بعض التداعيات الكارثية على الحدادي مدادي من إصابة ترامب بفيروس الكورونا ؟ بقلم :ثروت قاسم

03:39 PM October, 02 2020

سودانيز اون لاين
ثروت قاسم-
مكتبتى
رابط مختصر

[email protected]


+ ترامب العيان ؟
بسبب القائمة الارهابية الامريكية ، وتداعياتها الكارثية على الحدادي مدادي ، ولأسباب اخرى معروفة حتى للعنقالي ، نتابع ونهتم بما يحدث في امريكا ، وبالأخص لرئيسها ، الذي يتحكم في القرار الامريكي ، وتداعيات هكذا قرار علينا وعلى غيرنا من عباد الله في رياح الدنيا الاربعة . فالزمن هو الزمن الامريكي ، للأسف .
ويحاكي الرئيس الامريكي في أناسي العالم ، الفرعون الإله خوفو في قومه .
في يوم الجمعة 2اكتوبر 2020 ، أعلن ترامب اصابته بفيروس الكورونا ، وبمرض الكوفيد التاسع عشر ، وبأنه سوف يدخل الحجر الصحي في البيت الابيض لأجل غير مُسمى ، وحتى تعافيه من المرض . يحدث هذا لترامب ، الذي كان يستخف بالسيد كورونا ، ويطلب من مواطنيه عدم لبس الكمامات ، وعدم التباعد المجتمعي ، وعدم إلتزام الحظر المنزلي ، بل الاستمرار في الحياة العادية ، وعادي بالزبادي بالأنناس .
وتقدرون فتضحك الاقدار ، ويضحك الامريكان على رئيسهم ، إلا من تبعه عمياناً وبضلالة من العنصريين البيض ؟
ربما تذكر يا حبيب ان منظمة الصحة العالمية قد اعلنت بان الموجة الثانية من فيروس الكورونا سوف تبدأ مع بداية اكتوبر 2020 ، وتكون أشد وبيلاً من الموجة الاولى التي استمرت لفترة 6 شهور من مارس وحتى سبتمبر 2020 ، ومات خلالها حوالي مليون في العالم ، بواقع 5 الف في اليوم .
إبتداءً من اكتوبر 2020 ، سوف يرتفع عدد الضحايا ، وتتوقع منظمة الصحة العالمية ان 70% من سكان العالم ، ومنهم سكان السودان ، سوف يصابون حتماً ، وإن النجاة من فيروس كورونا في السودان سوف تكون اصعب من ربح كرتلة يانصيب ، ليس لان الفيروس قدر لا مرد له ، ولكن لان الاناسي من السوادنة يفتقدون للوعي الصحي ، فيعزفون عن لبس الكمامات ، ويكثرون من التقارب وليس التباعد الاجتماعي .
وبصم ترامب بالعشرة ورغماً عنه ، على توقعات منظمة الصحة العالمية .
+ Dow Jones Industrial Average (DJIA)؟

من التداعيات السلبية ، على امريكا والعالم وفيه السودان ، التي حدثت بعد مجرد ساعات من إعلان ترامب ، ان مؤشر الدو جونز قد دق الدلجة في اسواق بورصة نيو يورك التي تتحكم في بورصات العالم كله جميعه .
ولكن ما هو مؤشر الدو جونز يا حبيب ؟
+ Dow Jones Industrial Average (DJIA)
تم تسمية الدو جونز على الشريكين الامريكيين
Mr. Charles Dow and Mr. Edward Jones
اللذين ابتدعا المؤشر في عام 1896 ، لقياس التطور السوقي لحوالي 30 شركة كبرى في سوق الاوراق المالية في نيويورك .
صورة ادناه للسيد شارلس دو :

بكلمات اخرى يقيس المؤشر حالة السوق ، اما طلوعاً يغري الناس بالإستثمار لأن الاقتصاد متعافي وقوي ، او هبوطاً يحجم معه الناس على الإستثمار في الشركات الكبرى ، وغيرها من المناشط الإقتصادية ، لان السوق هابط ويعاني من الركود والجمود .
نعم ... بمجرد إعلان ترامب إصابته بالفيروس الكوروني ، دق مؤشر الدو جونز الدلجة في نيويورك ، وإضطربت اسواق المال والبورصة حول العالم ، بإستثناء اوراق المال في بورصة الاوراق المالية في الخرطوم ، لتواجد بورصة الخرطوم خارج رادار البورصات العالمية ، بسبب تواجد السودان في القائمة الارهابية الامريكية .
+ تداعيات اصابة ترامب بالفيروس الكوروني على السودان ؟
من تداعيات اصابة ترامب بالفيروس الكوروني على بلاد الحدادي مدادي ، إن عملية شطب السودان من قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الراعية للإرهاب ، التي وعد بها ترامب السفير نورالدين ساتي ، في يوم الجمعة 18 سبتمبر 2020، عند إعتماد ترامب له سفيراً للسودان لدي واشنطون ... عملية شطب السودان من القائمة الارهابية الامريكية ربما تأجلت بسبب وعكة ترامب وحجره الصحي . لأن القوم في امريكا ، وبعكس حسانية بحر ابيض ، يركزون على الاهم فالمهم .
نعم ... وعد ترامب باصدار قرار تنفيذي رئاسي برفع اسم السودان من القائمة الارهابية الامريكية . ينظر الكونغرس بمجلسيه : الشيوخ والنواب ... في امر ترامب التنفيذي . يصبح الامر الترامبي نافذاً ، والسودان خارج القائمة الشيطانية ، إلا إذا اوقفه فيتو مجلس النواب ومجلس الشيوخ ، كل على حدة ، بأغلبية الثلثين في كل مجلس من المجلسين . وهذا من مستحيلات الغول والعنقاء والخل الوفي ، لان مجلس الشيوخ يسيطر عليه ترامب ، ولا يملك الحزب الديمقراطي الثلثين في مجلس النواب ؟
+ أهمية شطب السودان من القائمة الارهابية الامريكية؟
مركزية شطب السودان من القائمة الارهابية الامريكية لإسترداد السودان لعافيته الاقتصادية والسياسية والمجتمعية ، وإندماجه وتطبيعه مع المجتمع الدولي ، ودخوله السوق المالية الدولية ، قال بها الرئيس الفرنسي ماكرون ، والمستشارة الالمانية ميركل ، ورددها صباح مساء الرئيس الحبوب حمدوك .
مثالاً وليس حصراً :
في يوم الاربعاء 30 سبتمبر 2020 ، اعلن صندوق النقد الدولي إنه قد تبرع باكثر من 31 مليار دولار ل76 دولة ، بما في ذلك اكثر من عشرة مليار دولار ل 47 من دول الهايبك ، اي الدول الفقيرة عالية المديونية ... لمكافحة وباء فيروس الكورونا . لم يستفد السودان بدولار واحد من هذه المليارات المتدفقة بسبب وقوعه في حفرة القائمة الارهابية الامريكية .
فتأمل !
+ الانتخابات الرئاسية الامريكية ؟
تبقى على الانتخابات الرئاسية الامريكية 31 يوماً قصيراً .
إذا لم يتم شطب اسم السودان من القائمة الارهابية الامريكية ، فسوف لن يطبع الرئيس البرهان مع اسرائيل ، حسب وعيده في ابوظبي ، وسوف لن يجلس في حديقة البيت الابيض الوردية ، مع نتن يا هو ، وبينهما ترامب ، للتوقيع على إتفاقية أو إعلان سلام بين الحدادي مدادي والكيان الصهيوني ... لتعظيم فرص ترامب الفوز في الانتخابات الرئاسية الامريكية في يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 .
نعم ... الغرض الحصري من رفع ترامب اسم السودان من القائمة الارهابية الامريكية بقرار تنفيذي رئاسي ترامبي ، والتطبيع مع اسرائيل في حفل في البيت الابيض ، يتوسطه ترامب ، هو تعظيم فرص ترامب في الفوز في الانتخابات الرئاسية في يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 ... وليس حباً في عيون السوادنة العسلية ، ولا إعجاباً بفساتين آخر صيحات الموضة التي تلبسها السمحة ، وتتبختر بها في زنقات هوتيلات وقاعات احتفالات السلام في ( جوبا مالك على ) .


إصابة ترامب بفيروس الكورونا ، وكرنتينته وحجره الصحي داخل البيت الابيض لاجل غير مُسمى ، وإستحالة مشاركته في اي احتفالات ، خصوصاً إحتفال تطبيع السودان مع الكيان الصهيوني ، سوف تطفي ببراميل من الماء البارد نيران الشوق الامريكي والكبكبة الامريكية لعقد هكذا إحتفال في البيت الابيض يستفيد منه ترامب في حملته الانتخابية .
قالت العصفورة :
Hard Luck Sudanists !

هارد لك يا سوادنة !
+ ثلاث احتمالات لتطور اصابة ترامب بفيروس الكورونا ؟
هناك ثلاث احتمالات لتطور اصابة ترامب بفيروس الكورونا وتداعيات كل إحتمال على بلاد السودان واهل بلاد السودان :
+ الاحتمال الاول :
نفترض في الاحتمال الاول تعافي ترامب بعد اسبوعين او ثلاث من الحجر الصحي ، وعودته للعمل العادي والنشاط الإنتخابي . في هذه الحالة ، من الممكن عقد احتفال التطبيع بمشاركة الرئيس البرهان ونتن ياهو مع ترامب في البيت الابيض بحلول يوم الاربعاء 21 اكتوبر 2020 ، حتى يتمكن ترامب من الاستفادة بهكذا احتفال في حملته الانتخابية . ولكن لم يتم اصدار الامر التنفيذي الرئاسي برفع اسم السودان من القائمة الارهابية حتى اليوم الجمعة 2 اكتوبر 2020 ، بعد مرور اسبوعين كاملين على وعد ترامب في مكتبه في البيت الابيض للسفير نورالدين ساتي .
يمكن الإشارة لسببين لهذا التاخير :
+ السبب الأول ربما مطالبة الرئيس البرهان امريكا بزوادة فوق البيعة ( الرفع مقابل التطبيع ) بملبغ ملياري دولار لسد الفجوة في الميزانية السودانية لعام 2020 ، ورفض امريكا لهكذا طلب ، وقبولها دفع 335 مليون دولار ، المبلغ الذي يُطالب به جرحى وعائلات ضحايا تفجيرات تنظيم القاعدة سفارتي امريكا في نيروبي ودار السلام .
وبالتالي رفض الرئيس البرهان عملية التطبيع ، ورفض إدارة ترامب عملية الرفع في باب دوار .
+ السبب الثاني هو رفض بعض اعضاء الكونغرس اصدار الكونغرس تشريعاً يحمي السودان من اي مطالبات مستقبلية امام القضاء الامريكي لدفع تعويضات لجرحى وعائلات ضحايا عمليات تنظيم القاعدة الارهابية ، وبالاخص عملية ناين الفن الارهابية .
وبالتالي رفض الرئيس البرهان عملية التطبيع ، ورفض إدارة ترامب عملية الرفع في باب دوار .
إذن ، وبسبب إصابة ترامب بفيروس كورونا ، فإن فرص السودان لرفعه من القائمة الارهابية قبل الانتخابات الامريكية في يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 ، وبالتالي تطبيع السودان مع الكيان الصهيوني ... هذه وتلك صارتا في حكم العدم ، وبالأخص بعد الانتخابات الامريكية .
نقطة على السطر .
ابدأ صفحة جديدة .
+ الاحتمال الثاني :
نفترض في هذا الاحتمال تدهور حالة ترامب كما حدث لاكثر من 200 الف امريكي ، وعدم تمكنه من المشاركة في اي احتفالات انتخابية ، وبالاخص في احتفال التطبيع بين الرئيس البرهان ونتن يا هو . وبالتالي عدم اصدار امر رئاسي برفع اسم السودان من القائمة الشيطانية ، لان المبرر الحصري لهكذا امر رئاسي قد إنتفى ... والمبرر هو تعظيم فرص ترامب في الانتخابات الرئاسية بعقد احتفال التطبيع في البيت الأبيض بمشاركة ترامب .
+ الإحتمال الثالث :
نفترض في هذا الاحتمال صحة إستطلاعات الرأي التي تشير لفوز كاسح للمرشح الديمقراطي جو بايدن ، لعزوف الناخب الامريكي عن التصويت لرجل مريض ربما يموت في اي لحظة كما حدث لاكثر من 200 الف من مواطنيه .
في هذا الاحتمال ، سوف لن يجد ترامب الدافع لإصدار امر تنفيذي لخلع الحدادي مدادي من حفرة القائمة الشيطانية ، لانه يوقن بانه لا يحتاج لاغلبية انتخابية ، بل سوف يدعي ان الانتخابات كانت مزورة ، ولن يعترف بها ، ولن يخرج من البيت الابيض ، بل يستدعى اولاده من الشبيحة وشذاذ الآفاق والمجارمة العنصريين البيض لحمايته ... ونشهد مولد حرب اهلية في امريكا ، وينسى الجميع الحدادي مدادي ، ويركزون على الاهم .
نواصل ...