الوسطية: أن تكون في مكان وسط بين عبد الله ماهر و مهران ماهر !! بقلم محمد سمنّور

03:37 PM November, 20 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

مهران ماهر هو نموذج للفكر السلفي الذي يدعو الي شن الحرب علي الدول
الكافرة كما يزعمون
ويصرون علي قتل المرتد ورجم الزاني المحصن،
مع ان هناك اراء فقهية اخري، لكنه الفكر المتشدد،
ويقولون بمعاداة كل الدول غير المسلمة طبقا لعقيدة الولاء والبراء،
فلا يؤمنون بالعلاقات الدولية مع الدول الاخري،
ولا بالتعايش بين الاديان والشعوب،
وهؤلاء كل خُطبهم عن الغزو،
وعن النساء وعدم مساواتهن بالرجال وبانهن يفترض ان يقرن في بيوتهن،
وعن ضرورة استرجاع كامل الاراضي الفلسطينية بالقوة،
وعن تطبيق ما يسمونه الحاكمية لله والا تكفير المجتمع.

اما عبد الله ماهر فهو ينكر حجية السنة،
ويعتبرها هي و العدم سواء،
وهذا غير معقول لان التراث النبوي في الاسلام شئ مختلف،
نعم هناك الألاف من الاحاديث الموضوعة،
وهناك احاديث في الكتب الصحاح سليمة السند ولكن متنها فيه اعتلال،
وبها احاديث تناقض العقل وفيها نظر،
ولكن هناك احاديث جاءتنا بتواتر يكاد يكون مشابها لتواتر القرآن،
وهي سليمة المتن ولها نصوص اخري تؤيدها،
ولذلك لا يمكن نقضها والطعن فيها باي حال من الاحوال.

والغريب ان الشيخ عبد الله يستدل ببعض الاحاديث في كثير من الاحيان!
بل احيانا يستدل من كتب التاريخ كما في استدلاله علي عدم تزوج النبي
بعائشة وهي بنت ست!
وفي مقاله الاخير (اهل السنة مشركين)!! يقول:
"ويستند الكثير من الجهلاء والمغابين والذين لا يعلمون أسباب النزول
ويتنطعون فى الهوى الفاضى بحجية السنة.."
فمن اين عرفت اسباب النزول؟
هل جاء مع القرآن مرفق يحمل اسم (اسباب النزول)؟
فاسباب النزول جاءتنا عبر احاديث متواترة عن النبي (ص) وصحابته،
نعم نحن معه في عدم قبولنا بالمذهبية،
والمذهبية اساسا جاءت من التباين في الفهم بزعم التناقض بين الكتاب والسنة،
وبسبب الاكتفاء بفهم سقيم للقرآن بعيدا عن الحديث النبوي،
هناك ايات كثيرة لا يفهم المعني منها بدون الاحاديث،
هو يقول بان العقيدة الصحيحة هي عقيدة "الكتاب والحكمة" وليس الكتاب والسنة!
و "الكتاب والحكمة" جاء بها من القرآن بفهم خاص من عنده،
وهو قد اخذ المصطلح من قوله تعالي:
(إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
الحوثيون اخذوا اسمهم من القران فسموا انفسهم "انصار الله"!
وكذلك كتيبة حسن نصر الله "حزب الله"!
فهل لمجرد الاسم يكونون علي حق؟

ونحن ندعي كذلك ان الصحيح هو الوسطية:
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )
وهناك احاديث تدل علي ضرورة التوسط والبعد عن التزمت والتطرف
وعلي الناس ان يبحثوا عن الحق،
وان يتبعوه متي ما تبين لهم.