من أمام الفرن بقلم: د. زاهد زيد

من أمام الفرن بقلم: د. زاهد زيد


10-06-2020, 07:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1602008609&rn=0


Post: #1
Title: من أمام الفرن بقلم: د. زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 10-06-2020, 07:23 PM

07:23 PM October, 06 2020

سودانيز اون لاين
زاهد زيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




فيديو إلتقطه أحدهم من أمام أحد الأفران ، لا أستطيع أن أحدد عدد الذين يقفون أمام الفرن في انتظار رغيف الخبز ، فقد كان كبيرا جدا . نساء جالسات على الأرض وأطفال يقفزون هنا وهناك ، ورجال شباب وشيوخ ، كلهم في انتظار الخبز من المخبز الذي تفصله عنهم مساحة واسعة هي ميدان معسكرهم .
منظر قبيح ، انتشر عبر اليوتيوب وعم الدنيا كلها ، يعكس حالة من الانتكاسة لم تمر على الإنسان السوداني في تاريخه المنظور .
هذا حال الخرطوم فما هو الحال في بقية البلد .
في كل يوم تطل فيه الشمس على السودان نرى العجب ، شبه انعدام للخبز وغاز الطهي والبترول ، وحكامنا الذين ما اختارهم هذا الشعب يحتفلون في جوبا بالسلام .
وفي الشرق يموت ضابط شرطة في تفلت يقوده المتمرد المدلل ترك ، ويجاهر أنصاره بالانفصال علنا ، في تحد واضح للحكومة ويغلقون الطرق ويهددون بإيقاف الداخل والخارج من الميناء .
في الولاية الشمالية تمرد جديد ، يستهدف ما بيدهم من مناطق حيوية كسد مروي ومعبر أرقين .
الآن لم يعد الكلام عن عجز الحكومة عن توفير معاش الناس ، وتجاوز الزمن للنصح ومحاولة استنهاض همة الدولة العاجزة .
الآن الخطر أكبر من قطعة الخبز واسطوانة الغاز ولتر البنزين ، المسألة دخلت اللحم الحى لتضرب في العصب وتصل للعظم .
عندما كنا ننصح الحكومة للالتفات لمعاش الناس ، كان بعض من لهم نظر أعمق منا ، يتحدثون عن الخطر الأكبر من ذلك بكثير . كانوا يتحدثون عن خطر هذه الحكومة على وحدة البلد ، ويحذرون من الآتي من المخاطر التي ربما تعصف بالبلاد .
وكنا نزجرهم ونصفهم بالمتشائمين ، وبالسوداويين ، وأنهم يذهبون في سوء ظنهم بالحكومة أبعد مما ينبغي .
ولكن تثبت الأيام أننا كنا على نياتنا ، وأنهم كانوا على حق .
بينما يشتعل الشرق ، وتتبعه الشمالية وتختنق الخرطوم وأصلا دارفور في غليان يحتفل الزعماء الجدد في جوبا بالسلام . تماما مثل الذي يرقص في أحدى حجراته احتفالا بالقضاء على نار فيها بينما يشتعل بقية بيته وهو غافل .
ليست الثورة في خطر كما كان يردد الحادبون عليها ولكن البلد في خطر داهم .
علينا أن نكف عن ترديد أن الحكومة فاشلة لأنه لا توجد حكومة أصلا لنصفها بالفشل .
لقد صدقنا الوهم الذي اسموه حكومة انتقالية ، بل أكثر من هذا خدعونا بأنها حكومة كفاءات ، والحقيقة أنه لا وجود للحكومة ولا للوزراء وإلا فكيف نفسر غياب الخدمات الأساسية للمواطن .
وكيف تسير الحكومة أعمالها وهي ناقصة العدد في وزارات حيوية كوزارة الصحة والخارجية تظل كل هذه المدة بلا وزراء ؟
فاما انه لا عمل لهؤلاء الوزراء ووجودهم كعدمهم ، أو أنه لا عمل اصلا في هذه الوزارات ، وهي مجرد ديكورات فقط .
واظن أن الافتراضين صحيح ، فلا عمل للوزراء حقيقة ، فهم يجهلون أبسط الأمور في وزارتهم ، وأكاد أجزم بأن وزيرا مثل مدني عباس مدني لا يعرف نصف ما يعرفه فراش مكتبه عن الوزارة . ومثله فيصل وزير الإعلام الذي هو ناطق رسمي للوهم المسمي حكومة بدرجة وزير . كما لا يوجد أصلا في هذه الوزارات عمل يقدم للمواطن ، فالدولة غائبة من أيام الكيزان اللئام ، والوزراء خرجوا ولم يعودوا من أيام المحجوب ولم يعودوا إلى اليوم .