ستبنونه بالجهل والوعود أم ماذا!! بقلم:كمال الهِدي

ستبنونه بالجهل والوعود أم ماذا!! بقلم:كمال الهِدي


11-18-2020, 04:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1605714662&rn=0


Post: #1
Title: ستبنونه بالجهل والوعود أم ماذا!! بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 11-18-2020, 04:51 PM

03:51 PM November, 18 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات



. لعلكم تذكرون جميعاً وعد رئيس الوزراء القاطع في خطاباته وتصريحاته الأولى.

. فمن أهم ما قاله الدكتور حمدوك آنذاك هو "معاً سنعبر" ، و" سنوفر لشباب الثورة فرصاً للعمل من أجل بناء الوطن".

. وتذكرون أيضاً عبارات " نحن شركاء في هذه الثورة" التي ظل يرددها البرهان، حميدتي، الكباشي والعطا.

. وسؤالي: هل ستبنون هذا السودان بالجهل والوعود والخداع؟!

. فأكثر ما تتعاملون معه بإهمال ولا مبالاة تامة هو التعليم.

. ومعلوم أن جميع القادة والزعماء الحقيقيين والمخلصين لأوطانهم دشنوا عهودهم التي أعقبت حروباً أهلية أو مشاكل معيقة بتركيز ملفت على التعليم بإعتباره حجر زاوية أي بناء حقيقي.

. وقد فعل أولئك القادة ذلك لأنهم أرادوا لبلدانهم وشعوبهم الخير.

. ولا خير بدون تعليم وتأهيل وتدريب.

. أما هنا في سوداننا المكلوم فقد صرفت الحكومة على أي شيء، و(كملت) الفارغة تماماً، ولم يعز عليها الانفاق إلا على التعليم.

. فلا مانع عندهم (عسكريين ومدنيين) من شراء العربات الفارهة.

. وليس هناك مشكلة في إرسال مختلف الوفود لأبعد بلدان العالم.

. ولم يترددوا في الصرف البذخي على الاحتفالات.

. لكن انفاق مليم أحمر على التعليم يبدو مثل الخط الأحمر بالنسبة ل (دكاترة وخبراء) الحكومة.

. شخصياً لست مستغرباً والله.

. والحقيقة أنني توقعت ما هو أكثر من ذلك.

. فعندما يتماهى دكاترة وخبراء مع قتلة الشعب لا يمكنك أن تتوقع منهم دعماً للتعليم والتأهيل.

. فيما مضى كنا نتحسر على تعليمنا الذي أهمله الترابي وعلى عثمان ونافع وبقية المجرمين الذين تلقوا تعليماً مجانياً حتى جامعة الخرطوم، هذا الصرح العظيم الذي عملوا على تدميره منذ أيامهم الأولى.

. واليوم يؤدي حمدوك وهبة وصغيرون وفدوى دوراً شبيهاً.

اختلفت الأسماء لكن ظل الهدف واحداً.

. فالواضح أن هذه الحكومة غير معنية بشباب الثورة ولا بكافة أجيال المستقبل من الصغار.

. بل على العكس أراها ساعية لإلهائهم بمهام ليست مهامهم.

. كما إنها حريصة مثل حكومة (الساقط) البشير تماماً لشغل الناس بالفارغة والمقدودة.

. ولا مكان إطلاقاً للشعار " ثورة الوعي" الذي أطلقه السودانيون منذ ديسمبر 2018 في أدبيات أو أهداف هذه الحكومة.

. وإلا فلماذا (طنشت) قوى الثورة أهم الهياكل " المجلس التشريعي" الذي كان من المفترض أن تتشكل غالبيته من الشباب الذين قادوا هذه الثورة وضحوا بالغالي والنفيس من أجلها!!

. لِم أصرت الحكومة دائماً على اهمال العملية التعليمية.

. فتلاميذنا وطلابنا في اجازة منذ نحو تسعة أشهر، وحتى الآن لا يلوح في الأفق أي أمل لعودة سريعة لمدارسهم.

. بدأ مسئولو الحكومة بالصراخ من تكاليف طباعة الكتاب المدرسي، فتدافع السودانيون من كل حدب وصوب لتقديم العون المادي.

. تولت "سيدسو" العطا ملف بناء وترميم الكثير من المدارس وكأنها الوريث الشرعي لحكومة السودان.

. واستنفرت المنظمة وغيرها من المبادرات السودانيين بالداخل والخارج فساهموا بما يستطيعون في طباعة الكتاب المدرسي.

. وجأر وزير التربية والتعليم وبعض مسئولي وزارته بالشكوى من اهمال حكومتهم وعدم تحمسها لتوفير المعينات التي تمكنهم من تحديد موعد لبدء العام الدراسي.

. وفي مقابل كل هذه الجهود والشكاوى وتذمر التلاميذ وأهلهم نلاحظ بروداً عجيباً من حمدوك ووزيرة ماليته التي وعدت بأن يضاهي تعليمنا مدارس بريطانيا.

. لكن كيف، فهذا سؤال لا تجد نفسها معنية به.

. ف (الخبيرة) هبة يكفيها فقط اطلاق الوعود الكذوبة، مثل رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة تماماً.

. أما نحن فما علينا سوى أن (ننتظر ونتأمل خيراً) ونردد عبارة (الثورة محروسة).

. نحن أمام نصف ثورة بما تحمل العبارة من معنى.

. وقد فعل القائمون على أمر البلاد كل ما بوسعهم من أجل أن نستمر في العيش تحت كنف نصف الثورة هذا.

. وليس هناك ثورة يمكن ان تكتمل بدون تعليم وتأهيل وتدريب جيد.

. والحاصل هو العكس من ذلك.

. فالمدارس مغلقة..

. ولجان المقاومة تواجه حرباً شعواء من أطراف عديدة بغرض شقها..

. وفي الجانب الآخر يملأ قادة المسارات المختلف حولها الدنيا ضحيجاً..

. ومطربو الغفلة ما زالوا يمارسون سخفهم..

. وأجهزة ووسائل إعلامنا مستمرة في افساح المجال واسعاً لأقذر الإعلاميين الذين ساهموا بأقلامهم وأصواتهم المبحوحة في القتل والجهل والفساد والسرقات طوال العقود الماضية..

. والكورة يُنفق عليها بسخاء تفتقده كافة القطاعات الحيوية.

. يلا ورونا الثورة دي حا تستمر كيف!!