ضعفاء الهوام يموتون تحت أقدام الأفيال !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

ضعفاء الهوام يموتون تحت أقدام الأفيال !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


09-16-2020, 05:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1600231859&rn=0


Post: #1
Title: ضعفاء الهوام يموتون تحت أقدام الأفيال !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-16-2020, 05:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

ضعفاء الهوام يموتون تحت أقدام الأفيال !!

السمة السائدة في هذه الأيام هي تلك الحالة السالبة التي بدأت تلاحق الإنسان السوداني إزاء تلك الأحوال التي تجري في البلاد .. وهو ذلك الإنسان الذي أرغمته الظروف والأحوال المعيشية الصعبة أن لا يهتم ولا يبالي كثيراً بما يدور في تلك الميادين السياسية .. ولا يهتم إطلاقاً بتلك الخزعبلات السياسية والسجالات الفارغة التي تجري في الأرجاء والساحات .. فتلك الإرهاصات الفارغة لا تجلب اهتمامات ذلك السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني ،، كما أن تلك المحاولات العقيمة الواهية التي تبذلها حكومة السيد عبد الله حمدوك المؤقتة لا تجذب إطلاقاً اهتمامات السواد الأعظم من هؤلاء الغلابة من أبناء الأمة السودانية ,, فتلك المحاولات الحكومية بدأت تفقد المذاق وتفقد الشهية التي كانت في بدايات الخطوات والمشوار .. وقد اتضحت للشعب السوداني بأنها مجرد محاولات لإسكات الأفواه .. وهي نفس المحاولات التي كانت تجري في أيام النظام البائد .. وحكومة السيد عبد الله حمدوك لم تنجح إطلاقاً في محاربة الغلاء والارتفاع الجنوني في الأسعار .. وأظهرت ذلك الضعف الكبير الذي لا يليق بحكومة تعقب تلك الانتفاضات الشعبية .. وهي تلك الحكومة المؤقتة التي يقف خلفها ويساندها هؤلاء الشباب الثوار .

الإنسان السوداني في هذه الأيام العصيبة يشقى طوال النهار ويكابد بذلك القدر الذي يستر الحال ولا يفضح السيرة .. وهو ذلك الإنسان الذي يركض ليلاً ونهاراً ليدبر ويخطط ويعمل وإذا عجز يستدين ويبيع ما يتواجد تحت يديه من المتاع المتاح ،، وهو يردد عبارات : ( يا رب يا رب أسترني وأستر أحوالي لأكمل هذا اليوم على ما يرام !!! ) .. فإذا بتجار السودان ( التماسيح ) يسبقونه في تلك التدابير والمخططات وإفشال تلك الأمنيات الجميلة .. وكلما يجتهد ذلك الإنسان السوداني المغلوب على أمره في وضع تلك الميزانيات اليومية المتواضعة بذلك القدر الذي يواكب إمكانياته ومقدراته الذاتية كلما يضحك عليه هؤلاء التجار الخبثاء ثم يقتلون تلك الميزانيات المتواضعة في لحظات .. ويقولون له : ( غيرك كان أشطر ،، ولا خيار أمامك إلا ذلك الخروج من الحياة !! ) .. وتلك هي أحوال الناس في السودان في هذه الأيام .. حيث تلك الأحوال التي لا تنفع معها أية محاولة من محاولات العلاج والترقيع !! ,, ولا توجد في دولة السودان حالياً تلك الحكومة الصارمة التي تحق الحقوق وتراقب الأسواق .. بل مجرد اسم لحكومة لا تتواجد إطلاقاً في حياة الناس .. والسواد الأعظم من أفراد الأمة السودانية في هذه الأيام يماثلون تلك الهوام الضعيفة التي تصارع من أجل الحياة تحت أقدام الأفيال المتصارعة .. فهؤلاء التجار في السودان يماثلون تلك الأفيال التي لا تشبع نهماً كالأفيال الأفريقية .. وهي تلك الأفيال التي لا تبالي ولا تهتم إطلاقاً بتلك الحشرات والهوام التي تتواجد تحت أقدامها وتحت رحمتها .

هؤلاء التجار في السودان كانوا يتراجفون خوفاً ووجلاً في أيام الفريق إبراهيم عبود .. حيث كان الجيش السوداني في أيام الفريق عبود يراقب تلك الأسواق بمنتهى الصرامة .. وعند الضرورة القصوى كان أفرد الجيش السوداني يقتحمون تلك المستودعات للتجار لعرض المتواجد فيها من السلع الضرورية للجمهور السوداني بأرخص الأسعار .. وهي تلك المستودعات التي كان يخزن فيها تلك السلع الضرورية لإحداث الندرة والغلاء في البلاد .. وكذلك فإن هؤلاء التجار بالسودان كانوا يتراجفون خوفاً ووجلاً في أيام حكومة المشير جعفر النميري .. وهو ذلك المشير الذي كان صارماً بذلك القدر الكبير في مواجهة هؤلاء التجار الجشعين في البلاد .. وجعفر النميري كان لديه لقاء شهري مع الشعب السوداني عبر أجهزة الإعلام .. وفي ذلك اللقاء كان الشعب السوداني يكشف لذلك القائد تلك الجوانب السالبة في حياة الناس .. وكذلك فإن هؤلاء التجار بالسودان كانوا يتراجفون خوفاً ووجلاً في بدايات حكم نظام الإنقاذ البائد .. وكانت تلك الخيام للمحاكم الطارئة تتواجد في كافة أسواق السودان حتى وقت قريب .. وهي محاكم كانت تراقب التلاعب في الأسعار ،، كما أنها كانت تراقب تلك المخالفات التي تقع على ذلك المستهلك في الأسواق .. ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك النظام البائد بإرشادات من ذلك الشخص الفاشل ( عبد الرحيم حمدى ) قد فتح المجال أمام هؤلاء التجار الجشعين بفرية التجارة الحرة في البلاد .. وهي تلك الفلسفة الفارغة التي أهلكت الأمة السودانية في السنوات الأخيرة .. وتلك الفلسفة الساقطة القذرة قد تسببت في معاناة الغلابة من أبناء الشعب السوداني .. وعبد الرحيم حمدي مسئول أمام الله عن تلك الدموع التي تجري في أحداق الأطفال والأرامل والغلابة في هذه الأيام .. وقد سن تلك السنة القبيحة التي توالي الأثرياء من الناس وتبكي الفقراء .