ذهــاب لا يحزن وعودة لا تفــــرح !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

ذهــاب لا يحزن وعودة لا تفــــرح !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


11-14-2020, 06:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1605333243&rn=0


Post: #1
Title: ذهــاب لا يحزن وعودة لا تفــــرح !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-14-2020, 06:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

ذهــاب لا يحزن وعودة لا تفــــرح !!

كانوا هنا بيننا ذات يوم مثلهم ومثل الآخرين ،، وتواجدهم في الماضي ما كان يفرح أو يحزن .. ثم غادروا وهجروا البلاد ذات يوم لحاجة في نفوسهم ،، واليوم يعودون مرة أخرى للبلاد وأيضاً لحاجة في نفوسهم .. والشعب يقول لهؤلاء العائدين ( مرحباً ) رغم أن تلك المرارة مازالت تراوغ في النفوس .. حيث أن ذكريات الماضي قاسية ولا تقبل ذلك التناسي .. وهو ذلك الماضي الذي قد أحدث الكثير من الجروح في النفوس .. وعليه فإن تلك العودة لا تفرح الألباب بذلك القدر ،، وفي نفس الوقت فهي لا تحزن القلوب بذلك القدر ،، ذهاب وعودة لا تقدم ولا تؤخر في الحيثيات .. كحال الشمس لا يعطلها الذهاب والإياب عن الشروق والغروب .. ولكن في كل الأحوال فإن تلك الحقائق يجب أن تقال حتى تعرفها تلك الأجيال القادمة في مستقبل الأيام .. وأمر هؤلاء الناس في مسار السودان هو أمر خطير للغاية .. والتاريخ سوف يقول عنهم تلك الحقائق في يوم من الأيام .. وعليه فإن الأمانة تقتضي من تلك الأقلام أن تقول تلك الحقائق مجردة دون أي لون من ألوان الرتوش والمجاملة .

هذه البلاد تجري فيها الكثير والكثير من تلك المهازل منذ استقلال البلاد .. ومن تلك المهازل أن القاتل إجراماً مع سبق الإصرار لا يحاسب في هذه البلاد .. وأن المقتول ظلماً وجوراً لا يجد القصاص في هذه البلاد !! .. فتلك الحسابات مربكة للغاية في دولة لا يحسن أهلها غير تلك المساومات وأنصاف الحلول على حساب ذلك الشعب المغلوب على أمره .. وذلك بجانب تلك الثرثرة الفارغة بالألسن والأقلام .. ومن غرائب الأحوال في هذا البلد أن ذلك المجرم القاتل الذي يحارب ويقاتل لسنوات وسنوات يصبح بطلاً قومياً بين ليلة وضحاها ويستقبل بالهتافات والتصفيق !! .. وأن ذلك المواطن المسكين الذي يعاني ويتحمل تبعات تلك الحروب الأهلية المدمرة لسنوات وسنوات عليه أن يتناسى ذلك الماضي بفرية الإرضاء والمجاملات .. والمضحك في الأمر أن ذلك الشعب السوداني يعامل الكل من منطلق الطيبة وحسن النية .. وفي هذا البلد العجيب دائماً يتواجد بين أفراد الشعب من يودع الراحلين بالدموع ويستقبل القادمين بالهتافات والزغاريد !!.. وهؤلاء الأفراد الذين يمارسون تلك الصورة الهزلية المخزية يمثلون زمرة من البشر البلهاء الذين لا يفقهون ولا يفهمون .. فيا عجباً ويا عجباً من هؤلاء الجهلاء من بعض أفراد الشعب السوداني !! .

تلك الأوجاع والآلام التي تسبب بها هؤلاء لسنوات وسنوات من الذي سوف يعوض الشعب السوداني عنها في يوم من الأيام ؟؟ .. وهنالك في مناطق عديدة بالسودان توجد أعداد كبيرة من النازحين الذين فقدوا الأحباء وفقدوا الديار والأطيان والديار بأسباب تلك الحروب الأهلية .. وحالياً تتواجد آلاف وآلاف الأسر السودانية التي تسكن في خيام اللاجئين .. وهي أسر تكابد الويلات والأوجاع .. فأين تلك العدالة التي تنصف هؤلاء الغلابة من أفراد الشعب السوداني ؟؟ .. كيف يفرح الشعب السوداني ويستقبل هؤلاء العائدين بالفرحة وتلك المعسكرات مازالت مليئة وتعج باللاجئين من الأطفال والأرامل والنساء ؟؟ .. فتلك فرحة في حقيقتها زائفة وكاذبة بكل القياسات .. أنصفوا قبل كل شيء تلك العائلات المظلومة التي عاشت ومازالت تعيش في أتون تلك الحروب الأهلية في مناطق عديدة بأرجاء السودان قبل كل شيء ،، ثم استقبلوا بعد ذلك هؤلاء العائدين بالفرحة !!.. والشعب السوداني يعرف جيداً أن هنالك العديد والعديد من تلك القرى والديار السودانية قد أحرقت وأبيدت عن الوجود بأسباب تلك الحروب الأهلية ،، فأين تلك الجهات التي تحصي وتدرس أحوال الناس في تلك القرى المنكوبة .. فهل ينسى الشعب السوداني كل تلك الويلات ليستقبل هؤلاء العائدين بالهتافات والتصفيق ؟؟ .