الحل المناسب لمشكلة شرق السودان بقلم:يوسف علي النور حسن

01:11 AM October, 15 2020

سودانيز اون لاين
يوسف علي النور حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

لا أحد يستطيع تبرئة الحكومة من خطأ إقالة والي كسلا السيد صالح عمار ، فإذا كانت الحكومة تري أنها قد أخطأت في إختيار السيد صالح عمار بادئ الأمر فإنها قطعاً قد أخطأت الف مرة في إقالته . فإختياره شأن حكومي ولكن إقالته بهذه الطريقة وبعد الإعتراض في ثوبه العنصري أصبح شأناً قبلياً فالآن لا تستطيع الحكومة إرجاعه لمنصبه فتكون قراراتها صبيانية ولا تستطيع تغييره من قبيلة أخري فتكون قد هزمت أهله وقبيلته أمام من أعلنوا أن الرفض كان بسبب القبيلة والأسوأ من ذلك هو الإزعان الحكومي والرضوخ الي القبلية والعنصرية البغيضة التي كان الأولي بالحكومة محاربتها والتي هي في الحقيقة سبب كل المشاكل في الوطن وحتي بعد توقيع إتفاق السلام بجوبا ماذال الناس في خوف وهلع من الإنتكاسة والدخول في فوضي قبلية وجهوية لا يستفيد منها إلا كل عدو متربص بمصالح الأمة وما أكثرهم من الجيران وذوي القربي وذوي التوجهات العقائدية والكل يريد أن يهدم إذا لم يستطيع إخضاع المجتمع وفق مصالحة
بالطبع كل هذه الهرجلة كان ورائها أعضاء المؤتمر الوطني الذين يرون الوطن من منظار مصالحهم الضيقة وأنانيتهم النتنه والتكويش علي كل شيء فهم لم يعرفوا أن خير الدنيا في أن تتقاسم الحلوة والمرة مع الآخرين بل وأن تأثر علي نفسك ولوكانت بك خصاصة وهذه الفئة القذرة إستخدمت كل أدواتها بما في ذلك أعضائها المعروفين داخل الحكومة وكان الأمل في أن يكون السيد رئيس الوزراء بقدر قليل من السياسة والكياسة والحكمة بأن يعرف أن تفضيل قبيلة علي أخري ما هو إلا إشعال لنيران ليس له بإخمادها من قبيل.
وما هو إلا أسلوباً رخيصاً لخداعه وإدخال حكومته في مأزق شعبي وإظهارها بهذا المظهر الضعيف والمعيب ، ومن البديهي أن الحل الآن قطعاً كما أسلفنا لا يكمن في إسترجاع الوالي المقال ولا تعين والي آخر من قبيلة أخري ولا من القبيلة التي أثارة الفتنة ووقفت ضده ولا يكمن أيضاً في إستبعاد القبيلة التي ينتمي اليها السيد صالح عمار وأري أن الحكومة بما أنها قررت إقالة السيد صالح لإرضاء الذين إعترضوا علي تعيينه من ناحية ، فعليها الآن إختيار والياً آخر من نفس قبيلته لرد الإعتبار لقبيلته وأهله وبذلك تتعادل الكفتين ، غير أن هذا القرار يجب أن يتبعه الوقوف بقوة وحزم مع هيبة الدولة وعدم السماح لأحد بالتدخل في قررات الدولة بهذا الأسلوب المخل والضار ولا يسمح لأي شخص بأن يحشد القبائل ويخلق الفتن لأي سبب كان وعليها أن تودع مثيري الفتن السجون وتحسم الأمر بالقوة مهما كلف ذلك، وعلينا جميعاً أن نعلي شأن المواطنة لمصلحة الوطن ، وأن تُقلد المناصب بناءاً علي المقدرات المهنية والإدارية والخبرة التراكمية وعلينا جميعاً أن نقيم بعضنا بناءاً علي هذه المعايير والقبول بالآخر حتي لوكان جميع مسئولي الحكومة من قبيلة واحدة بل من قرية واحدة والحكم عليهم بقدر العطاء والإنجاز لا بالعرق ولا اللون ولا الدين ولا القبيلة
هذا مانري والله وراء القصد
يوسف علي النور حسن