صورة مُفرحة وسط الركام.. بقلم:خليل محمد سليمان

صورة مُفرحة وسط الركام.. بقلم:خليل محمد سليمان


11-19-2020, 01:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1605790752&rn=1


Post: #1
Title: صورة مُفرحة وسط الركام.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 11-19-2020, 01:59 PM
Parent: #0

12:59 PM November, 19 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





الثابت الذي لا جدال حوله ان هناك منهج وضع بعناية لتفتيت هذا البلد، و النيل منه، و كانت البداية بالقوات المسلحة، هذا العملاق الذي ظل عصياً رغم الثلاثين العِجاف.

قبل ان يبدأ نظام اللص الراقص حروبه العبثية، و جرائمه في اطراف البلاد، بدأ بتصفية مؤسسة الجيش، و تدجينها لتكون اداة طيعة للسيطرة، و فرض النفوذ، و الترويج للإرهاب، و الهوس.

بدأت مجازر الصالح العام، و الإعتقالات، داخل القوات المسلحة إبتداءً منذ اول يوم للنظام الهالك، ثم إعدام شهداء رمضان، و اصبح هناك ادب متعارف عليه، وهو كشف الصالح العام، الذي يسطره الكاهن كرتي، و يخط حروفه اللص الفشاشوية، و يراجعه الماجن عوض الجاز، و يوقعه الهمبول صاحب المؤخرة الراقصة مجرم الحرب المسجون بأمر الشعب في كوبر.

دخلت برج معاشات القوات المسلحة لمتابعة إجراءات روتينية تخص معاشي المتوقف منذ سنوات، و في البال الصورة القاتمة للمشهد العام في البلاد.

للأمانة وجدت الإنضباط يملأ المكان، و الكل يعرف عمله، اكملت الإجراءات المستهدفة في دقائق معدودة دون الحاجة الي وسيط او معرفة، و الجميع يُعامل بذات المعايير إن كانو ضباط او صف، و جنود.

المساعد محجوب المسؤول عن شئون الضباط في البرج يمثل حكاية اخرى تروى عظمة، و شموخ الجيش السوداني العظيم.

وقفت في طابور من الإخوة و الآباء القادة، و الضباط المعاشيين امام المساعد محجوب، و كأنه يعزف علي آلة موسيقية تنثر الالحان طربا، و غنى وسط كم هائل من الهموم، و المآسي.

قمة في الإحترافية، و الإنضباط الممزوج بالحب، و الإحترام، برغم تقدمه في السن يملأ المكان نشاط، و حيوية انستني الصورة البائسة التي في البال.

اتمنى ان يُكرم المساعد محجوب، لأنه اهلاً لذلك، و يُدير اكبر واهم مكتب في البرج.

اعتقد تكريمه برتبة ضابط و هو في آخر ايام خدمته واجب علي القوات المسلحة، و قادتها، و حق اصيل لأمثال هؤلاء الذين لم ولن تغيّر السنين العجاف معادنهم، و ثوابتهم.

المساعد محجوب امثاله كثر في الجيش السوداني العظيم، كونوا بخير، فأنتم الخير، و البركة في ما ورثنا من جيش عظيم.

كسرة.. برهان انصف المفصولين تعسفياً من ضباط، و ضباط صف، و جنود الجيش السوداني العظيم، و خُذ العِبرة ممن اصبح " الطشت" سلاحهم، و العراريق، و السراويل المهترئة زيّهم، و تحت ارجلهم المجاري، و القاذورات بعد ثلاثين من العنجهية، و الإفتراء!!!!