Post: #1
Title: جيش الهنا.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 11-15-2020, 05:23 AM
04:23 AM November, 14 2020 سودانيز اون لاين خليل محمد سليمان-مصر مكتبتى رابط مختصر
بالامس شاركنا علي نطاق واسع تصريحات رئيس اركان الجيش الامريكي بين الدهشة، و الإعجاب، و ذلك لأن هذا الامر بالنسبة لنا بالضرورة هو شاذ حسب تركيبتنا التي شكلتها الشموليات، و الدكتاتوريات.
رئيس الاركان الامريكي و كل جيشه تربى علي قيّم الطبيعي فيها ما قاله، لذلك لا احد في الولايات المتحدة إحتفى بما قاله الجنرال، لأن هذا واجبه الذي اقسم عليه، و لا يمكن لاي جندي في الجيش الامريكي ان يؤمن بغير ما صرح به.
ذكرنا في مقال سابق كيف تُستغل العاطفة في قيادة الشعوب بالجهل، و التخلف، و منها العاطفة الوطنية التي هي بالاساس لا تحتاج الي ضجة، او طبول، فهي حالة تولد بالفطرة مع الإنسان تعززها دولة المواطنة المبنية علي اساس الحقوق، و الواجبات.
حتي الاشعار، و الاغاني، و الهتافات في بلادنا لا تأتي مصادفة، بل توضع في قوالب لتكون معيار للولاء الذي هو بالضرورة احد محددات و معايير الوطنية.
والاسوأ في إثارة العواطف الوطنية هو لإبعاد شبهة التقصير، و الفساد، او الخطأ، و الهروب من المسؤولية، و المحاسبة، و تجدنا نتغنى، و نرقص في لحظات الهزيمة، و الفشل، و الإنكسار.
الجيوش المحترمة لا تبني نفسها كما نعتقد..
لا يمكن ان نصحى في ذات صباح لنجد جيشاً محترماً بنى نفسه.
الجيوش المحترمة تبنيها مؤسسات مدنية محترمة و هذا ما نفتقده، حيث لدينا مؤسسات مدنية شمولية غارقة في الأيديولوجيا، و الطائفية، و القبليات، و الجهوية، و التخلف الذي لا يمت للسياسة في العصر الذي نعيشه بصلة.
الشعوب المحترمة لا تتغنى لجيوشها، و لا تعتبر مظاهر الإحتفاء بالوطنية هو معيار لترسيخها، او محدد من ادواتها.
الوطنية هي حقوق، و واجبات، و صدق في التعامل، و حب للخير، و الامانة في القول، و العمل، و ترسيخ دولة المؤسسات.
علي الشعب الامريكي ان يتغنى و يقول " يا جيشنا يا جيش الهنا"
اما نحن فعلينا ان نصمت، و ان نتوارى خجلاً لطالما نحتفي، و نتغنى، و نهتف لمليشيات قبلية دينها المال، و الإرتزاق، و عقيدتها القتل، و منهجها الجهل، و التخلف.
حسبي الله، و نعم الوكيل.
|
|