رفع العقوبات الامريكية والتطبيع..مابيع العصا والجزرة بقلم:سهيل احمد الارباب

رفع العقوبات الامريكية والتطبيع..مابيع العصا والجزرة بقلم:سهيل احمد الارباب


10-24-2020, 05:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603556459&rn=0


Post: #1
Title: رفع العقوبات الامريكية والتطبيع..مابيع العصا والجزرة بقلم:سهيل احمد الارباب
Author: سهيل احمد الارباب
Date: 10-24-2020, 05:20 PM

05:20 PM October, 24 2020

سودانيز اون لاين
سهيل احمد الارباب-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






انا امام مشاعر متضاربة عندما اتذكر نظام الفصل العنصرى بجنوب افريقيا ونضال الابطال الافارقة ودعمنا التاريخى لهم حتى تكللت مسيرتهم بالانتصار المبين ودك دولة الظلم والتعسف والابارتايد وفنائها الى الابد فى نهاية مسيرة نضال وتضحيات شعب وقيادة ومؤيدين حول العالم فازهو بنفسى ومواقفى المؤيدة لتك المسيرة الخالدة والعظيمة بالتاريخ.
...ومابين قبطتى بالامس لقرار ترامب برفع السودان من قائمة الدول الراعية الارهاب وماتعنيه من تبعات ايجابية وفتح الصناديق الدولية للتسليف وتوفير الموارد لرفع صخرة الفقر المقع والفاقة عن صدر الشعب الصابر الصامد عقود طويلة وهى تكاد تسحق عظامه وتعتصر رئتيه من اخر نفحة اكسجين ،ومابين مايتضمنه هذا الرفع من التزامات وشروط بالتسوية مع دولة اسرائيل العدوة لقيم الانسانية فى العدالة وحقوق الانسان ودولة المواطنة والقتل والترويع وفى خاطرى صورة محمد الدرة يلوذ بحماء والده وماهو بحاميه من رصاصات الموت والظلم تخترق جسده الغض وطفولته البريئة منتزعة حقه فى الحباة وتحقيق احلامه بالمستقبل واحلامه اسرته واهله وبنى جلدته.
هذه الحياة قاسية وسبب قسوتها الحاجة و الفقر المدقع وضغوطهما عندما تصل درجة الفناء ومابين الابقاء على مانؤمن به من قيم واخلاق نبيله هى ماتجعل لحياتنا معنى وقيمة.
وهو ما قد انتهكناه بفرحنا بالامس وتائيدنا للتطبيع مع دولة اسرائيل الظالمه ودفاعنا عن ذلك بمختلف السبل مودعين عهودا من المقاومة والرضاء عن الذات باتساق المواقف والمبادى والقيم الانسانية دواخلنا فى رفض القهر والعهر ودولته.
انا لا اجد نفسي تلوم حمدوك او البرهان لموقفهم المسؤل من قرار يتخذوه بناء لموقف المسؤلية امام شعب وحقوقه فى الحياة وصراع البقاء والتزام شروطه للعبور فالمتاح لهم للصمود عدمى ولامناورة لهم متاحة كذلك.
واجد نفسي مؤيدا لقرار وموقف قياداتنا فى الحكومة ادراكا للضغوط التى يرزحون تحتها والخيارات المتاحة بايديهم...
ولا الوم نفسي فى مساندتهم القرار ولكنى الوم الزمان الذى جعل هذا الامر ممكنا ويعصف بقلبى الاسي والاسف العميق.
القضية الفلسطينة تاريخ فكرى وثقافى بحياتنا ونشانا عليها معانى نضال ومقاومة منذ طفولتنا وهوى وهوس بشبابنا واتقاد ارواحنا ثورة وابا وانشغالا بقضايا الانسان والانسانية وقضايا الفقر والجوع والعنصرية والتزامنا الفكرة والمبدئى تجاهها بالفكر الاشتراكى ، وهوسنا بقياداتها وكتابها من شعراء ورواة ومثقفين واليوم يمر امام خيالى كل ذلك التاريخ المجيد من قضايا الفكر والاشتراكية والتزام قضايا الانسان والسلام العالمى..فمن منا لم يقراء ويعجب بسميح القاسم ومحمود درويش وناجى العلى ومن منا لم يعجب بحسن سلامة وابطال فلسطين من الفدائين والشهداء والقيادات التاريخية لحركة فتح والجبهة الدينقراطية والحركة الشعبية.
اليوم احس بدنو الاجل واحس ان الواقع فرض ارادته المرة والخائنة للعدالة والتاريخ والنبل والانسانية،اليوم اؤمن ان الفقر لا ارادة له وان الحاجة تفرض من التنازلات ماهو عظيم وخالد كان.