ما عارفين الصليح من العدو!! بقلم:كمال الهِدي

ما عارفين الصليح من العدو!! بقلم:كمال الهِدي


11-12-2020, 05:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1605156016&rn=0


Post: #1
Title: ما عارفين الصليح من العدو!! بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 11-12-2020, 05:40 AM

04:40 AM November, 11 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات
الدواء يتلف في الحاويات، وقد رأينا بأم العين في الفيديو المرفق عدداً منها، مع تأكيد عدد من سائقيها أن العدد يتراوح ما بين ستين إلى ثمانين مركبة لا تجد مكاناً للتفريغ.
وكما أكد عدد من سائقيها أن هذه الشاحنات ليست ثلاجات وبالتالي فإن الاحتمال الأغلب هو أن يتلف هذا الدواء قبل أن يصل إلى مخازن الإمدادات الطبية طالما أن الواحد منهم يضطر للانتظار لأكثر من أسبوعين.
سمعنا أحد هؤلاء هؤلاء المظاليم يقول "حا نبطل نجيب دواء"
فيما أضاف آخر بلغ به (القرف) حدوداً لا تُطاق " تاني توبة من الدواء.. حمدوك زاتو لو داير دواء أنا ما بجيب ليهو دواء"، وله ألف حق فيما ذكره.
وتساءل ثالث " نحن ما فهمنا الحاصل إيه بالظبط"!
والإجابة واضحة وسهلة، الحاصل ده تدمير ممنهج يا سادة، فخلونا من شكراً حمدوك ومن جدل (عسكري- مدني) البيزنطي، فهذه الحكومة تعمل بإتساق تام لإفراغ الثورة من مضامينها حتى وإن أدى ذلك لدمار البلد، فالمهم عندهم جميعاً أن يتحقق مراد سادتهم وأن يُحكم السودان كما يريد له الآخرون أن يحكم لا كما يرغب الثوار الذين ضحوا بالأنفس الغالية من أجل غدِ أفضل.
وأرجو أن يكون فيما ذكرته أعلاه إجابة شافية لسائق الشاحنة الذي تساءل" ما تعرف الصليح من العدو"!
وهذا بيت القصيد، فجميعهم (عسكريين ومدنيين) صاروا أعداءً لهذا الشعب الثائر واتفقوا سوياً على ألا يتحقق لهذا الشعب مراده.
أموال لجنة التفكيك لا تجد من يستلمها حسب زعم أعضائها، في وقت تشكو فيها وزيرة المالية من قلة المال..
والمستشفيات خالية من الدواء في الوقت الذي تشاهدون فيه هذه الحاويات المحملة بأطنان منه دون أن تُوفر لها مخازن للتفريغ..
ووكيل وزارة النفط يزعم أن السودان لديه احتياطي نفطي يُقدر بمليارات البراميل، بينما يعاني مواطن هذا البلد المُنهك من صفوف البنزين وارتفاع تعرفة المواصلات..
وتقدم وزيرة المالية وعداً كذوباً بأن تعليمنا سيضاهي خلال سنوات تعليم بريطانيا، بينما يشكو وزير التربية من عدم تعاون وزارتها معهم ورفضها القاطع للمساهمة في توفير الكتاب المدرسي.
أفبعد كل ما تقدم ما زلنا نسأل عن الحاصل!!
لم نبدأ بإنتقاد هذه الحكومة خلال الأسابيع الأولى لتشكيلها رغبة في النقد أو كراهية في زيد أو عبيد من مسئوليها، لكننا فعلنا ذلك لأن ما تابعناه من مؤشرات ما كان يبشر بالخير اطلاقاً.
وحين قسونا على وزير الإعلام ورئيس الوزراء وغيرهما لم يكن ذلك اعتباطاً أو تشاؤماً كما خُيل لبعض الحالمين، إنما فعلنا ذلك حتى لا نبلغ المرحلة التي يعيشها البلد الآن.
كان العشم دائماً في أن نفيق من المُخدر سريعاً وقبل أن تتعقد الأمور.
لكننا للأسف (استكنا) وفرحنا وهللنا لحمدوك وكتيبته المتقاعسة، ولا يزال بعضنا يتوهم أن الأمر مجرد عقبات يضعها العسكر وما من وسيلة لإزالتها سوى بمزيد من الصبر.
الصبر مفتاح الفرج حقيقة، لكن عندما يتبع ذلك عمل جاد وجهود مخلصة.
وعلى المستوى الشخصي لم أر لدكتور حمدوك وغالبية وزراء حكومته جهوداً مخلصة لتحقيق تطلعات الشعب.
بل على العكس وجدتهم دائماً متماهين مع العسكر وراغبين في تنفيذ رغبات الآخرين على حساب هذا الوطن وشعبه.
وقد رأينا كيف تعمدوا تأخير تشكيل المجلس التشريعي تحت دعاوى لا تقنع طفلاً غض الإهاب، حتى يتسنى لهم تكوينه لاحقاً بالصورة المُتفق عليها مع من ظلوا يستغلون خيرات هذا البلد.
ولتحقيق هذه الغاية (غير النبيلة) جاءوا باتفاق جوبا المفخخ وقرروا توزيع مقاعد المجلس المنتظر بطريقة لن تحقق أياً من أحلام من قادوا هذه الثورة، فبماذا يمكن أن نسمي كل هذا!!
من يريد أن يستمر في الأحلام والتخدير ودغدغة العواطف حر في موقفه، لكن ما أنا واثق منه أن الوضع الحالي لن يؤدي إلا لسلسلة من الخيبات والدمار التام.
ولكي نجنب البلد المزيد من الويلات ليس أمام هذا الشعب سوى إكمال وتصحيح ثورته، وإلا فلنترحم على هذا البلد الذي فشلت نخبه دائماً في أن تكون على قدر المسئولية.