ما اشبه ليلة البرهان و مجموعته ببارحة البشير بقلم:عبدالعزيز وداعة الله

ما اشبه ليلة البرهان و مجموعته ببارحة البشير بقلم:عبدالعزيز وداعة الله


12-10-2020, 01:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1607603538&rn=0


Post: #1
Title: ما اشبه ليلة البرهان و مجموعته ببارحة البشير بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 12-10-2020, 01:32 PM

12:32 PM December, 10 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر




الرئيس المخلوع و نظامه يلفظ انفاسه الاخيرة توَعَّد الشعب الثائر بانقلاب, و وَصَف الشعب بالفئران قائلا: ( و لَمَّا تَدُقّ المزيكا كل فار حيدخل جحره) فهل مِنْ جُحْرٍ اسوأ و احقر مِنْ اسوار كوبر!! فيا لجهله و جهل كُل مَنْ يرتدي بزَّة عسكرية و يحمل سلاحاً ظنَّا أنَّ في وسعه الاستيلاء على السلطة, فالخطأ الذي وقع فيه السودان و شعبه لن يتكرر. و ذاك الانقلاب المشؤوم في 1989 الذي جاء مستهلاً عهده بالغدر و الخيانة و الكذب(اذهب للقصر رئيسا, و انا للسجن حبيسا). لن يسمح الشعب بانقلاب عسكري و لن يتكرر مهما تدجج العسكر بالسلاح, فسلاحهم أجبْن ما يكون في ساحات القتال و لكنه ناجح في الغدر و قتل الصائمين النيام أمام قيادته العامة. علاوة على أنَّ العسكر إذا ما أفلحوا لبعض الوقت في الاستيلاء على السُلطة فلا المجتمع الدولي سيعترف بهم و لا الشعب , و انهم بعمليتهم الانتحارية هذه فإنَّما يسوقون أنفسهم الى المقاصل. و البرهان و مجموعته في السيادة لا تتوقف تصريحاتهم بفشل الحكومة, و الغريب انهم جزء اصيل في هذا الفشل بل و السبب الرئيس فيه, فكلما اختلي البرهان بالعسكر قال ما قال عن الفشل, و ذاك كباشي الذي استحق لقبا بوصفٍ يستحقه ايضا يتحدث عن الفشل لدرجة اضحكنا ذات مرة بقوله: الواحد يخجل يقول انه مؤول في الحكومة الفاشلة, و ياسر العطا رئيس لجنة ازالة التمكين و مع ذلك ينتقد اللجنة و يطالب بحلَّها ليتفرغ سعادته للجلوس في القصر. و يتحدثون عن فشل الحكومة الانتقالية بينما هُم أصل الداء, و لا يتكرم احدهم بتقديم استقالته, و يقول مستشار البرهان( البرهان زاهد في السلطة) و كذلك قال حميدتي بأنه زاهد في السلطة. (طيب, منتظرين ايه؟ غوروا!!) و نقول لهم: ليس مِنْ فاشل غيركم, يلوذ بكم شباب الثورة و يعتصم امام بوابة قيادتكم العامة فَيُغْدَر بهم و يُقَتَّلون بأبشع و افظع مجزرة و تُلْقي بجثثهم في النيل, و أنتم إن كنتم ابرياء نيام في بيوتكم لا تعلمون فذلك فشل و تفريط في ارواح المئات إنْ لم تحاسبكم ضمائركم فعلي الاقل ان يحاسبكم الجيش حِفظا لسمعته, و إنْ كان اعترافكم الصريح فلا ينبغي بقائكم طلقاء الى الآن, فالاعتراف سيد الأدلة. و في عالَم الاجرام و القتل نجد مِمنْ امتلك رجولة و شهامة و عزة مَنْ يُسَلِّم نفسه للعدالة بدلاً مِن الهروب. و انتم( لا سلّمتوا نفسكم للعدالة و لا هربتوا مثل كثير من رموزكم)..
اعلم يا البرهان و( اخوانك) أنَّ الشعب لن يتخلى عن الهتاف بواحدٍ مِن شعارات الثورة و مبادئها: (الجوع, الجوع و لا الكيزان), فإنْ لم يكن( الكوز) ضابطاً برتبة فريق في لجنة أمنْ النظام البائد, فمن يكون, أيكون مثلاً المستشار وجدي صالح؟ و البرهان هو أوْلَى العسكر بمعرفة كيف يستقبل الاتحاد الافريقي و غيره مِن المجتمع الدولي الحكومات العسكرية, و قد حاول عسكرة الثورة بسبب تفريط قُوَي الحرية و التغيير بالإبقاء عليه بل و رئيساً للبلاد بدلاً مِنْ أنْ يُساق(للسجن حبيسا) و انقلب السحر على الساحر, و بدلاً مِنْ ان توقف قوي الحرية و التغيير التفاوض على الحكومة المدنية اصبحتْ لجنة امن النظام البائد هي مَن يوقف التفاوض مع المدنيين, و فكَّرتْ اللجنة الامنية للنظام البائد إعادة رئيسها المخلوع مِنْ السجن الي(القصر رئيسا) مِن خلال تنفيذ توجيهاته التى كان قد أحلَّها له الهارب بملايين الدولارات عبدالحي يوسف و هي جواز قتل الثلث الي النصف مِن الثوار ليستتب له الحُكْم. و اعترفت لجنة امن النظام البائد(المجلس العسكري) بالتخطيط و التوجيه بفض الاعتصام, و قولة الناطق باسمهم أنْ( حدث ما حدث) و لا ادري ماذا ينتظر ليس نبيل اديب فحسب و لكن جيشنا, جيش الهنا؟ كيف لجيش يدَّعي الشهامة و الرجولة و الوطنية و الانسانية و الدين أن يترك و لو لِدقيقة طليقاً مَن أعترف علناً بمجزرة فض الاعتصام أَمَام بوابات قيادته العامة؟؟ و لأنَّ القتلة أجبْن مِنْ أنْ يهاجموا الثوار نهاراً برغم ترسانتهم القتالية الضخمة المُشتراة مِن مال الشعب المحروم بدلاً مِن توفير الدواء و التعليم و الغذاء له. و لجهل البرهان و مجموعته ظنوا انَّ بمجزرة الاعتصام ستصفو لهم الساحة و لكن عبثا فقد زأر الشعب هاتفاً بمبدأ(مدنياااااااا) و وَجَدتْ فكرة عسكرة الثورة رفضاً شديداً مِن الاتحاد الافريقي و بقية المجتمع الدولي, و عليه ننصح-إنْ لم يكن نُحَذّر- العسكر أنْ لا يقدموا على عمل طائش انتحاري مِن شأنه أنْ يودي بهم الى المقاصل, و خيْرٌ لهم ان يبقوا ساكنين صامتين ريثما يُنْظر في الحُكم القضائي عليهم في مجزرة فض الاعتصام.. و القاتل يُقْتَل و لو بعد حين. و دم الشهيد لن يضيع مهما أطال نبيل اديب الزمن.
و تعاطُف بعض قادة الجبهة الثورية اللاهثين وراء مناصب و عطايا مِنْ دولة منهكة لعله أغْرَى العسكر في التفكير في الحُكْم ظنا منهم انهم وجدوا سنداً و بذلك سينجون من القِصاص . و هؤلاء الذين اكتظت بهم فنادق الخرطوم و اكثروا من الظهور في احياء العاصمة الراقية, قد حَسِبنا ان جُل و أول زياراتهم ستكون للجنة نبيل اديب ظنا منا أنهم يدركون أنّه لولا المئات الذين اغتيلوا غدرا بكل صفاقة و وحشية لَمَا نجحت الثورة و لَمَا اتوا مِن حيث كانوا, و لعل نسيانهم للثوار و الشهداء خاصة شهداء الاعتصام هو ما اغري العسكر في التفكير في الحُكْم . و لذلك يجيء التحذير مِن المساس بالثورة للعسكريين الحالمين بالحكم و لِمَن يشايعهم مِنْ المدنيين خاصة الذين لم يكن لهم دَوْر يُذكر في الثورة و الاطاحة بالنظام البائد, و نقول لبعضهم-بكل صدق و مواجهة دون مواراة- أنَّ(كفاحهم) المُسلَّح الممتد لعشرات السنين المحسوب انه لزعزعة النظام البائد لم يكن هو ما أطاح بالنظام البائدْ بل كان(كفاحهم) المسلح هذا موجها ضد الابرياء العزل و النساء و الاطفال في دارفور و قد شرَّدهم بمئات الآلاف, فلا تضعون أنفسكم صُنَّاعا للثورة سواسية بصنّاعها الحقيقيين.
و نخلص, انه ما مِنْ فئة كانت عسكرية او مدنية حزبية يحق لها الانفراد بالقول و الفصل في حُكْم البلاد, فالعدالة تستوجب ان يكون الناس سواسية في آرائهم و حقوقهم, كما انَّ المدنية تستوجب الحكمة مِن العسكر قبل المدنيين و إدراك انَّ أي تفكير في عسكرة البلاد سوف يضر بالبلاد و العباد.