لا تراهنــــوا على تــلك الأحصنة الخاســــــــرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

لا تراهنــــوا على تــلك الأحصنة الخاســــــــرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


10-12-2020, 06:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1602480925&rn=0


Post: #1
Title: لا تراهنــــوا على تــلك الأحصنة الخاســــــــرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-12-2020, 06:35 AM

06:35 AM October, 12 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

لا تراهنــــوا على تــلك الأحصنة الخاســــــــرة !!

علل الوساوس قد تفاقمت في هذه الأيام مع تفاقم الأحداث .. وتلك الأحصنة المعروضة في حلقات السباق معطوبة وفيها الكثير والكثير من العيوب .. الأحصنة الكبيرة في السن هي بتلك العلل الكبيرة والوهن والخرف .. والأحصنة الصغيرة في السن هي بعلل الجهل وقلة الخبرة والتهور .. والمرتهن الثاقب في بواطن الأمور يفتقد الأمل والرجاء في كافة تلك الأحصنة التي تجول في الساحات .. والحالات تؤكد مائة في المائة أن الرهان خاسر في كل الحالات .. وذلك الإحساس والشعور بعدم الفائدة هو السائد في هذه الأيام لدى كافة أفراد الشعب السوداني .. وتلك النفوس السودانية يجتازها في هذه الأيام نوع من اليأس الشديد المبطن ,, وتلك السلبية القاتلة هي سيدة المواقف في هذه الأيام .. حيث لا خير في عمرو ولا خير في زيد !! .. وفي خضم تلك الظروف الاستثنائية القاسية المريرة الصعبة التي تمر بها البلاد فإن الهرولة أو الركض نحو هؤلاء أو هؤلاء مستحيل .. والمعضلة الكبرى تتجسد في تلك التكاليف المالية التي أصبحت شبه مستحيلة في هذه الأيام .. حيث أن الوقفة مع هؤلاء أو مع هؤلاء تكلف الكثير والكثير من تلك الأموال .. واستغلال تلك الأموال في إطعام أهل الدار أفضل ألف مرة من ذلك البذخ والإسراف في سبيل هؤلاء أو هؤلاء .. وتلك التجارب خلال الستين عاماً الماضية قد أثبتت أن تلك الأحصنة بطبعها وطبيعتها موبوءة بكافة ألوان العيوب والعلل .. ولا تستحق إطلاقاً تلك الوقفة والمساندة والمولاة .. حيث تلك الخسارة الكبرى في كل الأحوال .. وتلك البيوت للأحزاب السودانية تشتكي حالياً من قلة الزوار .. إن لم نقل أنها تشتكي من قلة أهل الدار حتى من الجوار !! .. وذلك التزهد في كافة ألوان الممارسات السياسية قد أصبحت سمة سائدة لدى معظم أبناء السودان .. حيث لا خير في تلك العسكرية التي تتولى الأمور جبراً وقسراً بعد تجربة المدنية الفاشلة .. ولا خير في تلك المدنية التي تعقب الانتفاضات الشعبية بعد طرد تلك العسكرية الفاشلة !!.. مجرد تبديل في مسميات المراحل والمحصلات واحدة !.. فالذي يلبس تلك البدلة العسكرية هو سوداني ويحمل صفات وعيوب الإنسان السوداني .. والذي يلبس تلك الجلابية المدنية هو أيضاً سوداني ويحمل نفس صفات وعيوب الإنسان السوداني !! .. وتلك الأحزاب السودانية لا تدغدغ أحلام الأمة السودانية لأنها دائما وأبداً تجلب الويلات تلو الويلات في البلاد .. وبنفس القدر فإن تلك الحكومات العسكرية لا تدغدغ أحلام الأمة السودانية لأنها أيضاً بنفس المعدل تجلب الويلات والأوجاع في البلاد .. وتلك الأطراف ( الأحزاب والعساكر ) طوال السنوات بعد الاستقلال كانوا يخدمون الذات متجاهلين الشعب السوداني في السراء والضراء .. ولا توجد مرحلة سياسية سودانية مرت بالبلاد قد اهتمت بأحوال الإنسان السوداني .. والإنسان السوداني في كافة تلك المراحل السياسية بالبلاد كان يمثل ذلك الكائن المسلوب الإرادة الذي يعاقب بالضرائب والعوائد والرسوم والجبايات والقلع .. كما كان يمثل تلك المطية المظلومة التي يتسلق فوق ظهرها هؤلاء المحتكرون والمختلسون واللصوص وأثرياء السانحة والفرص .. ولا يوجد فوق وجه الأرض شعب مظلوم من قبل حكوماته المتعاقبة مثل ذلك الشعب السوداني .