(التش ) يحمل ملامح الزمن الجميل في زمن القحط بقلم:علاء الدين محمد ابكر

(التش ) يحمل ملامح الزمن الجميل في زمن القحط بقلم:علاء الدين محمد ابكر


12-10-2020, 03:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1607609986&rn=0


Post: #1
Title: (التش ) يحمل ملامح الزمن الجميل في زمن القحط بقلم:علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 12-10-2020, 03:19 PM

02:19 PM December, 10 2020

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس

[email protected]


في حقبة تسعينات القرن الماضي عاش الشعب السوداني ايام عصيبة مع فترة نظام المخلوع البشير حيث اتسم ذلك العهد بحروب داخلية في اطراف البلاد وقصف اميركي لمنع الشفاء وعقوبات اقتصادية دولية ومطاردة للشباب في وسائل المواصلات والشوارع للزج بهم في مايعرف بالخدمة العسكرية الالزمية وغيرها من بلاوي ذلك العهد المقبور ولكن رغم تلك الاجواء الحزينة استمتع جيلنا بحياة اخري هاربا من كابوس الكيزان وطلس وهم دولة المشروع الضلالي الذي احتل مساحة واسعة علي اجهزة التلفزيون التي كانت تبث الأناشيد الحربية وبرامج ساحات الفداء ولكن شباب ذلك الزمن كانت لهم دولتهم العميقة حيث كان الراحل الحوت ملك عليها وسلطانها الاول فقد كنا نضحك. ونسخر من هضربة الكيزان
و في زمن لم يعرف السودان اجهزة الهواتف الذكية او القنوات الفضائية
حيث كنا نطارد اخبار الاسطورة الراحل محمود عبد العزيز( الحوت) الذي لن يتكرر مرة أخرى (فالحوت) او (الجان) كما يحلو للبعض تسميته كانت حياته مكشوفة لنا كان ما نتابع فليم سينمائي كنا نتفاعل مع افراحه وأحزانه واحلامه
بالرغم من عدم وجود اجهزة تواصل اجتماعي بمثل مايتوفر اليوم في هذا الزمان كنا نقلد (الحوت) حتي في طريقة ارتداء الملابس و في طريقة قصة الشعر وشكل الشارب واللحية
كانت الحياة بسيطة رغم عكننة الكيزان وشرطة النظام العام وتخريب الحفلات الغنائية بحجة تجاوز الزمن لم نكن نحمل هم للعيش فكان اقل مبلغ مالي (جنية ونصف) كفيل بتظبيط صحن (بوش )من الفول وموية الجبن وبصلة واحدة كبيرة عبارة عن هدية من صاحب( الدكان) وماعليك ان تدفع حق الزيت و والذي لايتجاوز ثمنه (الا ربع جنية) وسعر الخبز في ذلك الزمن كان عشرة عيشات (بجنية )واحد بس والشباب يشبع لمن يخلي الباقي في الصحن الكبير
بالله شوف كيف كانت الحياة جميلة؟
لم يكن يعرف التجار الجشع في ذلك الوقت
و عندما يحين موعد كورة هلال مريخ تجد كل السودان في حالة سكون وترقب والشوارع خلاء وقد كانت تلك الاجواء فرصة للمحبين للالتقاء وتبادل همسات الحب العذري
ومباريات هلال مريخ كانت حلاوة العام حيث يتقاطر الاعمي والمكسر الي الاستاد لمشاهدة ابدعات الراحل والي الدين محمد عبد الله ذلك النحيل الحريف مهاجم لن تجود كرة القدم السودانية قريبا به كان فلتة زمانه في الهلال وفي المريخ نجد فيصل العجب النجم الضجة الذي صاحب تسجيلة معركة بين الهلال والمريخ فكان يستحق كل تلك الهالة الاعلامية فقد كان اسطورة يجندل الخصوم ويطرح ويجمع في المدافعين يمين ويسار ويسدد بكلا القدمين وافضل من يستخدم ضربات الراس يعجز افضل حراس المرمى في التصدي لها لقد كانت لقاءت هلال مريخ تريح النفس من كابوس الكيزان الجاثم فوق صدورنا
والزمان يمضي ويابي الا ان يسرق منا الفرحة ومع مطلع القرن الحالي اختارالله الي جواره النجم الاسطورة والي الدين محمد عبد الله ويغيب الموت نجم النجوم الاسطورة محمود عبد العزيز ويتنحي النجم فيصل العجب بالاعتزال الكروي وصارت بعدها اجواء لقاءات هلال مريخ بدون متعة لغياب النجوم الا من قلة تحسب علي اصابع اليد وصارت الحياة الاقتصادية صعبة لو داير تاكل (بوش) فتة فول الا تدفع مبلغ لايقل عن المائة وخمسين جنية ورغم سقوط الكيزان الا ان الوضع لم يتحسن فقد خرج من دبر الشعب خزوق الكيزان لتدخل مجموعة من الخوازيق الجديدة التي تجاهلت مطالب الشعب في العيش الكريم كان ما خرج الناس لاجل سواد عيونهم حتي يتربعون على العرش الشعب داير ياكل ويشرب ويتعالج مش داير خلافات ومشاكل وعدم ضبط التجار الجشعين وترك الحبل على القارب
وبعيد عن نفاق السياسة وبما اننا شعب كورنجي( يعني بتاع كورة) وجدنا ضالتنا في موهبة النجم الحلواني احمد( التش ) ذلك النجم الذي يحمل ملامح الزمان الجميل فعندما يلامس الكرة. تشاهد فيه صوت الحوت محمود عبد العزيز وهو يصدح عبر جهاز تسجيل في كشك لبيع عصير الليمون في عز الصيف باغنية (العجب حبيبي) وتشاهد لمسة الراحل والي الدين محمد عبد الله عندما احرز هدف لوحة في شباك الدعيع افضل الحراس العرب في ذلك الوقت وتشاهد فيه كذلك ابدعات فيصل العجب وترقيصات الساحر سكسك وتمريرات البرنس وسامي عز الدين وغيرهم من نجوم الزمن الجميل
لقد اصيب المجتمع الرياضي بصدمة كبيرة لخبر اصابة ميسي الكرة السودانية النجم الخلوق احمد (التش) خلال مبارة المريخ امام بطل الكونغو في دوري ابطال افريقيا وهنا يجب علي الاتحاد العام لكرة القدم لفت نظر الاتحاد الافريقي لكرة القدم بضرورة حماية المواهب الشابة من تعمد الاصابات فقد شهدت مبارة نادي المريخ مع الفريق الكانغولي تعمد واضح من طرف الفريق الخصم وذلك بالاصرار بالحاق الضرر بنجوم نادي المريخ في ظل تساهل الحكم الأوغندي حيث فقد المريخ خلال ذلك اللقاء اربعة من افضل نجومه في الشوط الأول للمبارة يجب علي الاتحاد الافريقي تغليظ العقوبات على كل لاعب يتسبب في التعمد في اصابة لاعب كرة قدم اخر داخل الملعب مع التشدد علي قيام النادي المنافس بدفع غرامة مالية لعلاج اللاعب المصاب بمثل فعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وهو يسن القوانين الرادعة حتي يحمي المواهب من الاستهداف
لن تتقدم كرة القدم الأفريقية وهي لا تزال تمارس منشط كرة القدم بعقلية قديمة اكل عليها الدهر وشرب ونبتهل الي الله العلي القدير بمثل ما خلص السودان من كابوس الكيزان ان يخلص كذلك قارة افريقيا من اتحادها الرياضي الغير متطور
اتمني ان يجد النجم الكبير احمد( التش) كامل الرعاية الصحية من الدولة باعتباره لاعب المتخب الوطني وان يبعث الي دولة متقدمة في مجال الطب الرياضي وعدم استعجال عودته إلى الملاعب اهم شي سلامتك يا كابتين( التش) فانت الحسنة الوحيدة المتبقية لنا في زمن القحط

ترس اخير
بالرغم من اصابتي بداء السكري الا اني احرص علي مشاهدة ابداع الساحر ( التش) حلواني الكرة السودانية يوم بتقتل ليك زول يا كابتين بالمهارة الكروية الراقية خاصة ناس العرضة.....
images (2).webp