السودان في قلب النفق المظلم بقلم:علاء الدين محمد ابكر.

السودان في قلب النفق المظلم بقلم:علاء الدين محمد ابكر.


10-22-2020, 05:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1603342303&rn=0


Post: #1
Title: السودان في قلب النفق المظلم بقلم:علاء الدين محمد ابكر.
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 10-22-2020, 05:51 AM

05:51 AM October, 21 2020

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس
[email protected]


افرز موكب الحادي عشر من اكتوبر ظهور تيارات متباينة خلاف جماعة انصار الحرية والتغير( قحت) وجماعة انصار الحركة الاسلامية (الكيزان) وقد ظهر هناك طرف ثالث في المشهد السياسي وبقوة و هم فئة الفقراء( المهمشين ) والذين وقع عليهم الضرر من خلال تجرية الفريقين في الحكم فالثلاثين عام الماضية كانت وبال عليهم من جانب قبل حكومة الكيزان فخرجوا ضدهم في ثورة شعبية مطالبين بحقوقهم المشروعة في العيش الكريم لتظهر( قحت) علي مسرح الاحداث وتتزعم الثورة وتاتي برئيس وزراء كان الجميع يضع عليه الامال العراض لتصحيح اخطاء الماضي وان يعمل من اجل انتشال البلاد من الفقر وليكون المواطن السوداني محور اهتمامه الاول ولكن بكل اسف اهتم السيد رئيس الوزراء بقضايا وملفات اخري وذلك حسب وجهة نظره و ربما كان يعتقد بانها الاهم للسودان ولكنه تجاهل هموم الشعب خرج في الاساس لاجل لقمة العيش
بدون شك نقدر جهده في اهمية التوصل الى سلام ينهي سنوات من الاحتراب بين ابناء الوطن وكذلك السعي الي تحسين صورة بلادنا علي المستوي الدولي وخاصة مسالة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ولكن الرجل وقع في مازق كبير في معالجة ملف ازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حيث رفض عرض التطبيع مع اسرائيل مقابل حل قضايا السودان ومنها ازالة اسمه من قائمة الدول الارهابية ربما كان حمدوك تحت ضغط من احزاب سياسية اكل عليها الدهر وشرب لاتزال تؤمن بنظرية المؤامرة وان قضية فلسطين هي قضية السودان الاولي وغيرها من الافكار التي كفر بها حتي اصحابها الحقيقين

وقد كان عرض الادارة الامريكية للسودان حول التطبيع مع إسرائيل فرصة لا تعوض خاصة انه يشمل ازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بدون ان ندفع دولار واحد اضافة الي رفد الخزانة السودانية بمبالغ مالية كبيرة وامداد السودان بالوقود والقمح هذا كان عرض الوفد السوداني الذي تباحث مع الوفد الامريكية في ابوظبي في الشهر الماضي ولكن السيد حمدوك وتحت ضغوطات الاحزاب الرجعية اصر علي فصل ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب عن ملف التطبيع وتكفل بدفع مبلغ وصل الي 335 مليون دولار هنا مربط الفرس واتضح ان قضية فلسطين اهم لحمدوك من معاناة شعبنا السوداني الذي عندما كان يقتل علي يد النظام المقبور في دار فور وجبال النوبة وبورتسودان وكجبار والخرطوم لم تخرج جماهير غزة او جنين. لتضامن مع شعبنا بل لم يحدث ذلك حتي في ايام ما بعد حادثة فض الاعتصام الذي شاهده كل العالم.
اذا السودان في نفق مظلم والفقر والبطالة والجوع من اهم اسباب عوامل تفشي الجريمة والاحتراب ويكفي ما يحدث في صفوف الخبز حيث وصل الامر الي سقوط اعداد من القتلي في صفوف شراء الخبز فهل تلك المعاناة تحدث في غزة ولا في رام الله ؟

كان ينبغي علي السيد حمدوك ان لا يسرح بعيد في عالم الاحلام الوردية والاعتقاد بان دفع هذا المبلغ سوف يشجع الشركات العالمية علي التدفق نحو بلادنا لتعمل علي تعمير السودان بالطبع لن يحدث ذلك في القريب العاجل واذا حدث فلن يحصد ثماره الا الاجيال القادمة وهذا اجرام في حق ارواح لا تزال تنبض بالحياة وان التفكير في الاجيال القادمة يجب ان لايكون علي حساب الاحياء فلاتزال هناك نفوس تطمح في العيش الكريم وتكوين اسر والتمتع بالحياة
ان من مهام كل حاكم ان يعمل علي عدة محاور (1) محور الواقع
(2) ومحور المستقبل ولكن ان يتم تجاهل فئة المساكين والفقراء باعتبارهم من سقط المتاع فهذا ليس عدل
السيد حمدوك قد قام برفع رواتب موظفي الدولة وذلك ما انعكس على ارتفاع اسعار المواد الغذائية ورفع الدعم عن الوقود
و ارتفاع اسعار المواصلات العامة لانعرف ماذا يريد السيد حمدوك ان يفعل بفئة الفقراء هل يريد منهم الاقدام علي الهجرة وترك البلاد ؟
وحتي هذا الخيار يصعب عليهم فالسفر يحتاج الي اموال اذا لا مفر امام هولاء المساكين الا الموت صبرا بالجوع اوبالمرض او بالانتحار لتخليص ارواحهم من وطن ضاق بهم وبخل عليهم بخيراته التي لا تتوفر في بقية الدول الاخري
سوف تكون البلاد عرضة الي الاختراق والتسلل في حال انفلات الامر خاصة فئة الارهابين المتطرفين الذين لن يجدوا افضل من وضع السودان الغير مستقر لبث الافكار الضلالية المنحرفة والتهديد للاستقرار قد ياتي من فئة العنصرين الجدد عشاق اشعال الفتن القبلية التي باتت مشهد اعتياديا في اندلاعها في ارجاء الوطن باسباب واهية ويسقط، علي اثرها ارواح الابرياء الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل

اذا السودان الان في النفق المظلم يسير بغير هدي او دليل بعد ان ضل طريق الثورة التي لو كانت وجدت قياد. صادقة لتغير حال السودان الي الافضل