حكى لي أبي بقلم علي أبوزيد

02:58 PM November, 20 2020

سودانيز اون لاين
علي ابوزيد-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

أنّ رجلاً كان يمشي في الشارع ...يسُب ويلعن اليوم الذي خُلق فيه ...يسأل نفسه بصوتٍ عالي:( دي حالة دي؟ الواحد يعمل شنو مع الفلس دا؟) ، ويرد على نفسه بصوتٍ جهور:(دي حالة مائلة.. دي ما عيشة دي ... دي ما حياة...دا قرف ...دي حياة مقرفة) وبينما هو على هذه الحالة مع نفسه يسألها و يجبيب عنها... شاهد بائع ترمس يرتدي عراقي ابيض نظيف ناصع البياض، يكاد يجهره بياضه تحت ضوء شمس الظهيرة المائل، يحمل البائع بيديه جردلين......ينادي : (تُرمس كَبكَابي ...تُرمس كَبكَابيييييييي...ترمُس كَبكَب.......تُرموووووس كِبكِابييييييييييي ) يرنمّها ترنيماً جميلاً .
تحسّس الرجل بطنه ثم عقله ثم جيبه، وجد فيهم شلناً واحداً فقط، اخرجه من جيبه وطلب من صاحب الترمس كيس ترمس، اشتراه بكل ما يملك من مال ...بكل ماله ، وجلس على كومةِ رملٍ تحت ظل حائط منزل ....قطع الكيس، واستمر في سبه وسخطه يسأل نفسه بصوتٍ عالي :( دي حالة دي؟ الواحد يعمل شنو مع الفلس دا؟ بالله الواحد يأكل ترمس؟ دا أكل دا؟) ، ويرد على نفسه أيضاً بصوتٍ عالي:(دي حالة مائلة.. دي ما عيشة دي ... دي ما حياة...دا قرف ...دي حياة مقرفة)....يأكل حبّة الترمس ويلقي بقشرتها من ورائه ... يواصل سخطه واستيائه ...يأكل حبّة الترمس ويلقي بقشرتها من خلفه ويسب الحياة ويلعنها.... يأكل حبة الترمس ويسفّه الترمس ويقلّل من شأنه..... بينما هو في حنقه على الحياة سمع حركةً خفيفةً من خلفه .....حفيفاً على الرمل ...التفت فوجد رجلاً من خلفه يلتقط قشر الترمس ويأكله.
علي أبوزيد
12/11/2020
*الكبكابي : هو حب الحمص .