دولة الإعتصام الفاضلة.. بقلم:خليل محمد سليمان

دولة الإعتصام الفاضلة.. بقلم:خليل محمد سليمان


11-14-2020, 03:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1605363784&rn=0


Post: #1
Title: دولة الإعتصام الفاضلة.. بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 11-14-2020, 03:23 PM

02:23 PM November, 14 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





السبت 14 نوفمبر من الايام المميزة علي المستوى الشخصي حيث انه علامة للفرح، و رمز للوفاء منذ بزوغ فجره.

اشرقت شمس هذا الصباح وكلي ثقة، و فرح، و حبور، تكاد تلامس هامتي عنان السماء.

سرعان ما إنقلب الامر إلي النقيض حيث دخلت في نوبة من البكاء لدرجة النحيب، لم يسبق ان بكيت بهذا المستوى المخيف عندما شاهدت فيديو يوثق لآخر لحظات قبل جريمة فض الإعتصام، و كان هتاف الشباب الذين بالتأكيد بينهم شهداء، و مفقودين.. "يا انت يا وطنك جهز عديل كفنك" و عربات الموت، و الدم تجوب المكان، ارسله لي اخي ابراهيم قاهر سامحه الله، للأمانة اصبحت لا اقوى علي مشاهدة ايّ مادة توثق للإعتصام.

احسست بأني احتاج إلي دعم نفسي، و سأفعل ذلك في اقرب وقت.

للأسف عشت كل تفاصيل الثورة، و الإعتصام خارج حدود الوطن، نعم إنهمرت الدموع لحظة سقوط الطاغية فرحاً، و لسان الحال ها نحن قاب قوسين او ادنى من الحرية، و السلام، و العدالة، و الدولة التي نحلم.

بالامس مررت امام القيادة عدة مرات فكأني ارى ذات المشهد الذي ملأ الاسافير، و عشت للحظات و كأني اسافر إلي الماضي في حالة إنفصام تام.

زاد الطين بِلة الفيديو المذكور فأيقنت اني لست بخير.

ماذا عن الذين واجهوا رصاص الغدر، و الخيانة بصدور عارية، و عاشوا هذا المشهد لحظة بلحظة؟

هل هم بخير؟

هل يحتاجون الي دعم نفسي ام نهلوا من معين دولة القيادة الفاضلة فكفتهم؟

ايقنت اننا فرطنا في اعظم إنجاز في تاريخنا علي الإطلاق عندما عجزنا ان نستغل النجاح لنمكن للنصر، و نجعله واقعاً ممكناً، لا يقبل القسمة إلا علي الحرية، و السلام، و العدالة.

تحدثت مع العشرات ممن عاشوا تلك اللحظات، فكان الإجماع ان شيئ تنزل علي ارض السودان، و كأن الجميع في رحاب وعد النعيم حيث لا اذن سمعت، ولا عين رأت.

طُرح الغبن، فكان التسامح، علت الإبتسامات الناصعات الصادقات، فكان السلام، زادت الثقة فكانت ميزان للعدالة منتصباً تتدلى كفتيه ليستظل الجميع.

اخبروني يا من حضرتم هذا المشهد المُبهج، و المهيب.. هل انتم بخير؟