بيع التطبيع قبر الكرامة بقلم:محمد ادم فاشر

بيع التطبيع قبر الكرامة بقلم:محمد ادم فاشر


09-22-2020, 05:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1600790789&rn=0


Post: #1
Title: بيع التطبيع قبر الكرامة بقلم:محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 09-22-2020, 05:06 PM

05:06 PM September, 22 2020

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر




المشكلة الكبيرة ليست في التطبيع او عدمه ولا في المكسب والخسارة ولا مع الضد او عدمه بل في فلسفة التطبيع نفسه. بالامس القريب قال رئيس الوزراء ما قاله المهدي بان الفترة الانتقالية غير مخولة لاتخاذ قرار التطبيع وقد كانت الدهشة في وقته لان الرجل لم يحدثنا من الذي خول الفترة الانتقالية لقرار رفض التطبيع .كأن الرفض ليس قرارا. وهكذا يبدو ان قرار الغاء رفض التطبيع هو الشئ الذي لا يستطيع حمدوك اتخاذه لان هذا القرار تم اتخاذه في وقت سابق بواسطة احدي الحكومات هو معني ان فهم حمدوك ان الفترة الانتقالية غير صالحة لالغاء اي قرار تم اتخاذه بواسطة احدي الحكومات السابقة هذا الفهم هو النهاية وبداية الفشل .ولكنه في نفس الوقت لا يري قراره حول العلمانية ما يقود حكومته للحرج في صلاحيته.كما لو ان قرار المقاطعة جاء باستفتاء الشعب السوداني .
ومن الجانب الاخر ،مساعي البرهان في التطبيع والكل يعلم اسبابها الحقيقية وراء التطبيع منها مصيره المرتبط باستمراره في السلطة وما بعدها وحتي لو وفرنا حسن النية. ان هندسة العلاقات الدولية لا يمكن ابعاد عنصر كرامة الامة نهائيا. ويتم عرض موقف البلاد للبيع علنا في المزاد بين دبي وتلابيب وواشنطن والشهود صبرا. نعم ان العلاقات بين الدول مرتبطة بالمصالح ولكن تتم التعبير عنها مع الاحتفاظ الحد الادني للكرامة علي الاقل .هو وضع القضايا بعبوات مختلفة التي تعرف بالدبلوماسية . حتي عملية رفع العقوبات والخروج من قائمة الارهاب من المفترض ان تدخل في الحوار مع واشنطن ليس طلب الرحمة بسبب الثورة اليتيمة التي لم تستطيع اقناع حتي الشعوب السودانية بل باعتباره ضمن قضايا التي تجعل البلاد ان تأخذ موقعها في المجتمع الدولي وتتمكن من اعادة علاقاتها مع كل المنظومة الدولية من ضمنها اسرائيل .ولذلك اذا كانت واشنطن حريصة علي هذه العلاقة .هي التي تعرف ما ينبغي عليها فعلها .علي ان تتم معالجة منفصلة كمقدمة للتطبيع ولكن ان تعرض الموقف للبيع مباشرة مقابل التطبيع مع اسرائيل بالقطع يسبب ذلك حرجا بالغا للشعب السوداني .
والاغرب من ذلك ولاول مرة في تاريخ العلاقات بين الدول يتم عرضها بالمال بشكل مباشر وعلني وبل نقدا مقابل العلاقة مع الدولة اخري .
فالسودانيون وحدهم لم يفطنوا لقبح هذا المشهد هناك فرق كبير بين المصالح والمبادئ حتي ولو تخلينا عن الموقف الانساني وقضية القدس فان موقف البلاد من القضية الفلسطينة منذ اكثر من ست عقود وكل الاضرار التي ترتبت علي البلاد كان من الممكن ان تذهب لمنطق ان البلاد لا تريد ان تتحمل مزيدا من الضرر والبحث عن المخرج الدبلوماسي المناسب ويكفي ذلك ان العرب انفسهم لم يكونوا متحمسين في العداء. او احراج العرب و منهم الفلسطينيين للموقف ضد مصر لاحتلالها الاراضي السودانية .
بيد ان بيع كل المبدأ مقابل المخرج من الازمة الاقتصادية هو اشبه بالمرأة التي تعرض نفسها لانها في حاجة الي المال فان مقدار ما تكسبه من الاحترام ليست مثل تلك قامت بها اخري متزوجة مع ان الفعل نفسه ولكن قيمة الطعام ليست في المذاق فقط بل حتي في الأوعية التي تتم استخدامها وطريقة التقديم .
نعم للتطبيع وكثير من الناس لا يعارضون التطبيع ولكن لجعل العلاقة عادية ولكن مع الكرامة ولكن للأسف الشئ الوحيد الذي لم يترك البشير شيئا منه خلفه والا من المحال للانسان الذي حكم ثلاث عقود وهو فوق العقد السابق يقول انا سرقت ولكني لم اقتل لان في القتل حكم الاعدام ويريد ان يرمي بالائمة للموظفين تحته كأنه لم يكن مسؤل عن تصرفاتهم فالبرهان من هذه المدرسة فليس هناك ما يقودنا للعجب. فان مصائب الانقاذ ليست فقط تلك التي تمت احصائها في المجلدات بل منها موت الكرامة وغياب الحرج وفناء عزة النفس وقبر الفضيلة.