مؤانسات الجمعة : قسوة الحقيقة بقلم:د. محمد حسن فرج الله

مؤانسات الجمعة : قسوة الحقيقة بقلم:د. محمد حسن فرج الله


12-11-2020, 05:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1607703844&rn=0


Post: #1
Title: مؤانسات الجمعة : قسوة الحقيقة بقلم:د. محمد حسن فرج الله
Author: محمد حسن فرج الله
Date: 12-11-2020, 05:24 PM

04:24 PM December, 11 2020

سودانيز اون لاين
محمد حسن فرج الله- السعوديه
مكتبتى
رابط مختصر




(١) اذا كان لابد من نصيحة
لا أنصح الناس عادةً ، لأني اذا فعلت ، فأول ما أنصحهم به هو أن لا يعتمدوا كثيراً علي نصائح الآخرين !
حتي أكثر الناس إستقامة لن يستطيع أن يوفر نصيحة كاملة الرُشد و إن صدق في طلبها ، لأن أي نصيحة لن تنجو من معامل الناصح الوجدانية و حيله و دفاعاته النفسية التي بناها عبر الزمن لتمكنه من الحياة مع نقائصه و خساراته و مخازيه ، ولكن إن كان ثمة مكان لنصيحة واحدة فربما كانت بالحرص علي تقديم السلوك علي الدوافع ، ثم بالصبر علي مكاره البدايات الي أن يأخذ الدافع بسلطان اللذة خطام السلوك و حينها تُدرك الغايات .

(٢) قسوة الحقيقة
تقبُل الحقيقة قد يكون هو الاجابة الصحيحة الوحيدة في بعض الأحيان ، أعرف موظفاً مجتهداً سهر ليالٍ طويلة في اعداد مشروع كبير يتخطي حدود امكانيات مواهبه الطبيعية ، ثم عاد اليه ملف المشروع و علي غلافه الخارجي تعليق المدير باللغة الإنجليزية :
You did your best, but your best is not enough !
لا اعفي المدير المتحذلق ، فليس كل ما يعرف يُقال ، ولكن أنظر - يا رعاك الله - كيف أفسد بعض مدعي التنمية البشرية علي الناس حيواتهم بخلطهم المقصود بين (الطموح ) الذي يمكن تحقيقه و ( أضغاث الأحلام ) التي يمكن رؤيتها و يستحيل لمسها ..!

(٣) و من يخطب الحسناء ..
لأهل البطانة إيمان و قناعة بوجوب إكرام الجميلات و بذل المال في سبيل سعادة ( الستات ) و مما ورد في ذلك علي لسان شاعرهم -الذي لا يحضرني اسمه - بعد ان لامه الناس علي اغداق المال علي محبوبته و خوفوه بالفقر :

البارح طُوير السقدة ما جلس وزّرني ْ
قلبي مسَدِيْ ظنيته البريده ذكرنيْ
ما عنده مانع ان دار دمي و إن أفقرنيْ
معصوم فاهه أبداً ما جسر ناقرنيْ

و اوفق من ذلك في هذا المنحي ما تذكره الروايات من أن الشاعر القاصع الصادق ودآمنة ارسل لصديقه كرار ود كُردم مستنكراً عليه قضاءه الشهور الطويلة وحيدا وواحداً في الصحراء حارساً للمطامير ، و في ظن الصادق ان كرار فعل فعلته لأنه ضرب صفحاً عن ( الستات ) واستبدل مودتهن بالمال ، فأرفق مع استنكاره ابيات من الشعر :

كرار المطامير ليه من زمان حارسِّهنْ
لا تهنف الشباب ، أمات اللتيب جالسِّهنْ
خزاين الارض كتار انا من قديم دارسِّهنْ
عمالهن فنوا ... و ما لقين اليارِّثهنْ

فكتب اليه كرار :

حرس المطامير البيصوي خلاهو
لازم اكلمك يا أب آمنة بي معناهو
ما بجوزلو الفلس أُنس المزرْقنْ فاهو
أبخس ما يكون سَنَغ الرجال شفناهو

و للدكتورة ناهد محمد حسن و هي لحسن الصدف من الشغوفات بأدب الدوبيت و لها اهتمام خاص بتراث ( الهمباتة ) مقال مهم تتحدث فيه عن نظام المزايا المالية التي يوفره الرجال للنساء في المجتمع السوداني كجزء من نظام الحماية للنساء في المجتمعات التقليدية ، و ذلك علي النقيض مما يروج له بعض المتشنجين من الرجال و النساء علي أنه جزء من منظومة تسليع المرأة و أدوات السيطرة الذكورية عليها ، و من يزايد علي الدكتورة ناهد ! - وهي من هي - في ميادين العمل النسوي و ساحاته ( الحربية ).