الإنتقام احد شعارات الثورة التي لا نعرفها بقلم:خليل محمد سليمان

الإنتقام احد شعارات الثورة التي لا نعرفها بقلم:خليل محمد سليمان


10-07-2020, 04:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1602083395&rn=0


Post: #1
Title: الإنتقام احد شعارات الثورة التي لا نعرفها بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 10-07-2020, 04:09 PM

04:09 PM October, 07 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




في العام 2013 جمعني لقاء بالمبعوث الامريكي للسودان ايام كنت اتبع لإحدى حركات الكفاح المسلح، فبدأ حديثه بسؤال..

ما هو الضامن عند وصولكم للسلطة بعدم إرتكاب مجازر إنتقامية نتيجة الغُبن، و الإحتقان؟

المساحة ليست للحديث عن حركات الكفاح المسلح، او قضايا الحرب، و السلام، برغم تحفظي علي إتفاقية جوبا، و ما ستفرزه من معضلات آنية، و مستقبلية، لقد اجابت الحركات المسلحة علي سؤال المبعوث، و حتي تخوف الشارع السوداني همساً، او جهراً بيان بالعمل في ظل اسوأ وضع من الهشاشة يعيشه السودان في كل النواحي، و اهمها الامنية، فلا يزال سلاحها منضبط، وهو بعيد عن الإنتقام، و الغُبن.

طالعت اليوم عدد من قرارات صادرة من وزارة التربية والتعليم بإغلاق، و سحب تراخيص عدد مهول من المدارس الخاصة، اقل ما توصف به هذه القرارات بأنها واحدة من مذابح حماقات حكام الغفلة العواطلية الإنتقامية.

التغيير الثوري الذي نتطلع إليه هو التغيير الجذري في مفهوم إدارة الدولة، و محاربة الفساد، و وضع قوانين، و لوائح محترمة، و ملزمة للجميع.

سحب التراخيص، و الإغلاق سيتضرر منه عدد مهول من الاطفال، و الطلاب، و التلاميذ، و تتم معاقبتهم لأن الدولة عاجزة عن فرض هيبتها، و مشلولة بفعل فاعل.

المدارس الخاصة ليست بإستثناء فهي ايضاً غارقة في المخالفات، و الجشع، و الفساد، كبقية مؤسسات الدولة، من الوزارات، إلي افران الخبز، و الدكان في "الحلة" او الحارة.

معلوم منهج النظام البائد في التعامل مع المدارس الخاصة، و قاعدته الرشوة منذ التأسيس، و حتي المراجعات الدورية في كل تفاصيل إدارات التعليم الخاص.

للأسف هذا المنهج موجود، بل اصبح الاسوأ لأن الامر اصبح خليط بين الفساد، و الإنتقام بسلطة الدولة، و ما الاخطاء التي وقعت فيها لجنة إزالة التمكين ببعيدة حيث شابتها شبهة الإنتقام لإعتمادها تقارير مضللة من لجان مجهولة.

يجب مراجعة القوانين المشغلة للمدارس الخاصة، و وضع اسس تضبط اداءها بشكل محترم، دون ان يدفع الطلاب، و التلاميذ ثمن الصراعات السياسية، و قصور الفهم الإداري، و تخلفه بآلة الإنتقام العمياء.

لتتدارك الامر يجب إنشاء مجالس مشتركة بين إدارات المدارس الخاصة، و اولياء الإمور، تحت إشراف الوزارة، و الإتفاق بالتراضي، و تسيير الامر، من رسوم، و كيفية إدارة هذه المدارس، حتي تتم مراجعة القوانين، و النظم من الإنشاء الي تفاصيل الإدارة، و الاهم تطهير الوزارة نفسها من الفساد.

حتي لا تكون العدالة عرجاء، فبدل ان تحط بالآخرين لتأتي بهم إلي القاع، عليك ان تنهض بالمظلومين، و المهمشين الي القمة.

اخيراً..ابعدوا التعليم عن الصراعات السياسية، و الايديولوجية، و حماقة الإنتقام، فالامم تسموا بالتعليم فقط.