حين وقف حمار أمريكا في عقبة الكونفدرالية: مؤتمر فيلادلفيا الدستور بقلم:عبد الله علي إبراهيم

حين وقف حمار أمريكا في عقبة الكونفدرالية: مؤتمر فيلادلفيا الدستور بقلم:عبد الله علي إبراهيم


10-17-2020, 05:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1602908004&rn=0


Post: #1
Title: حين وقف حمار أمريكا في عقبة الكونفدرالية: مؤتمر فيلادلفيا الدستور بقلم:عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 10-17-2020, 05:13 AM

05:13 AM October, 16 2020

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




اصطرع بعد تحرر الولايات المتحدة من الاستعمار تصوران دستوريان لبنية الدولة: هل هي فدرالية بمركز مدجج بالسلطان أم كونفدرالية بمركز يتكفف الولايات التي تدفع حتى مرتب ممثليها في كونغرس الاتحاد. وحرنت أمريكا في عقبة ما بعد الاستقلال. وانحل الاتحاد من فرط هزاله لكي يعيد التفكير في نفسه في مؤتمر فيلادلفيا في ١٧٨٧ الذي كان من ورائه جيمس ماديسون بطاقته الفدرالية الاستثنائية.



كان ماديسون أعد للمؤتمر عدته. فرتب نفسه ليهاجم فكرة قيام أمريكا على الكونفدرالية كتحالف أو اتحاد. ودرس التاريخ قديمه وحديثه ليقول إن مثل هذا التنظيم للدولة فاشل بالتجربة. وأسمى المذكرة "مذكرات عن الكونفدراليات قديمها وحديثها". وأخذ على الكونفدرالية خلوها من مركز للقرار يلم شعثها بالقوة.

ومن فكر ماديسون في نقض الكونفدرالية نشأ التقليد الدستوري المعروف ب" الفيدراليون" فوجه ماديسون نيرانه نحو فكرة الكونفدرالية القائلة بأن الديمقراطية الحقيقة هي الديمقراطية المباشرة. وجوهر هذه الديمقراطية أن تصدر قرارات الحكم من الناس مباشرة بعد اجتماع أهل المدينة أجمعين في مجلس يعرف ب "التاون هول". ووفي ديمقراطية التاون هول يقيد الناخبون ممثلهم البرلماني بصورة تسلبه إرادته ليكون أداة طيعة في يدهم قاصرة على الأجندة المحلية علاوة على جعلهم دورات قصيرة للبرلمان لا يداوم فيه المندوب طويلا. وتواضعوا على استدعاء نائبهم البرلماني للتأكد من إتباعه التعليمات، وتوجيهه، ومراقبة تنفيذه للتوجيه مع ميل واضح لإضعاف المركز التنفيذي.

في هجومه على مواد الكونفدرالية لم يأخذ ماديسون على الديمقراطية المباشرة استحالة تحقيقها في الواقع كما يميل عادة خصومها للقول. بل قال إن استحالة التحقيق لها لا عليها بمعنى أنها فكرة خاطئة أصلاً. فالنائب البرلماني بحسبها يأتي للبرلمان وعينه على غرض من يمثلهم. فمن رأيه أن الدولة أجاويدية: بمعنى أن المشرعين يوازنون المصالح المتنازعة بالقسط. ربما استدعى ذلك استقدام أجاويد-نواب خارج اللعبة للفصل في مصلحة محلية مستفحلة. فمن رأي ماديسون أن فصل النائب عن مصالحه المحلية الضيقة هو الذي يوطنه في القسط الأجوادي. ولهذا أعطى الدستور المجاز في 1788 النواب دورات برلمانية طويلة وحماهم من استدعاء ناخبيهم أو استبدالهم بآخر بنظم الدورة او النبطشية. وختاماً كان أجر النواب من الحكومة الفدرالية لا الولايات.

وخرج الدستور الأمريكي من مؤتمر ١٧٨٧ ليجعل من الولايات المتجاحدة مع الكونغرس الفدرالي اتحاداً يصفونه بالتمام متى جاء ذكره. أبطل الدستور الكونفدرالية وأقام دعائم الفدرالية من فوق مساومات انعقدت أرضت الولايات نوعاً ما. كما سنرى.

(مذكرات عبارة عن تعريب ما اتفق من كتاب راح عليّ اسمه أردت منه قبل سنوات علماً بالدستور الأمريكي لا بنية النشر)