(ممكن نبلعها ليهم)! بقلم :كمال الهِدي

(ممكن نبلعها ليهم)! بقلم :كمال الهِدي


10-02-2020, 12:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1601637689&rn=0


Post: #1
Title: (ممكن نبلعها ليهم)! بقلم :كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 10-02-2020, 12:21 PM

12:21 PM October, 02 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات


[email protected]

تناول الكثيرون الفوضى التي سادت خلال المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد على مدى ثلاثة أيام.
وظني أن بعض الفوضى (مقدور عليه).
صحيح أن الأكاديميين والخبراء يفترض أن يكونوا قدوة لبقية أفراد شعبهم.
لكن ممكن (نبلعها ليهم) على مضض، بإعتبار ما كان سائداً في البلد على مدى ثلاثة عقود كاملة.
الشيء المحزن في هذا الجانب فقط هو تلك الصور التي رأينا فيها كمية قوارير المياه (المجدعة) أسفل كراسي الحضور بالقاعة، فهذا شيء لا يمكن (بلعه) من أساتذة جامعات وخبراء نعول عليهم في بناء العقول.
والمفارقة أن المؤتمر ناقش بتركيز إصحاح البيئة، شايفين كيف باب النجار مخلع في هذا البلد!!
ما يهمنا أكثر في هذا الظرف الحرج، هو أن يتحول بعض المفيد في توصيات المؤتمر الإقتصادي على علاته لبرنامج عمل سريع حتى تُخفف عن شعبنا هذه المعاناة التي بلغت حدوداً لا تُطاق.
الشعب يريد خبزاً وكهرباء وماء نظيف ودواء ومحروقات تعين في دفع عجلة الانتاج.
وعبارة " عجلة الانتاج" هذه هي مربط الفرس الذي لم يركز عليه المؤتمر المذكور بما يكفي.
فهذا البلد لن ينهض بالوعود السراب ولا بالدعم الخارجي المشروط دوماً ولا بمعونات ومساعدات آنية ولا بتشكيل اللجان.
طريق خلاصنا الوحيد هو الانتاج إن أرادت هذه الحكومة (العبور) حقيقة لا قولاً.
لو تفرغت حكومة الدكتور حمدوك لمُنتَجيِن سودانيين استراتيجيين فقط وعرفت كيف تستفيد منهما لتغيرت أمور كثيرة.
الثروة الحيوانية على سبيل المثال لا تحتاج سوى لمال قليل جداً واستفادة واسعة من المسالخ الحالية ورفدها بالمزيد من التجهيزات، لكي نذبح ونصدر اللحوم ونستفيد من بقايا الذبيح.
لكن الشاهد أنهم ما زالوا يصرون على تصدير الماشية الحية.
وحتى هذه يصدرونها بإهمال تعود معه الباخرة تلو الأخرى دون أن نسمع بمحاسبة من يتسببون في هذا الهدر المتكرر للموارد وإضاعة الوقت.
الصمغ العربي الذي عندما منع الأمريكيون شركاتهم من التعامل مع نظام (الساقط) البشير، استثنوه ليس لجمال شكله، وإنما لأنه منتج استراتيجي تتعدد استخداماته ولا يمكن الاستغناء عنه ولو ليوم واحد.
هذا المنتج الهام استمررنا في تصديره كخام لبلدان أخرى في إقليمنا (الظالم) لكي تعيد هذه البلدان تصديره وتحصل على الفائدة الأكبر منه.
فما الذي يمنع حكومتنا الانتقالية من حسم هذه الفوضى والفساد الواضح في تصدير سلعة يمكن أن تدر علينا مالاً وفيراً يكفينا شر السؤال؟!
كثر الحديث أيضاً عن تهريب الذهب واستفادة بلدان الإقليم منه بقدر أكبر مما يحصل عليه السودان، وفي ذلك فساد ما بعده فساد وخيانة لا تغتفر لهذا الوطن، فلماذا لم يقف المكون العسكري (ألف أحمر) ويمنع تهريب هذا المعدن النفس، طالما أنهم يتشدقون كل يوم بمفردة (الشراكة) والرغبة في اخراج الوطن من وهدته؟!
الكل (عسكريين ومدنيين) يتحدثون عن حاصل الصادر وكأننا أمام معضلة لا حل لها، مع أن الأمر في منتهى البساطة ولا يحتاج لكل هذا الكلام.
أي شركة ترغب في تصدير سلعة أو منتج يفترض أن تدفع ثلثي القيمة على الأقل نقداً، وانتهينا.
ما تقدم يبين كيف أن العقوبات وقائمة الإرهاب كانت وما زالت مجرد شماعة يعلق عليها القوم فشلهم وفسادهم وعدم رغبتهم في أن ينطلق هذا المارد (السودان) لأشياء في أنفسهم المريضة.
من يظن أن مشكلتنا في مؤتمرات وتنظير وتقديم حلول واهم جداً.
فالحلول كانت وما زالت متوفرة (على قفا من يشيل)، وهي لا تحتاج لمنظرين اقتصاديين اطلاقاً.
كل ما ينقصنا هو الأخلاق والوطنية والنزاهة والصدق.