هؤلاء لو وجــدوا لأكلوا أموال الأنبياء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

هؤلاء لو وجــدوا لأكلوا أموال الأنبياء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


10-11-2020, 06:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1602393505&rn=0


Post: #1
Title: هؤلاء لو وجــدوا لأكلوا أموال الأنبياء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-11-2020, 06:18 AM

06:18 AM October, 11 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

هؤلاء لو وجــدوا لأكلوا أموال الأنبياء !!

سكان حارات ( أمبدة ) بأم درمان يمثلون تقريباً ربع سكان السودان في التعداد والإحصاء .. وتلك الحارات تضم العديد والعديد من المحليات .. وفيها الكثير والكثير من مكاتب الخدمات الحكومية .. وفيها العديد والعديد من تلك المحاكم المدنية والجنائية .. وفيها العديد والعديد من تلك المراكز الشرطية .. وفيها العديد والعديد من تلك المدارس المتنوعة .. وفيها العديد والعديد من تلك المستشفيات والمراكز الصحية وفيها العديد والعديد من تلك الأسواق الكبيرة .. وفيها العديد والعديد من تلك الرياض للأطفال .. وفيها المئات والمئات من تلك المساجد ودور العبادات .. ولقد لفتت انتباه أبناء ( أمبدة ) في هذه الأيام تلك العناوين البارزة التي تقول : ( وقفة احتجاجية لمراجعة أصول وممتلكات المساجد بأمبدة ) .. وقبل أن نخوض في جانب من جوانب تلك المشاكل التي تعاني منها المساجد بمنطقة ( أمبدة ) يجب التنبيه بأن هنالك مساجد أخرى عديدة في مناطق أم درمان ( غير مناطق أمبدة ) وكذلك مساجد أخرى تتواجد في مناطق أخرى بالعاصمة المثلثة السودانية تعاني من نفس تلك المعضلات والمشاكل التي تعاني منها مساجد أمبدة .

تلك المساجد العديدة بالعاصمة السودانية عادةً تديرها تلك اللجان المحلية بالأحياء المتفرقة .. ومدى التوفيق والنجاح في أداء تلك المساجد لرسالتها يتوقف على مدى نجاح تلك اللجان المحلية في الأحياء .. فهنالك مساجد عديدة بالعاصمة تواجه الكثير والكثير من تلك المشاكل لضعف تلك اللجان المحلية .. ولكن بفضل الله تعالى فإن الكثير والكثير من تلك المساجد بالعاصمة ناجحة للغاية في أداء رسالتها بفضل جهود تلك اللجان المحلية النشطة الحريصة .. ولا ننسى أطلاقاً أن هنالك طرف آخر يشترك في إدارة المساجد بالسودان عامة .. وذلك الطرف هو : ( هيئة الشئون الرقابية بمصلحة الشئون الدينية ) .. وأحياناً يطلق عليه اسم ( هيئة الرقابة لأوقاف الشئون الدينية ) .. وذلك الطرف الهام في الغالب الأعم هو الذي يتكفل برواتب الأئمة بالمساجد ،، كما يتكفل بجانب من رواتب المؤذنين في تلك المساجد .. بالإضافة إلى أن ذلك الطرف يتكفل بدفع مبالغ محددة لكل مسجد عن استهلاك الكهرباء الشهري .

أما حين يجري الحديث عن مشاكل أصول وممتلكات تلك المساجد بأمبدة فإن ذلك الأمر يطول .. فالمعروف للجميع أن تلك المساجد في معظم أحياء أمبده وخلافها يتم إنشاءها وبناءها عن طريق العون الذاتي من قبل الأهالي بجوار المسجد ،، أو عن طريق ( فاعل خير ) يتكفل ببناء المسجد .. وفي الكثير من مناطق أمبدة وخلافها يقوم الأهالي ببناء تلك الملحقات من الدكاكين والمحلات المرفقة بالمساجد .. وذلك حتى تكون إيجارات تلك المحلات والدكاكين عوناً مالياً لتغطية تلك المصروف الضرورية على المساجد .. مثل دفع رواتب العاملين عن نظافة وحراسة المساجد .. ومثل شراء تلك المفارش الضرورية في مواسم العبادة .. ومثل شراء أجهزة الميكروفونات وصيانتها عند الضرورة .. ومثل شراء المراوح والمكيفات وصيانتها عند الضرورة .. ولكن مع الأسف الشديد فإن هؤلاء المستأجرين لتلك المحلات والدكاكين المرفقة والملحقة بالمساجد يستغلون تلك الشخصية الاعتبارية المبهمة ثم ينهبون تلك المستحقات من الإيجارات في أغلب المساجد .. وذلك لأنهم يدركون جيداً بأن تلك المساجد ليس لها ذلك الوجيع الذي يركض لجمع تلك الإيجارات في نهايات الشهور .. والمصيبة الأخرى أن قيمة تلك الإيجارات في معظم دكاكين المساجد قليلة للغاية في مقدارها لدرجة الإضحاك ،، حيث تلك الإيجارات القديمة الواهية التي لا تغطي إلا القليل من تلك المصاريف المطلوبة .. والأمر الآخر أن تلك الهيئة للرقابة بالشئون الدينية تتدخل في الأمر وترى أنها أحق بتلك الإيجارات لأنها تتكفل برواتب الأئمة والمؤذنين وجانباُ من تكاليف الكهرباء .. ولكن مع الأسف فإن تلك الهيئة الرقابية المسئولة تنوء بتلك البيروقراطية القاتلة الشنيعة .. وليست لديها تلك الفرق التي تمر على هؤلاء أصحاب المحلات لجمع تلك الإيجارات الشهرية .. وحتى أن هؤلاء الأعضاء في لجان الأحياء يتكاسلون في أكثر الأحيان ،، ولا يجتهدون كثيراً لجمع تلك الإيجارات .. وبالأمس قال أحد الأئمة في خطبة الجمعة أن هيئة الرقابة بالشئون الدينية قد تدخلت وعطلت أنشطة اللجنة المحلية .. هي تلك اللجنة التي تولت إدارة شئون تلك المحلات التي تمثل الأوقاف للمسجد .. ولم تطالب هؤلاء المستأجرين لشهور وشهور .. وفي نفس الوقت فإن الأهالي بالمنطقة يتكلفون بالمقدور من الأموال حتى تؤدي المساجد رسالتها .. بينما أن تلك الهيئة الرقابية بالشئون الدينية والمستأجرين لتلك الدكاكين في راحة تامة من تلك المشاكل التي تعاني منها المساجد !! .. وعليه فإن المواطنين في معظم المناطق والأحياء يرون أنه من الأجدى والأنفع أن تتولى تلك اللجان المحلية إدارة ومتابعة وملاحقة تلك الإيجارات عن ملاحق المساجد من الدكاكين والمحلات .. وفي نفس الوقت يرون أنه من الضروري جدا أن تتولى تلك الهيئة الرقابية مراقبة تلك اللجان المحلية بطريقة جادة وحريصة .. وذلك حتى لا يقع التكاسل من أفراد تلك اللجان .. وكذلك حتى لا يحدث نوع من التلاعب في أموال المساجد .. وأبناء أمبدة يطلبون بشدة من تلك الهيئة الرقابية بالشئون الدينية أن تترك ذلك النوع من التكاسل المبالغ فيه وقلة الاهتمام .. وهو ذلك التكاسل الذي يجلب الغثيان في النفوس .. وبنفس القدر فإن أبناء أمبدة يرجون من هؤلاء المستأجرين لتلك المتاجر والدكاكين الملحقة بالمساجد أن يتقوا الله في تلك الأمانة الخطيرة .