبر تاريخ فاصل، و نقطة تحول عظيمة في مسيرة الشعب السوداني.

قامت ديسمبر المجيدة من اجل الحرية، و السلام، و العدالة، فلم، ولن تستسلم ما لم تتحقق الاهداف، و الغايات عنوةً، و إقتدار.

التهاون، و الإستسلام للأمر الواقع، و الخوف كاد ان يذهب بنا، و بثورتنا العظيمة.

فليعلم الجميع.. لا احد اقوى من إرادة الشعب.

سيذهب الجميع، و يبقى الشعب، و ثورته رغماً عن انف المتآمرين، و الخونة المأجورين.

اخيراً..من يروج الي روح الإنهزام، و الإستسلام بالعودة الي الوراء حيث النظام البائد، و ادواته القميئة، و الكريهة، و سلوكه الشاذ، فهو لا يعرف الشعب السوداني، و لا ينتمي الي ثورته المباركة.

ديسمبر المجيدة ماضية الي غاياتها بكل قوة، و إقتدار.

ديسمبر صامدة، و ستعبر بالشعب السوداني إلي رحاب التغيير، و دولة المؤسسات، و القانون، شاء من شاء، و ابى من ابى.

ثورة حتي النصر..