هل يكتفي الشعب فقط بالولولة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

هل يكتفي الشعب فقط بالولولة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


11-04-2020, 06:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1604466879&rn=0


Post: #1
Title: هل يكتفي الشعب فقط بالولولة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-04-2020, 06:14 AM

05:14 AM November, 03 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

هل يكتفي الشعب فقط بالولولة ؟؟

الشعب السوداني بالإجماع يتحدث في هذه الأيام بأن الأحوال والأوضاع قد بلغت حداً لا يطاق .. وتلك الحقيقة قد أصحبت في ألسن الجميع .. والخيارات الحالية المتاحة أمام الشعب السوداني لا تتمثل إطلاقاً في تلك المفاضلات والمناكفات بين الأطراف .. ولا تتمثل إطلاقاً في تلك السجالات السياسية الفارغة .. ولا تتمثل إطلاقاً في تبادل اللوم والعتاب بين الأطراف والأطراف .. فالمعضلات السودانية الحالية قد خرجت كلياً عن نطاق التحمل والصبر .. والمسألة بالنسبة للشعب قد أصبحت مسألة موت أو حياة .. حيث أغلقت أمام الشعب السوداني كافة المنافذ التي تمكن الحياة بطريقة طبيعية وسلسلة .. وتلك الظروف والأحوال المعيشية قد بدأت تكتم الأنفاس بذلك القدر الكبير .. والسؤال المحير الذي يردده الناس في هذه الأيام هو : ( كيف للشعب السوداني أن يخرج من تلك الزنقة القاتلة الكاتمة ؟؟؟ ) .. واليأس الشديد قد أصبح سيد الساحات في هذه الأيام .. وتلك الصحيحات تلو الصيحات الموجهة لتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة لأكثر من عامين لم تجدي ولم تفد الشعب السوداني إطلاقاً في لحظة من اللحظات .. وهي تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة التي تسد أذنها اليمنى بالطين والأخرى بالعجين !! ,, ويجري عليها ذلك المثل السوداني : ( جبناها للفزع فأصبحت للوجع !! ) .. حكومة انتقالية مؤقتة لا تتواجد إطلاقاً في حياة الشعب السوداني الذي يكابد الأوجاع والويلات براً وبحراً وجواً .. ورغم ذلك فهي تلك الحكومة التي يتمتع المسئولون فيها بكافة الامتيازات والرواتب والأجور وخلافها على حساب الشعب السوداني المغلوب على أمره !! .

الخيارات المتاحة التي تتراقص أمام الشعب السوداني حالياً للخروج من تلك الأزمة الحادة القاتلة هي خيارات عديدة وخطيرة للغاية .. منها تلك الانتفاضة ( الرابعة ) لإسقاط حكومة السيد عبد الله حمدوك .. والمعضلة الكبرى أمام ذلك الخيار تتمثل في عدم توفر ذلك ( البديل ) المستحيل ,, وهو ذلك البديل المستحيل الذي يمكن الاعتماد عليه لإخراج البلاد من تلك الزنقة القاتلة .. والتجارب منذ استقلال البلاد قد أثبتت أن حصاد تلك الانتفاضات ينتهي بالخيبة والفشل لغياب ذلك ( البديل ) .

ومن تلك الخيارات التي تتراقص أمام الشعب السوداني للخروج من تلك الأزمة الحالية القاتلة اللجوء لهؤلاء العساكر لإحداث حالة من حالات الانقلابات .. وذلك رغم أن الشعب السوداني لا يطيق إطلاقاً تلك الحكومات العسكرية .. فهي تلك الحكومات العسكرية المجربة عشرات المرات .. ولكن يقال : ( المضطر يركب الصعاب !! ) وكذلك يقال : ( المضطر يلجأ للكي بالنار من أجل الشفاء !! ) .. والشعب السوداني مضطر بشدة في هذه الأيام .. فهو يلجأ لهؤلاء العساكر كالمستجير بالنار من الرمضاء .. وفي كل الأحوال فإن تلك الظروف بمعية حكومة العساكر ( رغم كراهية الشعب لحكومات الانقلابات ) سوف تكون أفضل مليون مرة من تلك الأحوال في هذه الأيام الكالحة السوداء بمعية حكومة السيد عبد الله حمدوك .

ومن تلك الخيارات الأخرى التي تتراقص أمام الشعب السوداني للخروج من تلك الأزمة الحالية الخانقة اللجوء إلى حالات الفوضى الشاملة .. حيث التمرد الكلي على تلك الحكومة الاسمية الشكلية في البلاد .. وهي تلك الصورة التي جرت ومازالت تجري في الكثير من الدول الشقيقة .. مثل دولة الصومال واليمن وليبيا وسوريا والعراق ولبنان وغيرها .. حيث أن الشعوب في تلك الدول قد تمردت واستغنت كلياً عن تلك الحكومات الاسمية الفاشلة برا وبحرا وجواً .. وبدأت تمارس نوعاً من الخروج وعدم الرضا والطاعة لتلك الحكومات القائمة في بلادها .. وتلك الحالة في الكثير من تلك الدول قد أوجدت وخلقت تلك الحكومات الشعبية العديدة داخل الدولة الواحدة .. والشعوب العاقلة في أرجاء العالم تخشى من تلك الصورة الفوضوية القاتلة .. وبنفس القدر فإن الشعب السوداني قد تجنب كثيراً حتى لا يدخل في تلك الدائرة المظلمة الفوضوية الكالحة .. ولكن يبدو أن تلك الظروف الحالية القاسية المتفاقمة والمتسارعة بجانب عدم جدوى وفعالية تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة سوف تجبر الشعب السوداني أن يدخل في تلك الدائرة المظلمة القاتلة مرغما ومجبراً في نهاية المطاف !.. ونسأل المولى عز وجل أن يحفظ السودان والشعب السوداني من الوقوع في تلك الحالة الفوضوية .. ولو كان هؤلاء المسئولين في تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة يحسون ويشعرون بوخز الضمائر لسلموا تلك الحكومة لجهات بديلة تملك تلك المقدرات في إنقاذ البلاد .